خبر اليسار يحب السلام.. هارتس

الساعة 12:08 م|18 مايو 2016

بقلم: حاييم شاين

          (المضمون: بعد التحولات الكبيرة في العالم العربي أصبحت لدى اسرائيل فرصة لاحلال السلام، عليها استغلالها بشكل جيد وانشاء حكومة وحدة وطنية - المصدر).

          الشرق الاوسط يتغير بسرعة كبيرة. وليس هناك مستشرق واحد يقول إنه توقع الاحداث التي شهدناها في محيطنا المجنون. فجأة، اثناء القتل والعنف والتدمير، يظهر أمل التغيير. ومن واجب القيادة بذل كل الجهود من اجل استغلال نافذة الفرص واستنفاد امتحان الاحتمالات التي تتاح في منطقتنا.

          عدم الثقة من قبل الدول العربية بالولايات المتحدة انشأ فرصا جديدة. بسرية كبيرة تحسنت العلاقات ونشأت بشكل شبه خيالي بين دولة اسرائيل ودول عربية في المنطقة. اقوال الرئيس المصري أمس هي تعبير واحد فقط عن الجهود الحكيمة للقيادة الاسرائيلية. عالم جديد وشجاع بحاجة الى قيادة تدمج بين الحلم والبراغماتيا، المسؤولية وتحمل الاخطار بشكل مدروس.

          تبين لكثير من الزعماء العرب بتأخير يوبيل من السنين أن اسرائيل لا يمكنها الاستمرار كنقطة التقاء في الكراهية، يُجمع عليها السنة والشيعة.

          في الوقت الحالي يجب الاختبار وبشكل جدي امكانية التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. سنوات طويلة من الصراع العنيف والضغط السياسي والمحادثات العقيمة، كان يفترض أن تقنع القيادة الفلسطينية بأن الحوار الصادق والحقيقي فقط يمكنه أن يساعدهم من اجل التوقف عن التباكي على الماضي والتعلق بمستقبل أفضل. إن رفضهم للسلام وضعهم في طريق مسدود.

          رئيس الحكومة يريد ضم المعسكر الصهيوني الى حكومته ليس من اجل الدفاع عن الائتلاف. لأن حكومة نتنياهو مستقرة أكثر من أي وقت مضى، ولا أحد في الائتلاف يريد الانتخابات. ومن الامور المعروفة هي أن السلام مثل الحرب يحتاج الى الوحدة. فالوحدة مهمة لاعطاء الجمهور الاسرائيلي والعالم الشعور بأن نية دولة اسرائيل جدية في سعيها للسلام. يمكن أن تكون خطوة تحقيق الاتفاق السياسي لن تنجح، لكن من الضروري المحاولة لرفع قوة الصمود لدى المواطنين الاسرائيليين في الحروب المستقبلية، اذا حدثت.

          ومن الغريب أن كل اعضاء الكنيست من اليسار الذين حثوا الجمهور الاسرائيلي على الحديث والتوصل الى اتفاق سلام، يقفون الآن في جبهة الرفض. ويتبين أنه بالنسبة لهم فان الحديث عن السلام هو مجرد كلام فارغ حيث يتملص الفلسطينيون في اللحظة الحاسمة.

          اليسار في اسرائيل يكره نتنياهو أكثر من حبه للسلام. ومن خلال هذه الكراهية يعمل من اجل منع الوحدة. يبدو أن مصلحة الدولة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، والافضلية دائما للاعتبارات الشخصية. لا يمكن معرفة اذا كانت المفاوضات من اجل ضم المعسكر الصهيوني ستنجح. ويبدو أنه من الاسهل صنع السلام مع الأعداء وليس صنعه مع الخصوم السياسيين.

 

كلمات دلالية