بالصور تكريم عامل نظافة خلال حفل بغزة

فلسطين اليوم

ليس غريباً أن يتم تكريم مسؤولين أو رؤساء أو شخصيات مؤثرة ضمن احتفالٍ متواضعٍ لتخريج فوجٍ جديدٍ من الطلبة، لكن الغريب والمدهش أن يتم تكريم « عامل نظافة » لما يقدمه من خدمة كبيرة للمجتمع يعجز على تقديمها أصحاب الأسماء المرموقة.

ففي غمرة الفرحة لدى الحضور لمشاهدة عروض أطفال روضة الصفاء اليوم الخميس، حتى عم الصمت والدهشة والاستغراب على وجوه الحضور كافة عندما انطلق لسان مقدمة الحفل لدعوة عامل النظافة للصعود على المنصة بهدف تكريمه.

وما أن صعد المنصة حتى تحلقت أعين الحضور لرؤيته والتعرف على هويته الذي جاء على لسان مديرة الروضة « أم وليد » قائلة: « فلنقدم كل التحية والشكر للشاب المهذب أحمد أبو حشيش عامل النظافة »، فما كان من الحضور إلا أن صفقوا جميعا وأثنوا على هذه اللفتة الكريمة.

وأكد الحضور على أن عامل النظافة أهم فرد في المجتمع، فهو يقدم خدمة كبيرة لهم ولأبنائهم في المحافظة عليهم من الأمراض المزمنة التي تُحدثها « القمامة ».

عامل النظافة: أعتبرهم أهلي وشعرت بالخجل والارتباك...

عامل النظافة الذي شعر بالحياء لدى صعوده المنصة قال لمراسلنا: « شعرت بالارتباك والخوف فهذه أول مرة بحياتي يتم تكريمي أمام جموع الناس، لاتقاني بالعمل الذي أقوم به ».

وأضاف أبو حشيش البالغ من العمر 24 عاماً ويتصبب جبينه عرقاً: « أستفيق من الفجر وأخرج من منزلي الكائن في منطقة الصفطاوي (الشيخ رضوان) لأنظف منطقة الشجاعية وبخاصة شارع روضة الصفاء وما أن أصل هناك حتى أرى المعاملة الحسنة والجيدة من أهل المنطقة وبخاصة من مديرة الروضة وزوجها اللذان يقدمان لي الطعام والشاي بشكل يومي ».

الشيخ فورة: أول مرة أشاهد تكريم عامل نظافة فهذه لفتة كريمة تستحق الشكر من مديرة الروضة

أما رئيس مجلس إدارة جمعية دار الهدى الشيخ عمر التي ظهرت عليه علامات الاستغراب والدهشة أكد بأنه أول مرة يشاهد تكريم لعامل نظافة خلال حفل تخريج فوج للأطفال، مشيراً إلى أنها لفتة عظيمة لا تقدر بثمن.

وقال الشيخ عمر لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »،: « لقد تأثرت من هذا المشهد الكبير فأنا أسمع دائماً عن تكريم للمسؤولين أو الوزراء أو أشخاص ذو مناصب رفيعة لكن هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها تكريم لعامل نظافة ».

وأضاف: « هذا يدل على مدى التطور الحضاري والرقي للمجتمع الفلسطيني »، مقدماً شكره لمديرة الروضة أم وليد.

وشدد الشيخ عمر على أن عامل النظافة يقدم أكبر خدمة للمواطن الفلسطيني وللوطن النظيف، فبقدر المحافظة على كرامة العمال بقدر ما أصبحنا نعيش برقي وتقدم في هذا العالم المتطور.

مديرة الروضة: لتغير نظرة المجتمع لهؤلاء العمال الكادحين...

أما أم وليد مديرة روضة الصفاء فقد أكدت أن عامل النظافة أحمد يستحق أكثر من هذا التكريم فقد زرع في قلب الأطفال حب النظافة والتعلم فكانوا يُشاركونه في تنظيف الشارع وساحة الروضة.

وعن رسالتها من خلال تكريم أحمد أمام جموع الناس قالت لمراسل « فلسطين اليوم »: « ليس عيباً أن يتم تكريم عمال النظافة فهم أكثر فئات المجتمع تهميشاً من قبل المسؤولين إضافة إلى نظرة المجتمع الغريبة لهم فأردت من خلال تكريمه أن أغير نظرة المجتمع لهؤلاء الشباب الكادحين وراء لقمة العيش ».

ودعت أم وليد، أبناء المجتمع الفلسطيني لتغير نظرتهم لعمال النظافة وتكريمهم ودعمهم لتقديم أفضل العطاء والتميز، فكيف لنا أن ننسى كيف أصبحت البلد عندما أوقف عمال النظافة عملهم؟ مشيرةً إلى أن البلد كانت عبارة عن كومة من « الزبالة » وهؤلاء الشباب الكادحين ينظفون ويحمون أبنائنا من الأمراض.

 

 

وفي ذات السياق قدم اطفال روضة الصفاء عروض مميزة تُعبر عن حبهم للحياة إضافة إلى أناشيد تزرع حب الوطن والتحدي للاحتلال الإسرائيلي، كما شهد الحفل تقديم فقرات فنية مميزة وكان أهمها مشاركة أحد طلبة الروضة والذي أصبح مهندساً.