المقاومة لديها معادلة

تحليل الحرب مؤجلة..والتصعيد المحدود وارد على حدود قطاع غزة..!

الساعة 06:36 ص|09 مايو 2016

فلسطين اليوم

تشهد حدود قطاع غزة هدوءً حذراً بعد أيام مضت من التوتر وإطلاق والنار والقصف المتبادل بين المقاومة وقوات العدو, بعدما توغلت آليات وحفارات الاحتلال بحثاً عن أنفاق المقاومة داخل أراضي قطاع غزة وتصدت لها المقاومة.

وانتهت الأحداث الجارية على حدود القطاع بانسحاب آليات العدو بعد تدخل وساطة مصرية, أرجعت الأمور إلى ما كانت عليه قبل التصعيد, مع تأكيدات العدو أنه سيواصل محاربة الأنفاق والبحث عنها, تزامناً مع تأكيدات المقاومة أنها لن تسمح للعدو بالتوغل داخل القطاع وستتصدى له بقوة.

وأجمع محللون سياسيون أن المرحلة المقبلة لن تشهد حرباً مفتوحة لعدم رغبة جميع الأطراف بذلك, غير مستبعدين أن تحدث تصعيدات محدودة في حال توغلت قوات العدو داخل حدود القطاع.

معادلة جديدة

في هذا الصدد، أكد المحلل السياسي ابراهيم المدهون أن المقاومة لديها معادلة واضحة أن أي عمل أو نشاط عسكري للعدو داخل قطاع غزة سيتم استهدافه وإذا أراد العدو التصعيد فعليه التوغل بالقطاع.

وأضاف المدهون لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: العدو يريد أن يقوم ببعض عملياته في البحث عن الأنفاق والكمائن ويريد أن يتعدى حدود قطاع غزة , ولكن المقاومة تحدثت بشكل واضح أن هذا الأمر مرفوض وأن أي تقدم من قبل الآليات أو فرق الهندسة الصهيونية سيجابه بقوة وحزم .. وهذا ما رأيناه خلال التصعيد الاخير.

وتوقع، أن تشهد حدود قطاع غزة تصعيدات في دوائر محدودة جداً في حال أقدم العدو على التوغل داخل أراضي القطاع, مستبعداً أن تصل الأوضاع لمرحلة الحرب والمواجهة العسكرية المفتوحة.

وأوضح المحلل السياسي أن المقاومة لا ترغب بأن تتدحرج الأوضاع لمواجهة كبيرة لأن العدو يمتلك قوة نيران هائلة تستهدف المدنيين, والمقاومة تريد تجنيب المدنيين ويلات الحرب خاصة أن هناك الكثير ممن دُمرت بيوتهم في الحرب الأخيرة لم يصلهم الإعمار حتى الآن.

وقال: ليس من مصلحة العدو الآن التصعيد في غزة خشيةً منه أن يتورط خاصة مع ازدياد التطور في قدرات المقاومة وإدراكه أن عدوانه معقدٌ وليس سهلاً, ولكن من الممكن أن تتدحرج الأوضاع لحرب بغير رغبة أحد , حسب التطورات الميدانية.

وأشار المحلل السياسي إلى أن العدو قد يجس نبض المقاومة ولكن الأخيرة لن تسمح به بأن يسوغ معادلات الاشتباك على حدود غزة, لافتاً إلى هناك صراع أدمغة وإرادات يدور بين الاحتلال والمقاومة.

الحرب مؤجلة

وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي أكرم عطا الله: المقاومة غير معنية بالتصعيد حالياً والمواجهة مع « إسرائيل » مؤجلة, وموضوع الأنفاق سيبقى في حالة المراوحة, وطالما أن نشاطات العدو شرق الحدود وليس غربها فذلك لن يغضب المقاومة ولن يستفزها .

وأضاف لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: « إسرائيل » أيضاً لا تريد أن تغامر بحرب خاصة بعد تقارير الفشل الذريع لجيش الاحتلال « الإسرائيلي » في حرب 2014, لذلك لا أعتقد أنها ستقوم بعمليات فحر وبحث عن الأنفاق داخل غزة , بينما ستكتفي بالبحث داخل الحدود.

وشدد المحلل على أن المقاومة واثقة من أن « إسرائيل » لن تستطيع كشف الأنفاق , وأن ما تم كشفه هو عبارة عن نفق قديم معروف, والمقاومة لم تنصدم من ذلك وقالت أنه نقطة في بحر.

وأوضح عطا الله، أن المقاومة تريد رفع الحصار عن قطاع غزة وهناك مفاوضات تركية صهيونية ممكن أن تفضي إلى ذلك دون القيام بحرب, مشيراً إلى أن الشهر الحالي هام وأسبوع واحد يفصلنا عن جولة مفاوضات حاسمة في هذا الملف قد تفضي إلى رفع الحصار.

لا رغبة في الحرب

بدوره  قال المحلل السياسي حسن عبدو: كل التقديرات تشير إلى أن ما جرى على الحدود من تبادل لإطلاق النار ومحاولات « إسرائيل » في الدخول للمنطقة لعازلة لتدمير الأنفاق تراجع بفعل التدخلات الاقليمية التي نجحت في احتواء الأحداث.

وأوضح عبدو، أن كافة الأطراف ليس لديها رغبة بالدخول في مواجهة شاملة ومفتوحة, وقد أعلنت « إسرائيل » والمقاومة ذلك بشكل صريح.

وقال لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: « إسرائيل » لن توقف جهودها بالبحث عن الانفاق وتدميرها وفي المقابل المقاومة تعزز من قدراتها وتعد نفسها.

واستبعد عبدو، أن ينجح الاحتلال في تدمير شبكة الانفاق, مبرراً ذلك بأن شبكة الانفاق معقدة وصعبة, وقد يستطيع العدو تدمير فتحة لنفق ولكن سرعان ما يتم تحويل مساره لمنطقة أخرى, حيث أن للأنفاق تشعبات أرضية.

وأكد أن المقاومة لن تتخلى عن سلاح الأنفاق الذي يعد استراتيجياً وأثبت فعاليته في حرب 2014, حينما استطاعت المقاومة من خلال الأنفاق تنفيذ عمليات نوعية خلف الخطوط واختطاف جنود صهاينة.

ولفت إلى أن ما يقد يحدث على الحدود لن يتعدى تصعيدات محدودة , موضحاً أن التصعيد الذي حدث تم احتوائه بجهود اقليمية أعادت قواعد اللعبة لما كانت عليه في الاتفاق الذي تم إبرامه في القاهرة عقب حرب 2014.

كلمات دلالية