بعد فوات الأوان

خبر في بلادنا .. « الميتُ » هو صاحب الحظوة

الساعة 08:04 م|07 مايو 2016

فلسطين اليوم

« الميتُ » هو صاحب الحظوة .. كلماتٌ تُلخصُ تباري طرفي الانقسام في تبني عائلة أبو الهندي التي فقدت ثلاثة من اطفالها بحريقٍ أتى على أكبادهم.

المسارعة في التبني للأسف جاءت متأخرة ولم تَعُد مقنعة بالنسبة للعائلة المكلومة التي كانت تَودُ أن تحصل على تلك الحقوق قبل دقيقة من اشتعال النيران في احشاء رهف، ويسرى، وناصر، الذين لقوا حتفهم الليلة الماضية نتيجة احتراق منزلهم بشمعةٍ خلال انقطاع التيار الكهربائي.

وعائلة أبو هندي المكلومة إحدى العائلات شديدة الفقر في قطاع غزة، فالأب عاطل عن العمل، والأم مريضة سرطان كان من المفترض ان تُحَوَّل خلال اليومين القادمين الى الاراضي المحتلة، وتعيش هي واطفالها في منزل بتبرع من اهل الخير، وذهبت لجارتها قبلها بيومٍ لتطلب الحليب لطفلها الصغير، قبل أن يتحول لرماد!

وقبل أن تنطفئ اجساد الاطفال الثلاثة انهالت المكرمات السيادية والمنح الفصائلية في بيانات رسمية، فحصلت العائلة من (حماس) على شقة في مدينة حمد السكنية إلى جانب مبلغ نقدي، ومن طرف الرئيس عباس حصلت على شقة في ابراج جنوب غزة ومبلغ 10000 الاف شيكل.

كثيرون في غزة لم يحصلوا على تلك الحقوق والمزايا إلا في الوقت الضائع من مباراة الحياة، فلا بد من أن يموت الواحد منهم حتى يثيرَ انتباه أصحاب المقامات العُليا نحوه، ولا يمكن باي حال من الاحوال أن يتقدموا نحو المواطنين في الظروف الطبيعية إلا بعد فوات الأوان.

عائلات يجب ان تموت، وأسر يجب أن تُطحنَ بأكملها حتى ينظر معاليهم نحوهم لحالتهم المأسوية، ويتساءل ناشط شبابي « ويا ترى .. حين أفقأ عينيك وأثبتُ مكانهما جوهرتين فهل سترى! ».

الشاب محمد البيوك كَتَبَ على صفحته في فيس بوك معلقاً على تلك الحالة: ضع شمعة على غسالة المنزل واشعلها ودعها تحرق المنزل وتحرق ابنائك وفلذات كبدك وبعدها يأتي الفرج وتحصل على الجائزة / شقة فاخرة - 10000 الاف شيكل - اتصال من صنم فلسطين الاكبر ورئيس حكومته الاخرس - وتصريحات من كل المسؤولين الذين يحيون حياة الفقراء والمساكين.

وكتب معز دوابشة انا بقول : بلشو في تقديم مساعدات مثل العادة يمكن مساعداتكم هالمرة ترجع الاطفال عالحياة وقد ما تقدروا طخو خطابات .. الخطابات رجعت الحق لعائلة دوابشة فأكيد رح ترجع حق هاي العيلة.

وأضاف في تدوينته على صفحته في فيس بوك: ويا ترى حين أفقأ عينيك، وأثبت جوهرتين مكانهما فهل ترى؟ !

كما وكَتَبَ رمضان خليل على صفحته: رح يوفروا شقة وتعفيش لعائلة ابو هندي بعد ان احترق الاطفال الفقراء ، ما دام قادرين توفروا ليش ما لحقتوهم قبل ما تسيب المصيبة وهما عايشين ولا لازم الناس تموت عشان تفتكروهم اتقوا الله ... حسبي الله ونعم الوكيل.

وكَتَبَت، مي رجب على صفحتها في فيس بوك: حملة احرق حالك عشان نعطيك راتب ومسكن، لا يا جماعة نحرق حالنا بلكي يحسوا.

كما وكَتَبَ أحمد أبو شهاب: لعائلة الهندي.. الحمدلله: شقة و 10000 شيكل وتحويلة علاج للداخل .. هنية: شقة وراتب شهري .. الشعب: هل انحلت المشكلة ؟!

وحسب إحصائية صدرت عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فمنذ سنة 2010 – حتى 2015 ارتقى 26 شخصاً بينهم 21 طفلاً، جراء استخدام بدائل الكهرباء، كالشمع والغاز،  وبإضافة 3 أطفال من عائلة الهنيدي يصبح عددهم 29 شخصاً بينهم 24 طفلاً.

« 24 طفلاً » راحوا ضحية الحرق والاختناق في قطاع غزة الذي يعاني الفقر والبطالة، ويبلغ عدد سكانه 1.9 مليون نسمة، يعيشون في ظروف إنسانية واقتصادية صعبة، فيما تتسارع القوى والفصائل والجهات المسؤولية لتبادل الاتهامات.

1.9 مليون نسمة بحاجة إلى رفع الحصار والحصول على أدنى حقوقهم دون أن تُحْرق أكباد أطفالهم.                   

 



13151881_1055141991228160_5710900148740302148_n (1)

التقاط

fghfgh

                     

كلمات دلالية