خبر « إسرائيل » تخفف من وطأة تحذيرات ألمانية نقلتها«دير شبيغل»

الساعة 05:42 ص|02 مايو 2016

فلسطين اليوم

لم تكترث « إسرائيل » رسميا لتقارير صحافية في ألمانيا تحدثت عن تحذيراتها من استمرار عملية الجمود السياسي التي يقودها رئيس حكومتها بنيأمين نتنياهو.

وخففت مصادر في إسرائيل مقربة من نتنياهو من وطأة التصريحات والانتقادات التي نسبتها مجلة «ديرشبيغل» الأسبوعية الألمانية إلى مقربين من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وقالت إنها تنم عن «خلافات داخلية».

وتدلل هذه اللامبالاة في « إسرائيل » حيال انتقادات ألمانية أن تل أبيب ما زالت تراهن على عقدة الذنب التاريخية وعلى تغليب برلين المصالح الثنائية على أي شيء آخر.

وتناول تقرير «دير شبيغل» انتقادات متزايدة من حكومة المانيا للسياسة الإسرائيلية. وادعى التقرير أن ميركل ووزير الخارجية فرانك فولتر شتاينماير، يشعران بالقلق لأن البناء في المستوطنات يجعل حل الدولتين غير ممكن، ويعتقدان أنه من دون هذا الحل ستتحول « إسرائيل » إلى دولة فصل عنصري (ابرتهايد) على غرار جنوب أفريقيا التاريخية.

وكما جاء في التقرير، فإنه خلافا للسابق، لم تعد القيادة الألمانية مستعدة لدعم إسرائيل في كل ظرف ودون شروط. وقالوا إن سياسة الحكومة الإسرائيلية تجعل حل الدولتين مسألة مستحيلة، كما أنهم يشعرون بالقلق إزاء ما يعتبرونها محاولة من قبل نتنياهو لاستغلال صداقة المانيا «من أجل مصالحه».

وضمن التقرير المذكور الذي تناولته الصحيفة الإسرائيلية قال عضو البرلمان الألماني، رولف موتسنيتس، أحد كبار المسؤولين في الحزب الاشتراكي الديموقراطي إن «هناك مفهوما متزايدا في الحكومة الالمانية بأن نتنياهو يستغل صداقتنا لاحتياجاته الخاصة». وأضاف أنه إذا قامت وزارة الخارجية الألمانية او مكتب المستشارة بإعادة النظر في منظومة العلاقات مع إسرائيل فسيحظى ذلك بالترحيب.

ويعتبر هذا التصريح شديد الاستثناء لأن المستشارة الألمانية حرصت في السنوات الأخيرة على التصريح بشكل علني بأن كل حل للصراع يجب ان يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

ويشار إلى أن المانيا صوتت في 2011 إلى جانب مشروع القرار ضد المستوطنات في مجلس الأمن، لكن الفيتو الأمريكي منع المصادقة عليه في حينه. وجاء في التقرير ايضا أن الكثير من المسؤولين الألمان الذين يعتبرون داعمين كبارا لإسرائيل، يغيرون من توجههم في ضوء سياسة حكومة نتنياهو. وتقدم «دير شبيغل أمثلة منها أن السفير الالماني السابق في تل ابيب، ادرياس ميخاليس، الذي يشغل اليوم منصب المدير العام السياسي لوزارة الخارجية قال خلال نقاش داخلي إنه يجب عدم التجاوب مع مختلف طلبات نتنياهو.

كما جاء في التقرير أن مكتب ميركل فقد الأمل بتحقيق تقدم في العملية السلمية طالما تواجد نتنياهو في منصبه، وأنه لم يقتنع أحد في ديوان المستشارة بادعاء نتنياهو بأن وسم منتجات المستوطنات يعتبر مقاطعة لليهود. أما مستشار الأمن القومي الألماني، كريستوف هويسيغن فدعا لدعم سياسة الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

وتعتبر صحيفة «هآرتس» أن ما نشر دليلا على تآكل مكانة إسرائيل بعيون واحدة من أهم حليفاتها المهمات في العالم. وتؤكد الصحيفة الناقدة لسياسات الحكومة أن نشر «دير شبيغل» ليس صدفة. وترجح أن مكتب ميركل ووزارة خارجية المانيا هما من سرب هذه الانتقادات عمدا.

وهذا ما تؤكده أيضا صحيفة « يديعوت أحرونوت « الإسرائيلية والمعادية لنتنياهو بقولها إن حكومات ألمانيا المتعاقبة صديقة مخلصة جدا لإسرائيل، وإن تقرير «دير شبيغل» مقلق ويعكس ازدياد الأصوات في الحكومة الألمانية الداعية لتغيير التعامل مع إسرائيل. كما تستحضر «يديعوت أحرونوت» أدلة إضافية على تغيير سياسة ألمانيا تجاه إسرائيل بقيادة نتنياهو برفض وزير خارجيتها طلب نتنياهو مطلع العام الجاري بالتدخل لتلطيف نص قرار للاتحاد الأوروبي يدين الاستيطان. كما ذكرّت بأن ميركل استشاطت غضبا بعدما نسب نتنياهو لها غداة لقائهما الأخير قولها بأن الوقت غير مناسب لـ «تسوية الدولتين.»

بيد أن حكومة الاحتلال لم تبد اهتماما بالتصريحات المذكورة ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية «عليا» في إسرائيل قولها إن ما ذكر يندرج ضمن خلافات داخلية في ألمانيا، مؤكدين على أن علاقات إسرائيل بألمانيا وثيقة وأنها ستبقى كذلك. وتابع المصدر «هذه التصريحات هي محاولة ألمانية داخلية للمس بميركل بسبب علاقاتها الدافئة جدا مع نتنياهو».

يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التقى بميركل قبل أسبوعين على خلفية مشروع القرار ضد المستوطنات الذي سعى الفلسطينيون إلى طرحه في مجلس الأمن. وبعد عدة أيام من اللقاء قرر عباس تجميد تقديمه إلى مجلس الأمن، كي لا «يخرب» على المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام نهاية الشهر بحسب تقارير إسرائيلية. ووقتها قالت ميركل بعد اللقاء مع عباس إنها «تفهم لماذا يريد عباس التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في موضوع المستوطنات».

من جهته شارك وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين (المعسكر الصهيوني (حكومة نتنياهو بالتخفيف من وطأة التصريحات الساخنة في «دير شبيغل»فقال في حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة أمس إن حكومة ألمانيا ربما تغير سياساتها تجاه حكومة نتنياهو لا تجاه إسرائيل.

 ومع ذلك تابع «رغم ذلك نتنياهو شخصيا يتحمل مسؤولية هذه المغامرة التي تشهدها علاقات إسرائيل الاستراتيجية مع ألمانيا الدولة التي تزودنا بالغواصات المتطور».

كلمات دلالية