خطة للمكافحة

خبر « مصاصو دماء » في غزة ينهشون أجسادنا!

الساعة 03:07 م|17 مايو 2016

فلسطين اليوم

يشتكي سكان قطاع غزة في هذه الأيام من انتشارٍ حاد لحشرة « البعوض »؛ الأمر الذي يتسبب لهم باللسع ونقل الأمراض بالإضافة إلى الحساسية التي تتسبب بالحكة.

وأكثر الفئات تضرراً من ناحية المكان هم المواطنين الذي يجاورون أحواض « الصرف الصحي المفتوحة » و« مكبات النفايات » و« المناطق الزراعية »، أما من حيث الأعمار فأكثر الفئات تضرراً هم فئة الأطفال.

و« البعوض » فصيلة من  الحشرات من رتبة ذوات الجناحين، حيث تتغذى إناثها على دم الإنسان وأكثر الحشرات الماصة للدماء انتشاراً، ويسبب المضايقة بلدغاته المتكررة، وينقل العديد من الأمراض منها الملاريا، كما يتغذى البعوض أيضا على دم الحيوانات والطيور.

وتسبب لدغة البعوضة التهابا في الجلد خاصة عند الأطفال، وتظهر بقعة حمراء حول مكان اللدغة وقد يتورم الجلد نتيجة لذلك. وهناك أنواع من البعوض قد تنقل المرض للإنسان أثناء تغذيتها على الدم، ومن أهم الأمراض التي ينقلها البعوض (مرض الملاريا ومرض الفلاريا وداء الفيل) ومرض الحمى الصفراء. 

وأبدى عدد من سكان قطاع غزة شكواهم وامتعاضهم حول تكاثر البعوض في منازلهم والذي سبب الكثير من الحساسية لأجسادهم وأجساد أبنائهم نظراً لقوة لسعاته ولكثرته وكذلك عدم قدرتهم على النوم.

المواطن داوود نمر (23 عاماً) من سكان حي الشجاعية، يقول: البعوض ينهش أجسادنا، وأجساد أطفالنا الصغار، ويغزو بيوتنا على شكل أسراب، ولا يمكننا النوم في ظل انتشار تلك الحشرات.

مواطنون: البعوض نهش أجسادنا ولا نعرف طعماً للنوم

ويوضح لـ« فلسطين اليوم » أنه استخدم طرق عدة للتخلص من البعوض غير أنها لم تفلح في إبعاد تلك الحشرة عن مولوده الذي لم يبلغ سوى أشهر، متهماً الجهات المسؤولة بـ« التقصير ».

ولم يلمس المواطن نمر أي تحركات عملية من الجهات المختصة لمكافحة الحشرة، غير بعض التنبيهات والنصائح التي أرفتها بلدية غزة على ظهر فاتورة المياه والخدمات الاخرى، داعياً البلديات إلى القيام بواجباتها وعمل مكافحة شاملة للبعوض.

المواطن محمد صلاح (30 عاماً) هو الآخر يعاني من ازمة انتشار البعوض، يقول: لا نستطيع النوم في منازلنا من جراء كثرة انتشار البعوض، نستيقظ في الليل على لدغات البعوض، وفي ظل الحرارة وانقطاع الكهرباء نضطر لتغطية أجسادنا بالأغطية، غير أن تلك الطريقة لا تفلح في محاربة الظاهرة.

المواطن ابراهيم زياد لم يختلف عن 1.9 مليون مواطن في غزة يعانون من البعوض، يقول « في ظل انقطاع التيار الكهربائي وزيادة درجات الحرارة أعاني جداً من موضوع البعوض ».

وأوضح لـ« فلسطين اليوم » ان ابنه الصغير الذي لم يتجاوز العام والنصف ينهش البعوض جلده، مضيفاً « نحن في بداية فصل الصيف وكميات البعوض ليست ببسيطة وظاهرة بشكل ملحوظ ».

وطالب زياد البلديات والمختصين بسرعة العمل على مكافحة البعوض.

مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة م. عبد الرحيم أبو القمبز، أكد أن إدارته تعمل جاهدة على مكافحة حشرة البعوض، طوال العام، حيث تزداد تلك الجهود وتتركز من  منتصف مارس/ آذار من كل عام استعدادًا لاستقبال فصل الصيف.

