بعد يومين من التوتر

تقرير مختصون: « الدم » سيغير وجهة الوضع في غزة

الساعة 04:21 م|05 مايو 2016

فلسطين اليوم

رغم تدهور الوضع الأمني على حدود قطاع غزة الشرقية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، منذ يوم أمس، وتبادل الطرفان القصف بالقذائف والهاون، إلا أن محللين سياسيين يرون أن الوضع غير مرشح لتوسع دائرة التصعيد نظراً لان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي غير معنيين بذلك، ما لم يطرأ حدثا دراماتيكياً يقلب الموازين.

ويراقب الفلسطينيون في قطاع غزة الوضع الأمني بحذر شديد، رافضين في الوقت ذاته ما يقوم به الاحتلال على الحدود الشرقية للقطاع.

وأعلن قادة الاحتلال، ان الجيش لن يتراجع عن نشاطه على الحدود لكشف الأنفاق، خاصة بعد اكتشافه نفقاً ثانياً في أقل من شهر يمتد إلى داخل الأراضي المحتلة. فيما حذرت المقاومة الاحتلال من الاستمرار في نشاطاته على الحدود.

من جهته، قال ناصر اللحام المختص في الشأن الإسرائيلي، :« إن »إسرائيل« تواصل قصف أهداف بغزة وتقوم بتضخيم قضية الانفاق دولياً واقليمياً لتضليل العالم وتجريم المقاومة وحرف البوصلة عن تهويد الاقصى والقدس ».

أما الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، فرأى أن الأمور رغم تصاعدها إلا أنها تحت السيطرة فلسطينياً وإسرائيلياً ولدى الوسطاء، وإذا لم يحدث شيئاً درامتيكياً يمكن أن تكون الأمور أقرب للتهدئة منها للتدهور نحو مواجهة كبيرة بين الطرفين.

وأشار، إلى أن حركة حماس التي تنتظر المفاوضات التركية - الاسرائيلية، تجعلها تفضل الانتطار وعدم الدخول في معركة عسكرية، فيما إسرائيل لا ترغب في الدخول في مواجهة عسكرية مع حماس قبل القضاء على ظاهرة الأنفاق التي تشكل خطراً استيراتيجياً لها في أي مواجهة.

ولفت، إلى أن الوسطاء في المعركة السابقة كانت بينهم قطيعة ( بين تل ابيب – وانقرة ) وبين (حماس والقاهرة)، أما اليوم فهناك مفاوضات اسرائيلية تركية، وعلاقات افضل بين القاهرة وحماس بعد الزيارة الأخيرة لحماس. إضافة إلى ان رسائل حركة حماس لم ترتفع إلى الحد الذي يدفع إسرائيل للدخول في مواجهة، وكذلك رسائل إسرائيل لحركة حماس محددة ولا تهدف لدفعها لخوض مواجهة.

في السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن غزة على موعدٍ مع عدوان مؤجل إلى حين، مشيراً إلى أن المصطلحات منذ 8 سنوات في الدورات العدوانية الثلاثة السابقة يتم تكرارها من الطرفين، على أنهما غير معنيين بالتصعيد، إلى أن الأمور تتدحرج فجأة لعدوان وتدمير بيوت وتهجير ونزوح وشهداء وجرحى ومعاقين وتدهور أكثر خطورة من السابق في الأوضاع الإنسانية وكارثية المشهد وعبثية الحياة وفقدانها لقيمتها بلمح البصر، من دون أي مقابل سياسي أو حتى اقتصادي برفع الحصار مثلاً.

وأوضح، أن « إسرائيل » تسابق الزمن لتجريد المقاومة من أهم أسلحتها الاستراتيجية وهي الأنفاق وكشف المزيد منها واستغلال التكنولوجيا والحفارات الضخمة وما خصصته من جهد استخباري وتكنولوجي وضخ موازنات مالية كبيرة وصلت نحو 600 مليون شيكل. وتحاول أن تضع حالة من الغموض والسرية على السلاح الجديد الذي أطلقت عليه القبة الحديدية الأرضية، وفي الوقت ذاته تقوم بحملة إعلامية واستعراضية والجهود الكبيرة في القضاء على الأنفاق وتجريد حركة حماس والمقاومة من سلاحها الاستراتيجي، وزيارة رئيس الحكومة نتانياهو إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة لطمأنة المستوطنين وقدرة الحكومة والجيش على مواجهة الأنفاق، وشن حرب نفسية ضد المقاومة والقول أن الجيش حقق نجاحات في ذلك. لافتاً إلى ان توغل جيش الاحتلال داخل قطاع غزة ليس المرة الأولى، لكنها المرة الاولى منذ عامين التي تقوم بها فصائل المقاومة خاصة حركة حماس بالرد بشكل علني لمنع توغل قوات الجيش في قطاع غزة.

أما المختص بالشأن الإسرائيلي في وكالة « فلسطين اليوم » يوسف عبد الهادي، فرأى أن شرارة الانفجار بين إسرائيل وقطاع غزة يحكمها الدم، وأن الوضع طالما لم يصل لحد قتل جنود إسرائيليين أو خطفهم على حدود قطاع غزة فالوضع لن يتصاعد أكبر مما هو عليه، وأن الطرفين غير معنيان بتصعيده. وأكد أن أي قصف إسرائيلي أو فلسطيني تسقط فيه الدماء سيؤدي إلى تدحرج الوضع لما هو غير مرغوب فيه للجانبين.

كلمات دلالية