خبر بوجي اسقط بيبي -هآرتس

الساعة 10:25 ص|22 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اوري مسغاف

 (المضمون: استقالة يعلون هي بداية نهاية حكم نتنياهو ولكن سيبقى اليمين في السلطة لانه لا توجد معارضة حقيقية بديلة لليمين - المصدر).

يستطيع بنيامين نتنياهو أن يبدأ بالعد التنازلي لنهايته، بوجي اسقط بيبي. اللحظة التي أخذ فيها وزير الدفاع الميكروفون واعلن عن استقالته كانت لحظة يعلونية بامتياز. مباشر وواضح مثل المسطرة، بدون كاريزما، باستثناء كاريزما التصميم.

هذه هي اللحظة التي من المفترض أن تشير الى انتهاء حقبة نتنياهو الساعة تتكتك، الوقت الزمني الدقيق غير معروف. ممنوع ان يطول كثيرا. لن تكون هناك فرصة افضل. وقد لا تكون هناك فرصة اخرى أصلا. يتصرف رئيس الحكومة مثل دكتاتور فقد الصلة مع المنطق والواقع؛ ومن داخل الحصن المنيع يصدر الاوامر الكارثية. محاط بالمشوشين الذين يفصلون بينه وبين العالم الحقيقي في الخارج.

ان عمله كمسؤول عن امن الدولة قد افقده الحواس، وانتقل للاحابيل العائلية، يشعر بالملاحقة والهلع ويركز فقط على بقاءه الشخصي. لقد اقترح وزارة الدفاع لشخص قال عنه كاذب وغشاش. وقبل شهر فقط قال انه لا يصلح لان يكون حتى مراسل عسكري، هذه علامات الموت، ويجب التأكد فقط من أنه ليس موتنا جميعا.

  المسألة طبعا ليست مسألة يسار ويمين. يعلون ليس شخص من اليسار، ولن يكون كذلك ابدا. مواقفه عسكرية، على الاكثر هو يمثل بقايا تاريخية لاحدوت هعفوداه، بدون الابداعية السياسية ليغآل ألون. ولا حاجة ايضا الى المبالغة في مديح استقالته، بغض النظر كم كانت مدوية.

فقد يعلون الثقة برئيس الحكومة، واصبح يخاف على مستقبل الدولة فقط عندما تم الحديث عن نقله من وظيفته. وايضا مخاوفه حول انتهاء الليكود التاريخي تبدو فجائية، قبل عدة اسابيع خرج بالطبول والجوقات مع ميري ريغف. عربيته المشهورة كبحت في معظمها بالخط الاخضر، انه اعمى مقابل اضرار مشروع الاحتلال والمستوطنات، او على الاقل تجاه عمقها. ان مغادرته قد تشكل نوعا من انكسار التساوي والتعادل. اختار يعلون طرفا ومن المفترض ان يشكل هذا تحولا نوعيا مهما.

يمكن اسقاط نتنياهو وسلطة حفلة الشاي فقط من خلال اتحاد اليمين الرسمي. وهذا أمر يبعث على الانكسار، ولا يمكن هضمه احيانا. ولكن هذا هو بالضبط ثمن سلطة نتنياهو. سنوات من التخويف، والتحريض، والافساد، والجمود السياسي وكل هذا فعل فعله.

مطلوب الان معارضة طبيعية من اجل الاصلاح والتعافي. لا يوجد لمعسكر الوسط يسار مستقبل تحت قيادة قادة فاشلين ومفرغين مثل يئير لبيد واسحق هرتسوغ، لبيد عضو في حكومة نتنياهو – بينيت السابقة وهرتسوغ استجدى ليكون في الحكومة الحالية. وبدون تردد على العرب، هكذا لا يمكن بناء بديل. انها ليست معارضة حقيقية.

لدى يعلون على الاقل استقامة، للسلب والايجاب. حين خرجت من مكتبه في الكريا بعد احد الحوارات معه في السنوات الاخيرة، رغبت بيني وبين نفسي ان اضرب رأسي بالحائط، لكنني امتنعت عن ذلك خوفا من التسبب باتلاف الممتلكات العسكرية.

لكن يعلون ايضا يتميز بالقيادية والمسؤولية. طوال حقبته منع بجسده واحيانا كان لوحده، حدوث خطوات عسكرية مغامرة من شأنها اغراق اسرائيل بالدم والوحل. كان شريكا بافشال موضوع ضرب ايران. وعارض اقتراحات اعادة احتلال قطاع غزة. منذ اطلاق النار في الخليل قام بدعم القيم الاخلاقية والتربوية لهيئة الاركان ومن يخضع لها بالمستويات العسكرية الاخرى. سوف يفي بوعده ويعود من اجل المنافسة امام نتنياهو وطريقه اللاصهيونية، انها منافسة واضحة: مسؤولية امام اهمال، عقلاني امام الجنون، دمقراطية امام الفاشية. لا اكثر ولا أقل.

 

كلمات دلالية