في اليوم العالمي لحرية الصحافة

تقرير صحفيون فلسطينيون منتهكون من مؤسساتهم

الساعة 10:13 ص|04 مايو 2016

فلسطين اليوم

لا تقتصر معاناة الصحفيين الفلسطينيين على الانتهاكات الممارسة بحقهم من قبل سلطات الاحتلال « الإسرائيلي »، فإلى جانب ذلك توجد انتهاكات داخلية لا تقل أهمية عند تلك التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال، خاصة في المؤسسات المحلية.

ورفع عدد من الصحفيين الصوت عالياً في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار، مطالبين بضرورة تأمين حقوق الصحفيين داخل مؤسساتهم، من عقود العمل وتأمين صحي، وصرف بدل مخاطرة للمراسلين الميدانيين، والالتزام بقانون العمل والأجور، وعدم استغلال الخريجين.

وفي هذا السياق، أوضح الصحفي صالح المصري رئيس تحرير وكالة « فلسطين اليوم » المحلية، أن الصحفيين يتعرضون لانتهاكات داخلية متواصلة نتيجة تداعيات الانقسام، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات لا تقل أهمية عن الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

واستعرض الصحفي المصري، بعضاً من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون داخلياً في مؤسساتهم، لها علاقة بالحقوق، حيث يوجد صحفيون يعملون بدون عقود عمل، وبدون تأمينات صحية، وبدون رواتب تكفل لهم حياة كريمة، مؤكداً أن هذه الانتهاكات تتطلب من نقابة الصحافيين خلق بيئة صحية للعمل الصحفي تضمن حقوق لهؤلاء الصحفيون ولمستقبلهم وأبنائهم.

وأكد أن هناك حالات عديدة من الصحفيين تعرضوا للإصابة أثناء عملهم وكادوا أن يفقدوا حياتهم ومؤسساتهم التي يعملون لصالحها لم تقدم لهم شيئاً أسوة بالمؤسسات الإعلامية في العالم.

وطالب الصحفي المصري بتكاثف الجهود من أجل ضمان حياة كريمة للصحفيين أسوة بصحفيي العالم ووجود نقابة قوية تدافع عن حقوقهم. مستشهداً بنقابة الصحفيين المصريين التي رفعت الصوت عالياً بسبب اقتحام مقرها واعتقال اثنين من داخلها من قبل الأجهزة الأمنية المصرية.

 

رئيس تحرير صحيفة الرسالة وسام عفيفة، أكد أن كثير من الصحفيين حقوقهم منتهكة داخل مؤسساتهم، حيث لا يملكون تأمينات صحية، وعقود عمل، وأجور مناسبة ... إلخ.

ورأى أن الإشكالية هنا ناتجة عن وجود عدد كبير من المؤسسات الإعلامية المحلية إمكانياتها محدودة. معرباً عن اعتقاده أن الوصول للشكل المثالي لا تستطيع بعض المؤسسات تحمله، ورغم ذلك فهي غير معفية من الوصول إلى توفير الحد الأدنى من حقوق الصحفيين.

وعز الصحفي عفيفة، المشكلة إلى وجود مشكلة في المنظومة الإعلامية نفسها، حيث لا توجد نقابة صحافيين تمثل الكل الفلسطيني، تضع لوائح وقوانين ناظمة للعمل الصحفي، إضافة لعدم وجود منظومة قانونية أيضاً مرتبطة بهذا الإجراء تمكن الصحفي المنتهكة حقوقه بالتوجه للقضاء لاستردادها. مؤكداً أن كل الأنظمة لا تخدم حق الصحفي داخل مؤسسته.

وأوضح أن بعض الصحفيين يسمحوا لأنفسهم بأن تُنتهك حقوقهم ويقبلوا بأي شيء يعرض عليهم (بالفتتات).

وحمل الصحفي عفيفة، الأطر الصحفية مسؤولية في هذا الاتجاه، مطالباً إياها بأن تضع ضمن أجندتها المطالبة ومتابعة حقوق الصحفيين لتجاوز المشكلة.

في نفس السياق، أكد إياد القرا مدير عام صحيفة فلسطين ورئيس تحريرها، إن فئة الصحفيين لهم خصوصية ويفترض أن تكون لهم معاملة خاصة من قبل مؤسساتهم، تراعي الحفاظ على حقوقهم، وعدم استغلالهم بأي شكل من الأشكال. موضحاً أن بعض المؤسسات تتعامل مع موظفيها بشكل مزاجي دون مرجعيات قانونية، والبعض الآخر يقوم بدفع أموال زهيدة لا تتناسب والوضع الاقتصادي.

وعزا أسباب هذه المشكلة لعدم وجود جسم نقابي قوي يجمع الكل الفلسطيني، مشدداً على ضرورة وجود أنظمة خاصة تضمن حقوق الصحفيين.

وعن مؤسسته، أوضح د. القرا، أن صحيفته تتعامل مع موظفيها وفق قانون العمل الفلسطيني، ونظام عمل ينظم الموظفين داخل الصحيفة، يضمن مجموعة من القضايا المهمة، كـ ضمان صرف رواتب مناسبة بمستويات مختلفة للعاملين في مجال الاعلام، إلى جانب الامتيازات الإضافية فيما يتعلق بساعات العمل والدوام والاجازات، وحقوق المرأة العاملة.

وأكد أن صحيفته حريصة على الرضا الوظيفي لعامليها.

وأجمع المتحدثون، على ضرورة تكاثف الجميع لحماية الصحفيين داخل مؤسساتهم، لضمان الارتقاء بحياتهم وتوفير الأمان الوظيفي لهم.