منذ 2010

تقرير 24 طفلاً احترقوا بـ « نار الصمت والظُلمة »..والمشاعر لم تتحركْ بعد..!

الساعة 08:58 ص|07 مايو 2016

فلسطين اليوم

لم تتحركْ المشاعرُ وقتها عندما ارتقى ستة من أفراد عائلة ضهير جراء حريق بمنزلهم في يناير 2013، كذلك لم تشفع أنات الطفلين عمر وخالد محمد الهبيل عندما احترقوا أمام أهلهم في يناير 2015، لتستمر حكاية الموت المفجع جراء الحرائق وينضم للقائمة السوداء أطفال عائلة الهندي بمخيم الشاطئ بمدينة غزة التي فُجعت في مايو 2016.

الهندي والهبيل وضهير وغيرهم، كانوا على موعد مع الانضمام للقائمة السوداء، التي تضم شهداء الحرائق والاختناق بسبب استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وانقطاع التيار الكهربائي التي أصبحت المنغص الحقيقي على حياة المواطنين، والتي لا تخلو مسؤولياتها من أي جهة.

أطفال يحترقون أمام عوائهم، تتفحم أجسادهم رغم هزالها وضعفها، والمنقذون يتدافعون لينتشلوا أجسادهم وينقذون ما يمكن إنقاذهم، إلا أن أجسادهم المبعثرة على الأرض تصطدم بأرجلهم، التي تتعثر بين أرجاء المنزل المحطم من أجل الدخول للمنزل وإطفاء الحريق الذي أكل أجساد الصغار.

« غضب ، حزن، اتهام، قلوب مكبوتة، كان حال الغزيين اليوم صباحاً، إلا أن هذه المشاعر جميعها لن تشفي غليل والدي الهندي الذين يرقدا على أسرة المستشفى لتلقي العلاج جراء الحريق.

جهات عديدة تبرعت للعائلة، ولكن بعد فوات الآوان، فجميع المساعدات لن تجدي نفعاً مع عائلة فقدت ثلاثة من أطفالها الصغار، فالرئيس تبرع بتكفل العائلة وعلاجها، والشؤون الاجتماعية استعدت لاستئجار شقة للعائلة لمدة 6 شهور.. والسؤال يبقى: كم عائلة في قطاع غزة تحتاج للحرق ليتم مساعدتها؟ .

حسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وفي إحصائية له، فمنذ سنة 2010 – حتى 2015

ارتقى 26 شخصاً بينهم 21 طفلاً، جراء استخدام بدائل الكهرباء، كالشمع والغاز،  وبإضافة 3 أطفال من عائلة الهنيدي يصبح عددهم 29 شخصاً بينهم 24 طفلاً.

»24 طفلاً" راحوا ضحية الحرق والاختناق في قطاع غزة الذي يعاني الفقر والبطالة، ويبلغ عدد سكانه 1.9 مليون نسمة، يعيشون في ظروف إنسانية واقتصادية صعبة، فيما تتسارع القوى والفصائل والجهات المسؤولية لتبادل الاتهامات.

عائلة الهندي، التي انضمت للقائمة السوداء، فقدت ثلاثة من أطفالها، جراء حريق شب بمنزلهم، سببه الحقيقي انقطاع التيار الكهربائي الذي يكبل أيدي سكان قطاع غزة، رغم محاولات سيارات الإطفاء والإسعاف التي هرعت للمكان لاحتواء الحريق، إلا أن النار كانت أسرع لأجسادهم.

وزارة الصحة في غزة قالت إن وفاة أطفال عائلة الهندي يتحمل مسؤليته كل المحاصرين لقطاع غزة، والذي ينذر بخطورة بالغة على تكرار هذه الآﻻم المؤسفة، في ظل الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وأضاف أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة، أن لجوء المواطنين إلى استخدام طرق بديلة تسببت في سقوط عشرات الضحايا خلال السنوات الأخيرة التي شهدت وﻻزالت على التلاعب القذر واللاوطني واللأخلاقي بقضية الكهرباء، التي باتت تشكل شبحاً يؤرق كل الأسر الفلسطينية في قطاع غزة، مما يتطلب موقفا فصائلياً أكثر حزماً مع الجهات المسؤلة عن هذه الكارثة اﻻنسانية.

 

كلمات دلالية