خبر فلسطينيو الأردن يتحدثون في ذكرى النكبة

الساعة 04:23 م|15 مايو 2016

فلسطين اليوم

اللي ببيع الأرض ببيع العرض، ورح نرجع لبلادنا ولو نوكل التراب فيها« ، بهذه الكلمات تلخص الحاجة فاطمة خليل ( 75 عاماً ) موقفها من الذكرى الـ68 لنكبة فلسطين، وتمسكها بحق العودة إلى قرية الفالوجة جنوب فلسطين، معتبرة أن هذا الحق مقدس تتوارثه الأجيال، لا يسقط بالتقادم ولا يملك أحد سلطة التنازل عنه.

 

واستذكرت الحاجة فاطمة رحلة لجوئها مع عائلتها إلى مخيم البقعة (أكبر مخيمات اللجوء في الأردن) وكيف خرجوا من قريتهم تحت نيران القصف على أيدي العصابات اليهودية عام 1948، فيما لا تزال تحتفظ بمفتاح بيت العائلة على أمل بالعودة ولو بعد حين.

 

فيما يؤكد الحاج إسماعيل نشوان من مواليد عام 1929 في قرية الدوايمة جنوب مدينة الخليل، أنه لا بديل عن حق العودة مهما طال الزمن، مشيراً إلى أنه لا يزال يحتفظ بمفتاح بيته في قريته التي اخرج منها قبل 68 عاماً، وأنه سيورثه إلى أولاده وأحفاده بانتظار تحقيق حلم العودة.

 

وروى الحاج نشوان في حديث لموقع الإسلام اليوم في استطلاع أجراه خليل قنديل كيف اقتحم الصهاينة قرية الدوايمة عام 1948 وارتكبوا فيها مجزرة راح ضحيتها أكثر من 500 شخص، حيث كانت العصابات الصهيونية تقتل الأطفال والنساء والرجال وتخفي جثثهم في مقابر جماعية للتغطية على المذبحة، إضافة إلى إلقاء عشرات الرجال وهم أحياء في أحد آبار القرية، قبل أن تبدأ رحلة لجوء نشوان إلى الخليل ثم إلى الأردن عام 1967 .

 

ويضيف نشوان »لا نعرف الوطن البديل، ولا بديل عن أرض فلسطين، وأمنيتي أن أعود إلى قريتي وأن أموت في ساحات المسجد الأقصى، وها هم صغارنا متمسكون بحق العودة أكثر من الكبار، وما زرعناه في نفوسهم من حب فلسطين والتمسك بقضيتها قد أثمر« .

 

ودعا نشوان الشباب للتمسك بالقضية الفلسطينية والسعي لدعمها بمختلف الوسائل مادياً ومعنوياً، بحيث تكون راسخة في وجدانهم، وأن يعدوا أنفسهم للتحرير والعودة خاصة وأن الأردن هو أرض الحشد والرباط لتحرير فلسطين.

 

حلم العودة الذي يتحدث عنه كبار السن من اللاجئين، لا يفارق أحاديث صغارهم، رغم أنهم لم يروا فلسطين سوى عبر شاشات التلفاز، حيث يتوارثون قصص لجوء أجدادهم وحياتهم في قراهم قبل النكبة ورحلة لجوئهم، ويرددون اسم فلسطين في أناشيدهم ورسوماتهم، ليفندوا المقولة التي أطلقتها »غولدا مئير« رئيسة وزراء الكيان الصهيوني عام 48 عندما قالت: »سيموت الكبار وينسى الصغار« ، وذلك تعليقاً على تهجير الفلسطينيين.

 

وبحسب الإحصائيات فهناك أكثر من 7 ملايين لاجئ فلسطيني، أكثر من نصفهم في الأردن حيث يعيش 18% منهم في 13 مخيما موزعاً على عدة محافظات، فيما يتوزع النصف الآخر من اللاجئين الفلسطينيين على مدن غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان ومختلف دول العالم.

 

وعن واقع اللاجئين الفلسطينيين بعد 68 عاماً على النكبة يرى رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش أن معاناة اللاجئين لا تزال قائمة بأبعادها المختلفة مادياً ومعنوياً، حيث لم تغادر ذكرى النكبة قطاعاً واسعاً منهم سواء ممن يعيشون في مخيمات اللجوء في لبنان أو غزة والأردن وغيرها من الدول، وأن النكبة لا تزال ماثلة أمامهم عبر استمرار حياة اللجوء التي تتجاوز القضايا المادية إلى القضايا المعنوية، فيما تجددت نكبة آخرين منهم خاصة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات العراق وسوريا.

 

وأكد عايش في »« تمسك اللاجئين بحق عودتهم إلى أرضهم، معتبراً أن قضية اللاجئين لا زالت تراوح مكانها وأن العالم كله خاصة الدول العربية والإسلامية مطالبة بإعادة الحق إلى نصابه وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى واجب الشعب الفلسطيني بتوحيد الصفوف وراء مشروع وطني واحد لتحرير فلسطين وإعادة تنظيم صفوفه وحل قضية الانقسامات.

 

وحول دور اللاجئين الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، اعتبر عايش أن هناك تواطؤاً لتهميش الفلسطينيين في الخارج والذين يشكلون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، بحيث لا يكون لهم دور في صنع القرار واختيار ممثليهم والمشاركة في تقرير مصيرهم، مطالباً بتحرك حقيقي لتحقيق مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في صنع القرار وتوحيد الجسم الفلسطيني في الداخل والخارج .

 

وتظل قضية اللاجئين الفلسطينيين شاهداً على نكبة فلسطين عام 1948 وسط محاولات لتصفية قضيتهم والسعي لتوطينهم في أماكن لجوئهم خارج فلسطين مقابل التعوضات، حيث برزت مؤخراً قضية تقليص خدومات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بشكل تدريجي تمهيداً لوقف أعمالها مما أشعل حراكاً واسعا في المخيمات رفضاً لهذا التوجه ، مع التأكيد على التمسك بحق العودة الذي أكدت عليه المواثيق والقرارات الدولية، والتحذير من التنازل عن هذا الحق في أي مفاوضات مع الكيان الصهيوني.

 

المصدر: »الاسلام اليوم"

كلمات دلالية