ماذا تجيب أطفالك؟

تقرير أسئلة محرجة!!

الساعة 05:50 م|08 مايو 2016

فلسطين اليوم

« الطفل مرآة المجتمع »، تعبير صادق عن تطوره، تقليد أعمى لكل ما تقع عليه عيناه، وما بين التقليد والتفكير تظهر آلاف الأسئلة، وفي سنوات الطفولة يتمتع الطفل بخيال واسع يختلط فيه الواقع بالخيال فتبدو أسئلته ساذجة ولكنها في الحقيقة أسئلة هامة وعلى أساسها يتكون عقل الطفل، ومن خلال طريقة الإجابة عن هذه الأسئلة يتحدد مستقبل هذا العقل.

 

فجميعنا كآباء و أمهات معرضين لمواجهة أسئلة الطفل التي تنهال هلينا بشكل يومي، سواء كانت اسئلة تتعلق بالحياة الدنيوية أو الدينية، و لكننا في غالب الأحيان نستهين بأسئلة أطفالنا، و نتجاهلها، و في أحيان أخرى تكون الإجابة قول الوالدين: توقف عن هذه الأسئلة، لا تكن كثير التساؤل، لا تزعجني بأسئلتك... إلخ، وهنا تصل إلى الطفل رسالة تحمل له أمرا بالصمت، فالأسئلة مصدر إزعاج وبتكرار هذه الإجابة يتعلم الطفل عدم توجيه أسئلة أي « يتعلم أن لا يتعلم ».

 

« أم صهيب »، 28 عاماً كغيرها من الكثير من الأمهات تواجه كماً هائلاً من الاسئلة المختلفة التي يوجهها لها أطفالها، و تجد في نفسها الحرج في الاجابة على الكثير منها، فتقول: « في أحد المرات جائني طفلي الذي يبلغ من العمر 5 سنوات و سألني كيف هو شكل الله؟، و كيف يراني الله و أنا لا أراه؟، فقلت له اسكت حرام!! ».

 

و من جهتها قالت « أم أحمد »، 35 عاماً: « جائني ابني في احد الأيام من المدرسة ليسألني في درس في التربية الدينية يدور حول الفقه و الطهارة ، و ما يوجب الوضوء و الغسل لتصح الصلاة، فلم استطع اجابته رغم تكرار السؤال ذاته بشكل يومي ».

 

مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » تطرقت الى هذا الموضوع في حديث مع المرشد التربوي، زهير عواجة الذي من جهته أكد على ضرورة حصول الطفل على اجابات عما يجول في خاطره من والديه بدلاً من أن يلجأ الى مصادر أخرى غير آمنة للحصول على هذه الاجابات.

 

و أشار عواجة الى أن الخوف والحاجة للاطمئنان وربما الرغبة في الحصول على المعرفة، هو السبب الرئيسي الذي يدفع الطفل لتوجيه هذه الأسئلة، بالإضافة الى أنه ربما يريد جذب انتباه والديه إليه، او ربما شعوره بالفرح والسعادة انه يتقن التحدث والاستيعاب (استعراض عضلات) لنيل التعزيز بأنواعه من الوالدين، كذلك لا يمكن إهمال رغبة الطفل في استكشاف واستطلاع ما يجري من حوله.

 

و حول كيفية التعامل مع هذه الاسئلة قال عواجة: « يجب ان تكون الاجابات صحيحة ودقيقة و واضحة ومقنعة من قبل الوالدين، و أن تناسب عمر الطفل ».

 

 و اوضح أنه يجب على الاباء اعطاء مقدمة حول الموضوع الخاص بالسؤال، ويجب عليهم الا يختلفوا في الاجابات امام طفلهم، و التفكير الجيد قبل الإجابة وتفادي عبارات مثل من قال لك هذا!؟ او انت صغير وسنتحدث عنه لاحقا، ودلك باعتبار ان الطفل سوف ينسى!!!

 

و لفت الى أن بإمكان الآباء اللجوء للقصة لإعطاء اجوبة بدلا من الاجابة المباشرة، أما اذا سأل عن الغيبيات، فيمكنهم محاولة ربط ذلك بأشياء محسوسة حتى يستوعب الطفل الاجابة بشكل أكبر.

 

و بين عواجة في سياق حديثه أن لكل نوع من الاسئلة بعض الطرق للإجابة، و لكن المهم عدم قتل التفكير عند الطفل بصده عند طرح بعض الاسئلة المحرجة، لا سيما و أن الإجابة عن أسئلة الطفل تحقق له توازنا نفسيا، وتزيد من قدرته على التفكير، وفهم الآخرين واحترام الذات، وفهم العادات والتقاليد المحيطة به ويحترمها الجميع.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية