خبر نهائي حتى الآن: لن ننسحب من الجولان.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:45 م|06 مايو 2016

بقلم

اتفاق المتفاوضين حول مستقبل سوريا في جنيف ركز في الاساس على الاجماع بأن على اسرائيل اعادة هضبة الجولان الى سوريا. هذا الاتفاق كما يبدو أغضب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي لم يقلق منذ زمن على مستقبل الجولان على الاقل منذ بدأ « ربيع الشعوب » الصعب في سوريا. لقد سارع الى عقد جلسة الحكومة الاسبوعية في 17 نيسان في هضبة الجولان وأعلن من هناك « اسرائيل لن تنسحب أبدا من هضبة الجولان ».

هذه الاقوال تسببت بانتقاد العالم العربي، والولايات المتحدة استنكرت والمانيا انتقدت، لكن الرئيس فلادمير بوتين الذي التقى مع نتنياهو كان من المفروض أن يسمع معه قولا حاسما حول مستقبل الجولان، لم يقل أي شيء عن ذلك في نهاية المحادثات. بعد حرب الايام الستة بأسبوع، في 19 حزيران 1967، اجتمعت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ليفي اشكول وبمشاركة مناحيم بيغن واتفقت على تبني قرار يقضي بالاستعداد لاجراء المفاوضات من اجل السلام مع مصر وسوريا على اساس الحدود الدولية. لقد كان هذا « القرار السري » والذي نشر بعد ذلك ببضع سنوات.

وقد جاء في القرار فيما يتعلق بسوريا: « إن طرح اسرائيل اتفاق سلام مع سوريا على اساس الحدود الدولية واحتياجات اسرائيل الامنية. اتفاق السلام يتطلب: 1- نزع السلاح من الهضبة السورية التي يسيطر عليها الجيش الاسرائيل. 2- عدم وقف تدفق المياه من منابع نهر الاردن الى اسرائيل. 3- حتى يتم توقيع السلام مع سوريا تبقى اسرائيل تسيطر على المناطق التي تسيطر عليها الآن ».

قرار الجامعة العربية في الخرطوم بعد ذلك بشهرين عدم الاعتراف باسرائيل وعدم التفاوض معها أو التوصل الى سلام دفع الحكومة الى عدم اقتراح أي شيء. ومن جهة ثانية لم يتم ضم سيناء أو الهضبة. وبشكل فعلي بنيت حاضرات في هضبة الجولان وفي سيناء ايضا. وكان موقف الحزب الحاكم فيما يتعلق بكل المناطق التي احتلت في الحرب هو الاستعداد للتوصل الى حل جغرافي.

الديكتاتور السوري حافظ الاسد، خلافا للملك الاردني، لم يهتم بالسلام معنا. وكان الجدل يتم في طرف واحد. قال اليمين إنه لا يريد التنازل عن أي شيء، وقال اليسار حل وسط جغرافي، وفي السياق ضمت الحكومة المشتركة شرقي القدس واستمرت في بناء المستوطنات في المناطق التي احتلت والتي كانت اكبر منها بثلاثة اضعاف.

اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر قطع الخطوة، حيث فهم رئيس الحكومة مناحيم بيغن أنه اذا كان يريد السلام مع مصر فان عليه التراجع عن وعوده بأن يسكن في سيناء، والتنازل عنها حتى الشبر الاخير وازالة المستوطنات بما في ذلك المدينة الجديدة والجميلة يميت. ايضا الانسحاب من ثلاثة مواقع عسكرية لسلاح الجو ونزع السلاح من المناطق السيادية لاسرائيل على طول الحدود مع مصر. وبهذا تجاوز بيغن حزب العمل من اليسار.

لكن اتفاق السلام مع مصر الذي كان يفترض أن يتم على مراحل خلال ثلاث سنوات تم استغلاله من اجل ضم هضبة الجولان. لقد اعتقد وبحق أن مصر لن توقع قبل انسحاب اسرائيل الكامل من سيناء وأن العالم سينتقد اسرائيل، لكنه لن يعاقبها بشكل شديد.

خصص قانون لذلك الوقت

في 14 كانون الاول 1981 عقد بيغن جلسة للحكومة في بيته واقترح أن يتم سريان القانون الاداري والقضائي على هضبة الجولان. ولم يفهم الوزراء ما هي الحاجة الى هذا القانون، وفي النهاية عارض الوزير اسحق بيرمان بشدة وتم اتخاذ القرار في الحكومة.

في ذلك اليوم طلب من لجنة القانون والدستور التابعة للكنيست سن القانون. وجاء بيغن الى القاعة على كرسي متحرك (حيث أجريت له عملية في قدمه) وحصل على اذن خاص بالقاء خطابه من مكانه.

كان رئيس المعارضة شمعون بيرس في الولايات المتحدة ولم يعرف حزب العمل ماذا سيفعل، وقرر عدم المشاركة في النقاش. ولكن فعليا تم اعتماد القانون بأغلبية ساحقة.

هل هذا حسم نهائي؟ ليس بالضرورة. موشيه آرنس الذي كان في حينه رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست قال اثناء النقاش: « يوجد الكثير من الاحداث في التاريخ حيث تم اجراء مفاوضات وتبادل اراض. وحقيقة أن ادارة الارض تتم من خلال ادارة مدنية وليس عسكرية، لم تمنع المفاوضات. واذا جاء اليوم واصبح هناك من يمكن الحديث معه في سوريا فأنا على يقين أن القانون لن يمنع المفاوضات مع الحكومة التي ستكون في حينه ». وتحولت هذه الاقوال منذ ذلك الحين الى القانون لن يمنع الانسحاب مستقبلا.

وبعد 12 سنة من ذلك اعلن رئيس العمل اسحق رابين أن المجنون فقط هو الذي ينسحب من الجولان. لكنه بعد انتخابه لرئاسة الحكومة فهم أنه قد يكون هو نفسه هذا المجنون. لذلك اقترح أن يتم اتخاذ هذا القرار بواسطة استفتاء عام. منح رابين وزير الخارجية الامريكي وورن كريستوفر « أمانات » تقول إنه اذا تمت تلبية احتياجات اسرائيل الامنية فهي ستنسحب من الجولان.

بيرس الذي اصبح رئيسا للحكومة بعد قتل رابين حاول التوصل الى سلام مع سوريا على هذا الاساس ولم ينجح. ايضا بنيامين نتنياهو حاول التوصل الى سلام مع حافظ الاسد مقابل الانسحاب في الجولان. اهود باراك كان على استعداد للتنازل عن هضبة الجولان في ظل شروط لم يتفق عليها الطرفان.

التصريح الاخير لنتنياهو وهو أنه لن يتم الانسحاب من الهضبة لن يمنع أي حكومة وبما في ذلك حكومته من التوصل الى اتفاق مع سوريا والانسحاب من الجولان اذا قرر متخذو القرارات أن هذا يعبر عن مصلحة قومية حقيقية لاسرائيل من الناحية الامنية والسياسية.

وبالنسبة لي – لو كانت حكومة اسرائيل اجتمعت في ديزنغوف لتعلن أن تل ابيب ستبقى في يد اسرائيل، لكنت انتقلت الى السكن في بيتح تكفا.