خبر تعيين سائب -هآرتس

الساعة 08:56 ص|19 مايو 2016

فلسطين اليوم

تعيين سائب -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

          كان من الصعب على المرء أن يتصور قرارا سائبا وعديم المسؤولية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أكثر من تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع. فللمرة الثانية منذ الانتخابات يكون نتنياهو مطالبا بان يختار بين المعسكر الصهيوني واليمين المتطرف – فيختار مرة اخرى ان يكسر يمينا ويشكل ائتلافا ايديولوجيا، عنصريا، يسعى الى تعميق الاحتلال وتوسيع الاستيطان في المناطق، والى قمع الاقلية العربية وهز الديمقراطية في اسرائيل.

          يعرض زعيم اسرائيل بيتنا منذ سنوات عديد موقفا عنصريا، يرى في المواطنين العرب موبئة وفي ممثليهم في الكنيست خونة. وهو يروج لسياسة أمنية عدوانية، لاحتلال غزة واسقاط حكم حماس، والى الانهيار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، التي برأيه محرضة، مسؤولة ودافعة للعمليات ضد الاسرائيليين. وفي الاسابيع الاخيرة تصدر الصراع السياسي في سبيل اليئور أزريا، الجندي الذي أعدم مخربا فلسطينيا ينازع الحياة في الخليل، ودعا الى تحريره من المعتقل وعدم اتهامه بالقتل غير العمد.

          في منصبه السابق كوزير للخارجية فعل ليبرمان القليل فقط، ولكن قدرته على الحاق الضرر بالدولة كانت محدودة. اما الان فستقع في يديه المسؤولية عن الجيش الاسرائيلي وجهاز الاحتلال الاسرائيلي في المناطق، وهنا يمكنه ان يحدث أزمات ويخاطر بالمصلحة الوطنية بلا حدود تقريبا: فيوقع على مخططات بناء واسعة في المستوطنات، يوقف التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية، يسعى الى مواجهة مع حماس في الجنوب، يشدد الحصار ويمنع تشغيل الفلسطينيين في اسرائيل، وتشجيع الخروقات لقوانين الحرب.

          ان اسناد ليبرمان لــ « الجندي مطلق النار » أزريا وتأييده لاغلاق الملف ضد العقيد اسرائيل شومير، الذي قتل فتى فلسطينيا رشق الحجارة على سيارته وهرب، يشيران للجنود وللشرطة بان القيادة السياسية تتوقع منهم ان يطلقوا النار بداية وبعد ذلك يطرحون الاسئلة؛ وان اعدام جريح بجراح خطيرة، او فتى هارب، هو السلوك المناسب الذي يجدر تشجيعه وتأييده وليس التحقيق والمحاكمة. دعوته للاعلان عن وضع طوارىء في اسرائيل، « مثلما في فرنسا بعد العملية في باريس » تثير قلقا خاصا: ليبرمان يفضل تجميد حرية التعبير في صالح حرية اطلاق النار.

          قبل شهر فقط وصف ليبرمان (باسم « الليكود ») بانه هاوٍ وكسول، « سياسي صغير ومتلاعب » ليس مناسبا حتى لان يكون محللا عسكريا. اما الان فان نتنياهو يودع جهاز الامن في يد الرجل الذي « الكرة الوحيدة التي صفرت قرب اذنه كانت كرة التنس ». (كرة بالعبرية هي ذات الكلمة التي تعني رصاصة). في لحظة الحقيقة أظهر رئيس الوزراء بانه مستعد لان يجر الدولة الى مغامرة أمنية محملة بالمصيبة، الى ازالة القيود الاخلاقية وتشجيع العنصرية الفظة، فقط من أجل الحفاظ على حكمه. أما الثمن الباهظ فسيدفعه مواطنو اسرائيل وجيرانهم الفلسطينيون.

كلمات دلالية