خبر حماس تحاول وضع خطوط حمراء -هآرتس

الساعة 09:17 ص|05 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس هرئيل

 (المضمون: هناك لعبة تلميحات واشارات بين حماس واسرائيل في محاولة منهما لاعادة وضع ميزان الردع مجددا - المصدر).

أحداث اطلاق النار في حدود القطاع – يوم أمس – تعكس التصعيد الاكثر خطورة منذ انهاء الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحماس في نهاية آب 2014. ولكن هناك أهمية اخرى للتطورات في غزة. لاول مرة منذ الحرب يبدو أن الذراع العسكري لحماس يقف من وراء اطلاق القذائف واطلاق النار من السلاح الخفيف على قوات الجيش الاسرائيلي. الاحداث في الميدان لم تنته بعد، لكن يبدو أن هذه محاولة من حماس لوضع خطوط حمراء لاسرائيل على خلفية جهود الجيش الاسرائيلي للكشف عن الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس تحت الحدود الى داخل المناطق الاسرائيلية.

خلال أكثر من سنة ونصف بعد الجرف الصامد، عاد المتحدثون الاسرائيليون وأكدوا، سواء في الارشادات والتوجيهات للجيش أو عبر الميكروفونات، نفس الموقف: حماس تلقت من الجيش الاسرائيلي ضربة لم يسبق لها أن تلقتها، لهذا فان حماس مرتدعة، وهي ليس فقط لا تطلق بنفسها الى داخل اسرائيل منذ انتهاء الحرب، بل إن عدد الحوادث الاجمالي في حدود القطاع هو الأقل منذ أكثر من عقد. وعندما يقوم احد التنظيمات السلفية الصغيرة باطلاق النار، فان الاجهزة الامنية في حماس تبادر بسرعة الى كبحها.

هذا التحليل – الذي كان تعبيره الاخير بتصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد زيارته أول أمس نفق تم الاعلان عنه في نهاية نيسان – كانت صحيحة الى أن أصبحت غير صحيحة. رمزت حماس مؤخرا عن مسؤوليتها عن احداث اطلاق النار. وايضا قوتها النسبية مثل حقيقة أن النار وجهت نحو قوات الجيش الاسرائيلي التي تهتم بالبحث عن الانفاق القريبة من الجدار – أمام حي الشجاعية في شرق غزة وفي منطقة كيبوتس حوليت التي اكتشف فيها النفق الاخير – هذا يشير الى مسؤولية حماس عن اطلاق النار. ويصعب القول إن خمس احداث متواصلة يمكن أن تحدث في يوم واحد دون أن يرغب المسيطر الوحيد في القطاع بذلك.

إن ما يحدث هنا هو لعبة تلميحات متبادلة بين الطرفين في محاولة منهما لوضع ميزان الردع من جديد. وكما كتب هنا أمس فان حماس تعرف أن اسرائيل قد كشفت عن نفق هجومي واحد، وترى اعمال اخرى يتم بعضها غربي الجدار في داخل اراضي القطاع وتسمع تصريحات حول الحل التكنولوجي الكامل للكشف عن الانفاق وتدميرها، الذي قد يصبح جاهزا خلال عامين. في هذه الظروف، قيادة حماس متأرجحة بين التهديد المستقبلي وبين الخطر الفوري. التهديد المستقبلي هو أن تسحب اسرائيل من حماس بشكل منهجي ورقة الانفاق. والخطر الفوري يكمن في قرار المبادرة والعمل، الامر الذي سيجر الطرفين بيقين الى جولة عسكرية اخرى تكلف حماس ضحايا كثيرة. والمدنيون في غزة سيواجهون كارثة انسانية رابعة (الرصاص المصبوب، عمود السحاب والجرف الصامد).

لا توجد لدينا صورة كاملة عن الاحداث، لكن يبدو أن حماس تمتنع الى الآن عن الحسم. اطلاق النار من القطاع ما زال اشارة تحذيرية وليس دعوة الى حرب شاملة. وفي الخلفية تقف المنطقة العازلة الامنية بين الرصاص المصبوب في 2009 وبين عمود السحاب في 2012، حيث اتفق الطرفان بوساطة مصرية على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها داخل اراضي القطاع، في المنطقة العازلة وحتى مسافة 500 متر غرب الجدار. بعد عمود السحاب، بناء على طلب من مصر، وافقت اسرائيل على تقليص المسافة الى 100 متر فقط. ولا شك أن هذا القرار قد سهل على حماس حفر 33 نفق هجومي اكتشفها الجيش الاسرائيلي قرب الجدار اثناء عملية الجرف الصامد. والآن يبدو أن حماس تحاول احباط عمل الجيش في عمق 100 متر.

 

          إن اسرائيل مدركة لابعاد اعمالها المحتملة في الآونة الاخيرة، لكنها لا تستطيع الصمت على التهديد اذا اكتشفت وجود انفاق تم حفرها. وفي الخلفية هناك ظروف الحياة التي تزداد خطورة في القطاع. في الشهر الاخير أوقف الجيش الاسرائيلي نقل الاسمنت الى القطاع بعد أن تبين مرة اخرى أن حماس تستغل جزء كبير منه في بناء الانفاق. وهناك تأثيرات اخرى لذلك: توقفت عملية اعمار آلاف المنازل وتوقف عمل آلاف الغزيين الذين يعتمدون على البناء، حيث أصبحوا بدون عمل. هذه ايضا اسباب من شأنها أن تُسرع اندلاع المواجهة العسكرية القادمة.