ثلاثون شيقلاً رسوم استخراج التقرير الطبي

تقرير صحة غزة تلغي قرار الإعفاءات عن استخراج التقارير الطبية

الساعة 02:15 م|12 مايو 2016

فلسطين اليوم

استفاق الجريح « عدلي عبيد » من نومه بعدما لامست أشعة الشمس سطح الأرض، ينتظر كعادته صديقه الجريح « منصور القرم » من أجل أن يتوجها إلى مستشفى الشفاء لاستخراج « تقرير طبي » وتقديمه لإحدى الجمعيات أو المؤسسات التي تعنى بخدمة الجرحى.

وقبل أن يغادر عدلي المنزل « مد » يده إلى « دراجه » والتقط ما بها من أموال، وغادر الجريحان باتجاه المستشفى وما أن وصلا حتى تفاجأ الاثنان بطلبٍ من الطبيب المناوب بدفع 30 شيقل من أجل الحصول على التقرير.

« عدلي » الذي بترت قدمه اليسرى في إحدى الغارات الإسرائيلية عام 2011، يبلغ من العمر 25 عاماً، تفاجأ بطلب الطبيب ما أثار شكوكه، خاصة وأنه لم يدفع « شيقل واحد » لأي طبيب منذ اصابته، ما دفعه لطلب الإعفاء أو إيصاله إلى مدير المستشفى للحديث معه.

صعد عدلي وصديقه وجريح أخر إلى المدير الذي صدمهم بقوله المبلغ المقدر « 30 شيقل » بطلب من وزارة الصحة، لا يمكن أن يتم إعفاء أحد حتى لو كان جريح.

وبعد أن استنزف « عدلي » أنواع الحديث والشروحات كافة لمدير المستشفى بهدف إعفائه من المبلغ كونه جريح ويعاني أوضاع اقتصادية صعبة، خضع للأمر الواقع وقرر دفع المبلغ للحصول على التقرير الطبي، لكنه شعر بالإحراج الشديد عندما استخرج الأموال من جيبه أمام أصدقائه لعدم توفر المبلغ المطلوب ما دفع صديقه « القرم » لإزالة الحرج ودفع عنه.

عدلي قال لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: « هذا حرام وظلم كبير باستغلوا ظروفنا وبجبرونا ندفع، أول مرة منذ إصابتي أدفع 30 شيقل من أجل إضافة كلمتين في ورقة »التقرير الطبي« راح يتحاسبوا يوم القيمة على هذا الظلم ».

وأضاف عدلي بحزن شديد: « الديون تتراكم فوق رأسي خاصة بعد قيامي بتجهيز بيتي لاستقبال العروس ومشكلتي لا أجد عمل يناسب اصابتي، وما فرضته وزارة الصحة الجديد استفزني كثيراً فبدلاً من أن تقف الوزارة معنا في ظل ما نعانيه من ظروف خاصة، تحاول جنى الأموال من حسابنا ».

وتابع قوله: « الجميع يعتقد أن »الجريح فوق ريح« وبدفع المبلغ المطلوب ولا يدرون أن الجريح لا يستطيع أن يعمل لو توفرت له وظيفة عمل ».

حصلت على التقرير الطبي قبل شهرين ولم أدفع شيقل واحد

أما صديقه منصور القرم فأكد لمراسل « فلسطين اليوم »، حصوله على « تقرير طبي » قبل شهرين تقريباً من مستشفى الشفاء ولم يطلب منه أحد مبلغ من المال، مشيراً إلى أن « القرار » جديد لكنه ظالم.

« القرم » بترت قدمه اليمنى في غارة « إسرائيلية » عام 2011، ويعاني من ظروف اقتصادية حرجة جداً خاصة بعد زواجه الذي زاد عليه العبء الاقتصادي.

وقال القرم: « عندما وصلت مع صديقي عدلي إلى المستشفى وتوجهنا إلى المدير لم نجد اهتمام ولا تقدير من أحد ونحن الذين قدمنا أقدامنا فداءً من أجل الوطن فكيف يتعامل هؤلاء مع الأسوياء؟ ».

وتمنى منصور أن يحصل على طرف صناعي يساعده في المشي بدلاً من الاتكاء على العكاز.

وتسأل القرم، « لماذا يطلبون 30 شيقل من الجريح؟ هل ورقة التقرير الطبي تكلفهم هذا المبلغ؟ ولمن سيذهب المبلغ؟ »، مضيفاً: « أعداد الجرحى بالألاف وكل يوم يأتي عدد من الجرحى للمستشفى للحصول على تقرير طبي ».

الصحة تم إلغاء بند الإعفاءات الخاصة بالتقرير الطبي لمنع الحرج

من جهته أكد مير عام ديوان وزارة الصحة بغزة د. ماهر شامية، أن الوزارة لم تفرض رسوم جديدة لمن يرغب في الحصول على التقرير الطبي بل ألغت بند الاستثناءات أو الإعفاءات  « المزعجة » للوزارة.

ولفت د. شامية، إلى أن رسوم التقرير الطبي في السابق كانت موجودة ولم تلغى، لكن يتم استثناء بعض الحالات التي تتلقى الشؤون الاجتماعية، وبعد الطلبات الكثيرة من قبل الجرحى وغيرهم تم إلغاء الاعفاءات الخاصة بالتقرير الطبي.

وقال د. شامية لـ« فلسطين اليوم »: « بند الاعفاءات الخاص بالتقرير الطبي أحدث ازعاج كبير للوزير، فالجميع يريد الحصول على تقرير طبي مجاناً وبعد الطلبات الكبيرة ممن يحتاج التقرير دفع الوزير لإلغاء بند الإعفاءات لمنع الحرج ».

وأضاف: « المبلغ المطلوب وهو 30 شيقل ليس كبير، خاصة أن التقرير الطبيعي تنتهي صلاحيته بعد 6 شهور أو سنة لذلك؛ ليست تكلفته عالية للجرحى الذين يتلقون الأموال من الكثير من المؤسسات التي تُعنى بهم بفعل التقرير الطبي ».

وأشار إلى أن الوزارة أبقت الباب مفتوح للإعفاءات في رسوم الخدمات المقدمة للمواطنين.

التقرير الطبي هو عبارة عن شرح لحالة المريض سواء كان جريح أو مريض عادي ويتم توقيعه من أطراف عدة بالمستشفى والوزارة لاعتماده من قبل المؤسسات الخيرية، ويجب تجديد التقرير الطبي بعد 6 شهور أو بعد سنة من استخراجه.

كلمات دلالية