خبر المؤرخ المبيض: غزة كنز أثري ومتحف عظيم يجب المحافظة عليه

الساعة 07:30 ص|07 مايو 2016

فلسطين اليوم

أكد الكاتب والمؤرخ الفلسطيني سليم المبيض، أن قطاع غزة كنز تاريخي، مليء بالآثار القديمة ذات التاريخ العريق، ومتحف عظيم يحتوي على الكثير من الإبداعات القديمة.

وشدد على أن عدم المحافظة على هذا التاريخ الأثري القديم يعتبر خطراً كبيراً يتهدد حياتنا التاريخية ويجعلها على المحك خاصة خلال صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول قدر الإمكان إثبات أحقيته في الوجود على أراضينا.

وطالب المؤرخ المبيض جميع المسؤولين الفلسطينيين للحفاظ على التراث والآثار الفلسطينية والتنقيب عليها خشية من سرقتها أو بيعها من قبل العامة لجهلهم في معرفة قيمتها التاريخية كما حدث منذ قدوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

جاء ذلك خلال محاضرة تاريخية أثرية عن مدينة غزة وبخاصة حي الشجاعية، ألقاها المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض في منزل المناضل عبد الله الزق « أبو سليمان »، بحضور ثلة من وجهاء حي الشجاعية ولفيف من الشباب.

وأوضح المؤرخ المبيض، أن الآثار المكتشفة حديثاً في منطقة الساحة وسط غزة أو فيما يعرف سابقاً (أبواب غزة القديمة من الناحية الغربية) تدلل على أن المدينة بُنيت فوق ركام سواء « منازل أو مساجد أو كنائس أو مقابر » فجميعها أثري.

وأشار إلى أن الأعمدة المكتشفة تعود لإحدى الكناس التي بنيت في عهد الإمبراطورية الرومانية قبل احتلال الإمبراطورية البيزنطية لغزة بمدة قليلة حيث نُسبت لها أغلب المباني والكنائس الرومانية.

وقال المؤرخ الفلسطيني: « لا أستغرب العثور على أثار قديمة بعمق 9 متر فقط في مناطق مختلفة من مدينة غزة القديمة ».

وتحدث باستفاضة عن تاريخ غزة القديمة قائلاً: « غزة القديمة تبدأ من مسجد الشمعة جنوباً إلى مسجد السيد هاشم شمالاً ومن مقبرة الشيخ شعبان غرباً المقام عليها مسجد شعبنا حالياً، إلى مقبرة الشجاعية أو ما يعرف حالياً بمقبرة شهداء العرب ».

وأضاف: « هذه المنطقة كيلو متر مربع تحتوى على كنز أثري كبير ».

وعن الشجاعية قال: « تتميز الشجاعية بتاريخ مسجد ابن عثمان القديم وتلة المنطار المرتفعة عن سطح البحر حوالي 90 متراً والمنازل الأثرية القديمة وبالسرداب الواصل بين مسجد بن عثمان إلى مسجد القزمري ليلتقي بسرداب المسجد العمري ».

وأكد أن اسم الشجاعية كتب على حجر أثري قديم مبني على واجهة مسجد « السيد علي » لكن تم هدم المسجد وترميمه وضياع الحجر وهذا أصاب المؤرخ بالحزن الشديد لضياع التاريخ القديم، لافتاً إلى أنه قام بتصوير ذلك المشهد وموثق في أحد كتبه.

وعن تسمية تلة المنطار بهذا الاسم قال: « عندما كان الجيش أو العسكر يأتي إلى مدينة غزة كان يصعد أعلى منطقة ويسمى الناطور وهو خط الدفاع الأول ولا زال كذلك ».

وأكد أن منطقة التركمان واجديدة هما وحدة واحدة لا يتجزأن من حي الشجاعية والدليل ما تم العثور عليه في ليرة فضة في شارع الوحدة مقابل سوق الخضار حالياً يؤكد بعدم وجود شارع في الزمن القديم وأن الشارع بني على ركام منازل لها تاريخ عريق.

وفي نهاية اللقاء قدم الأستاذ عبد الله الزق الشكر للمؤرخ سليم المبيض أبو عرفات على ما قدمه من معلومات قيمة لتاريخ مدينة غزة القديمة ولحي الشجاعية بحضور ثلة من وجهاء الحي.

يذكر أن حي الشجاعية من أكبر أحياء مدينة غزة، ويقع إلى الشرق مباشرة من مدينة غزة وينقسم إلى قسمين الشجاعية الجنوبية (التركمان) والشجاعية الشمالية (اجديدة)، بُنى خلال عهد الأيوبيين، وينسب في تسميته إلى « شجاع الدين عثمان الكردي » الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين سنة 1239م، وقد أنتصر المسلمون في هذه المعركة وكانت بعد معركة حطين.

يسكنه حوالي 100.000 نسمة وتحتوي على العديد من الهياكل القديمة والمساجد والمقابر وتبعد مقبرة الحرب العالمية الأولى 2 كيلومتر (1.2 ميل) إلى الشمال من المركز التجاري في الحي.



13161762_1550316145262807_6393977653528127417_o

13147730_1550316018596153_3244923817459426079_o

13173074_1550315815262840_4059368321793826186_o

13131649_1550315978596157_4223320256193028266_o

13147637_1550316135262808_6760212537980067570_o

كلمات دلالية