هل حرقوا قلوب المسؤولين؟

خبر أطفال الهندي احترقوا وحرقوا قلوب من شاهدهم

الساعة 02:27 م|08 مايو 2016

فلسطين اليوم

أدمت صور الأطفال الأبرياء الثلاثة الذين لقوا حتفهم حرقاً قلوب جميع من شاهد صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، التي دفعت بدورها المواطنون لكسر الصمت تجاه أزمة الكهرباء، محملين المسؤولية عن هذه الكارثة وما سبقها من كوارث مماثلة لطرفي الانقسام، في غزة والضفة.

تلك العائلة البسيطة الفقيرة التي لم يلتفت إليها أحد من المسؤولين قبل الحادثة المفجعة، أرادت أن تكسر عتمة الليل بإضاءة الشموع رخيصة الثمن في ظل انقطاع التيار الكهربائي، دون أن يكون في مخيلتها أن تلك الشموع ستغدر بها وتحول أجساد أطفالها إلى جثثٍ متفحمةٍ.

الأم المصدومة لم تتمالك نفسها عندما رأت أطفالها الثلاثة ملفوفين بالعلم الفلسطيني قبل مواراتهم الثرى.. وما أن رأتهم حتى ارتفع صوت نحيبها وبكائها قبل أن تسقط أرضاً مغشياً عليها.

أما والد الأطفال الذي امتلأت عيونه بالدموع وأصبح بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه، ردد كثيراً جملة (منهم لله) في رسالة إلى المسؤولين عن الكارثة التي ألمت به، وحولت أجساد أطفاله الأبرياء إلى جثث متفحمة.

لم يقف مشهد الصدمة لدى العائلة فحسب، فكانت المشاعر نفسها لدى المواطنين، الذين تفاعلوا مع القضية صابين جام غضبهم على المتسببين في حصار غزة ومعاناتها من الاحتلال الإسرائيلي والقريب والبعيد، علاوة على الانقسام الذي أثر تسبب في كثير من المآسي للعائلات الغزية.

« حسبنا الله ونعم الوكيل » كانت الجملة الدارجة على ألسنة المواطنين في القطاع عند حديثهم عن الكارثة، حيث تمنى الحاج أبو صبحي عامر، أن تكون هذه الكارثة هي الأخيرة التي يدفع ثمنها أطفال غزة ، وأن تُحل مشكلة الكهرباء بشكل كامل، حتى لا يجبر المواطن على استخدام الشموع والمولدات الكهربائية وغيرها من الوسائل التي تسببت في دمار وموت عائلات خلال السنوات الماضية.

وتساءل الحاج، هل حَرقت صور الأبرياء الثلاثة قلوب المسؤولين كما حرقت قلوب من شاهدها؟.

يشار، إلى أن أزمة الكهرباء في قطاع غزة التي لم تستطع ان تضع الكوارث التي حلت بعشرات العائلات في القطاع حلاً لها، وصل عدد ضحاياها حتى الآن 29 فلسطينياً بينهم 24 طفلاً.

والسؤال الذي يتداوله الفلسطينيون في القطاع المُحاصر، هل ستكون عائلة الهندي الأخيرة التي تدفع ثمن أزمة الكهرباء أم أن هناك عائلات أخرى تنتظر مصيرها المماثل؟.

كلمات دلالية