خبر الانتحار حرقاً بغزة ..جهات تدفع وأخرى تنفخ في النار

الساعة 10:36 ص|10 مايو 2016

فلسطين اليوم

مهما كان السبب ورقة ..او مخالفة ..او ضيق حال اقتصادي ومعيشي كما يبرره البعض , فهو غير مقبول بأي حال من الاحوال  ان تُزهق نفساً بشرية دون أي ذنب سوى الهروب من واقع صعب , الى ماهو محرم شرعاً ..هل هانت علينا انفسنا لهذه الدرجة .. اين الوازع الديني؟؟ اين كرامتنا ذهبت في ان نفتل انفسنا؟؟ اين شعب الجبارين الذي ذاق مرارة اربعة حروب متتالية ؟؟...نحن لسنا مع الانتحار ..ولكن الاوضاع باتت اصعب مما يمكن ان يتصوره بشر ,فالبطالة من الخريجين والعمال اعداد مهولة  , والضرائب من الجلادين , والمستحقات ادفع ولا تناقش.. والكهرباء والماء والفواتير وغيرها ..مصائب وجدت ردود من يديرها من مسؤوليهم واضحة وهي ان يضعوا رؤوسهم في التراب ..في انتظار ان يحل المواطن مشاكله بنفسه وبالطريقة التي يرتأيها .

باتت الاخبار لا تخلو خلال خمسة ايام من خبر السيطرة على محاولة انتحار احد المواطنين , أحد السائقين , اشعال النار , وهناك اخبار تم تداولها ان هناك من حاول إحراق عائلة بأكملها , وتم السيطرة على الموقف ..أهو تهديد للخروج من الازمات؟؟ , ام ان الدارج حالياً للهروب من الواقع ,هو الخروج والتهديد بالانتحار للحصول على المميزات , كما حصل مع عائلة ابو هندي , عندما انهالت عليهم العروض من غزة ورام الله بالبيت والعمل والمبالغ المالية ...والوضع يبقى كما هو المسؤولية تُحمل للجميع لوقف المهزلة التي نمر بها ...

الشرطة

ابرز حالات التهديد بالانتحار او الانتحار التي انتشرت خلال الاسبوع الجاري والماضي , جاءت من قبل السائقين بسبب قيمة المخالفة الكبيرة , التي تفرضها الشرطة على , السائقين , مما يدفعهم للتهديد بالانتحار لتدفع الشرطي للتراجع عن كتابة المخالفة , بسبب عجزهم عن دفع قيمتها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

 قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية المقدم ايمن البطنيجي ,اليوم الثلاثاء, ان تهديد العديد من السائقين بحرق نفسهم بسبب المخالفات , ليس مبرراً , فحرق النفس لا يمت لديننا ولا لأخلاقنا ولا يمكن ان يزهق مواطن نفسه , من اجل مخالفة , مشيراً الى ان هذه التصرفات لا تمت لديننا الحنيف.

وتابع  في تصريحات خاصة , " حرق نفسه او هدد  بالحرق" , نحن مصرين على ضبط الجبهة الداخلية لقطاع غزة , ولن يجبرنا أحد على تغيير قوانينا .

وبين البطنيجي , ان قطاع غزة  يشهد حوادث مرورية لم يسبق لها مثيل ونحن نحاول , ضبط الوضع , فلن نترك القطاع للانفلات الامني , من اجل اشخاص يعانوا من امراض نفسية او مشاكل , ولن يجبرنا أحد على تغيير القوانين , فهناك ارواح تزهق جراء حوادث السير ايضاً .

ونوه الى ان المخالفات في قطاع غزة ليست كبيرة حيث عدد المخالفات في مدينة غزة لوحدها 100 مخالفة فقط , موضحاً ان حصيلة الوفيات نتيجة الحوادث المرورية التي بلغ تعدادها 1049 حادثا منذ بداية العام، بلغت 31 قتيلاً، من بينهم 18 طفلاً , فلا بد من وضع حداً لها.

وأكد أن الشرطة تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، وتخفف من قيمة المخالفات بحق السائقين، مشددا على أنها لا تتهاون مع السائقين أصحاب المخالفة "أ" الذي قد يلحق ضررا بالآخرين, ولكن بشأن مخالفات "ه" من خلال تحرير مخالفة تتمثل بتنفيذ السائق لعدة ساعات عمل تطوعي في شوارع غزة قد تصل لـ 6 ساعات في بعض الحالات و حيث سيبدأ العمل فيها الاسبوع القادم .

اين الدعاة

وسط زحمة الحديث عن حالات الانتحار , يبقى السؤال اين دور الدعاة , اين المساجد المنتشرة في القطاع , لماذا يترك المواطن دون أي دعم معنوي وديني ...

الدكتور عماد حمتو الداعية الاسلامي في غزة، اعتبر أنه ليس هناك مبرر شرعي لقضية الانتحار، مشيرا الى أنه علينا أن نرفع الصوت عاليا ونقول (كما أن النصوص الشرعية تُحرم الانتحار أيضا الظلم حرام وكذلك الفساد السياسي والضريبة وقتل أحلام الشباب حرام ).

النصوص الشرعية تحرم الانتحار  , فقه الموت تنتشر رائحته في كل مكان , ولايجب ان نوظف الفتوى الشرعية كما نشأ.

وأضاف حمتو , "علينا أن نُعالج العَرض قبل أن نُعالج المرض"، داعيا الشباب الغزي للتفاؤل خيراً في سعة رحمة الله، وأن يتقوا الله حتى لا يتركوا صورة سيئة للمشهد امام عائلاتهم.

كلمات دلالية