بالتزامن مع الحادث المأساوي الذي شهده قطاع غزة أول أمس، من احتراق منزل مواطن من عائلة الهندي في مخيم الشاطئ، ووفاة ثلاثة أطفال، وما تبعه من تزاحم مؤسسة الرئاسة في رام الله، وحركة حماس في قطاع غزة بتقديم الشقق السكنية والأموال النقدية للعائلة، جاء اللقاء بين الرئيس محمود عباس ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي لمناقشة ملفات عدة.
ويأمل المواطن في قطاع غزة أن ينجح اللقاء بين الجانبين في إطفاء حريق غزة الملتهب جراء الحصار المفروض واستمرار إغلاق معبر رفح، فهل سيحقق ذلك ؟
وفي هذا السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن زيارة الرئيس محمود عباس للقاهرة للقاء نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لن يكون البعد الإنساني الذي يعيشه قطاع غزة حاضراً في اللقاء بينهما. موضحاً أن اللقاء سياسي بامتياز. وأكد أن قطاع غزة يعيش أوضاعاً مأساوية منذ سنوات عدة مضت ولم تسفر اللقاءات السابقة بين الجانبين على تحسين الوضع فيه.
وأشار، إلى أن الرئيس عباس كان قبل فترة في مصر، وعاد لرام الله ، وواضح ان العلاقة بين الجانبين ليست جيدة، لأن "عباس" رفض الطلب المصري بضرورة اتمام مصالحة داخلية داخل حركة فتح كي تكون الأساس للمصالحة مع حركة حماس.
وأوضح، لمراسل "فلسطين اليوم"أن علاقة السلطة مع مصر ، والأردن والإمارات ليست جيدة، وليست متميزة مع السعودية، لذلك السلطة الآن في وضع لا تحسد عليه ، ومضطرة لأخذ قرارات مصيرية.
وأعرب عن اعتقاده أن زيارة عباس للقاهرة هذه المرة تنطوي على استعداد أكبر للتجاوب مع الطروحات المصرية، لكي يستطيع مواجهة استحقاقات المرحلة، بعد رفض "إسرائيل" للمبادرة الفرنسية. متمنياً أن تكلل هذه الزيارة بتعزيز الدور المصري وتنشيطه.
من جهة أخرى، أكد الكاتب والمحلل طلال عوكل، أن تحسن العلاقة بين حماس مع مصر، مرهونة بتحسن العلاقة بين مصر والسلطة. مشيراً إلى أن مصر في ظل الوضع القائم وما تشهده المنطقة، لا يستطيع أحد أن يجازف بسياسة تجاوز الشرعيات الرسمية، لأن لو حصل ذلك فسيشجع أطراف أخرى للتعامل مع المعارضين لها. ولفت إلى أن مصر ربما تضغط على الرئيس عباس بورقة معبر رفح البري وإمكانية فتحه بدون وجود السلطة إذا لم يقدم الرئيس عباس مرونة معها.