تقرير "البحر من أمامنا وانقطاع الكهرباء من خلفنا، فأين المفر..؟

الساعة 08:45 م|09 مايو 2016

فلسطين اليوم

رغم تحذيرات الأرصاد الجوية باشتداد درجات الحرارة هذا العام، يبقى البحر هو المتنفس الوحيد الذى يملكه الغزيين، وبالتزامن مع أزمة الكهرباء، ما زال سكانها مفعمين بالأمل بقدوم صيف يختلف عن معظم الفصول، يستعدون للذهاب إلى شاطئ البحر، منهم من يريد التنزه والاستجمام، والبعض الأخر للسباحة والصيد.

وأكد عدد من خبراء الطقس، أن عام 2015، كان الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة، لكن يبدو أن الوضع سيسوء في السنوات القليلة القادمة، حيث يتوقع عدد من الخبراء أن يشهد صيف العام المقبل 2016 ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة بتاريخ الكوكب.

عبد الله صبيح (28 عاماً)، في طريقه إلى البحر مصطحباً زوجته وابنته إلى شاطئ البحر، يقول لـ « فلسطين اليوم » : إن انقطاع الكهرباء وعدم توفر بديل لتشغيل المراوح، جعلني أهرب إلى البحر للاستجمام مع عائلتي، فلا يوجد أمامي غير ذلك.

ويضيف صبيح، نضطر للذهاب إلى البحر أكثر من يوم في الأسبوع، ففي بعض الأيام لا نستطيع أن نتحمل درجات الحرارة، فالبيت يصبح « كالفرن »، مشيراً إلى أن درجات الحرارة العالية تسبب لابنته حساسية في كامل جسدها.

ويأمل الشاب صبيح، أن تتحسن ساعات وصل الكهرباء، لما لها من أضرار كبيرة على المواطنين وأصحاب المحلات والمصانع.

وتشهد أيام الجمعة في كل أسبوع تواجداً كبيراً باعتباره إجازة رسمية للمواطنين والعائلات الفلسطينية على شاطئ البحر، حيث يسعون للخروج من نمط الحياة اليومي والترفيه عن أنفسهم بالرحلات إلى البحر.

وفي مشهد أخر، يجلس الشاب أبو البراء القدرة (26 عاماً) وزوجته على طاولة بالقرب من شاطئ البحر، يداعب طفله الصغير.

خلال حديثنا معه، أوضح القدرة أنه يأتي للبحر للخروج من نمط الحياة اليومي، واستمرار أزمة الكهرباء التي تجبره للقدوم للبحر، مضيفا أن البحر هو المتنفس الوحيد للمواطنين في قطاع غزة.

ومع قلة الأماكن الترفيهية في قطاع غزة، يعد شاطئ البحر المتنفس الوحيد لـقرابة 2 مليون نسمة، في ظل استمرار الحصار لقرابة أحد عشر عاماً، حيث يلوذ المواطنين إليه في ظل الحر الشديد، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر.

المواطن وضاح الأغا (32 عاماً)، أشار إلى أنه ينتظر انقطاع التيار الكهرباء، ليحمل طعامه مع عائلته ليتناولوا الطعام على شاطئ البحر وللاستمتاع بغروب الشمس. 

أما محمد شاهين، أحد أصحاب الاستراحات على شاطئ بحر خان يونس،  يؤكد أن استراحته تمتلئ بالزبائن في حالة انقطاع الكهرباء، وأيام العطلة الرسمية.

في سياق منفصل يتخوف المواطنين في هذا الموسم من السباحة في البحر، بسبب حالات الغرق التى شهدها الصيف المنصرم،  في ظل نقص عدد المنقذين .

وفي وقت سابق، حذّر مساعد مدير عام الدفاع المدني العقيد محمد العطار، من أن الدفاع المدني يعاني من نقص كبير في عدد المنقذين البحريين المطلوب منهم تأمين حياة آلاف المصطافين الذي يُعد البحر المتنفس الرئيس لهم، خصوصاً في ظل الحصار الخانق على القطاع، موضحاً إلى وُجود حوالي100 برج إنقاذ تتـبع للدفاع المدني بحاجة في إلى 400 منقذ على الأقل، في حين أنّ المتوفر حالياً لا يزيد عن 200 منقذ.

كلمات دلالية