وأوضح أبو القمبز لوكالة الرأي الحكومية أن البلدية خصصت شعبة لمكافحة الحشرات والآفات تعمل ضمن طواقم قسم الصحة الوقائية في الإدارة العامة للصحة والبيئة، مشيرًا إلى إجراء طواقم البلدية مسحًا شاملاً للمناطق السكنية في المدينة، للتخلص من المياه المتجمعة التي قد تكون بؤر لتوالد البعوض.

بلدية غزة: جهود كبيرة للقضاء على حشرة البعوض

وقال: « إن دائرته تعمل في كل عام على تجهيز خطة كاملة لمكافحة البعوض تبدأ بالقضاء عليها في برك الشيخ رضوان وعسقولة والصداقة وأحواض الصرف الصحي ومجرى نفق تصريف مياه الأمطار، ومن ثم الأحياء بشكل عام، والتركيز على البؤر التي يتوالد بداخلها لمنع تكاثرها والقضاء عليها ».

وأوضح أبو القمبز أن البلدية تتعامل مع كافة الشكاوى الواردة إليها فيما يتعلق بحشرة البعوض، وترسل طواقمها إلى مكان الشكوى ويتم معالجتها عبر رش المبيدات الحشرية في المكان وإجراء مسح شامل لمحيط المنطقة، للتأكد من عدم وجود بؤر لتوالد البعوض.

وأشار إلى إتباع طواقم البلدية العديد من الطرق في مكافحة البعوض، ويفضل التركيز على الأطوار التي تعيش في الماء وهي البيض واليرقة والعذراء، وذلك إما عن طريق المكافحة الميكانيكية أو المكافحة البيولوجية أو المكافحة الكيميائية.

وأوضح أن المكافحة الميكانيكية تقضي بالتخلص من المياه المتجمعة في البرك سواء كانت بردم البرك أو شفطها، إضافة إلى أحكام إغلاق الخزانات، لعدم توفير بيئة مناسبة لتكاثر الحشرة.

ولفت أبو القمبز النظر إلى المكافحة البيولوجية والتي تتم بواسطة محاليل تحتوي على أنواع خاصة من البكتيريا يتم تجهيزها في مختبرات محلية أو استيرادها من الجانب الآخر، أو عن طريق تربية الأسماك في البرك الزراعية حتى تتغذي على يرقات البعوض.

وأضاف: « إن المحاليل الفعالة عند إضافتها للبرك حسب تركيزات معينه فإن البكتيريا تتكاثر وتنتج مادة سامة تتغذي عليها يرقات البعوض ما يؤدي إلى هلاكها ».

أما المناطق التي لا يمكن فيها التخلص من برك المياه؛ فإن البلدية تستخدم مادة « الملاريول » وهي خليط من (سولار بنسبة 95% وزيت محروق بنسبة 5%)، يتم رشه على مياه البرك والمصارف، يساعد في القضاء على أطوار الحشرة التي تعيش في المياه وكسر دورة حياتها، وفق أبو القمبز.

وأشار إلى استخدام مادة البيرمترين والبرومكس بتركيز منخفض حوالي 1 سم/ لتر، في حالات نادرة مثل وجود مياه متجمعة أسفل مسطحات النجيل.

كما ويقوم فريق متخصص في البلدية وتحت إجراءات وقائية لحماية صحة الإنسان والبيئة وذلك  برش المدينة من خلال جهاز إحداث الضباب (Fogger) لمكافحة الحشرة الكاملة من خلال تجهيز خليط يشمل سولار مضاف له نسبه قليلة من مادة البيرمترين، حيث ينتج الجهاز دخان كثيف عند تشغيله، يؤدي إلى موت الحشرات الطائرة"على حد قوله

ودعا مدير عام الصحة والبيئة، المواطنين إلى عدم التردد في إبلاغ البلدية عن أماكن تجمع المياه الراكدة أو أي أماكن تحتمل أن يتكاثر فيها البعوض، للقضاء عليها ومكافحتها قبل تكاثرها. وتعد أشهر إبريل ومايو ويونيو من كل عام مواسم لتكاثر البعوض.

 

 

كلمات دلالية