خبر 1800 مستوطن اقتحموا « الأقصى » خلال أبريل

الساعة 04:47 م|30 ابريل 2016

فلسطين اليوم

شهد شهر نيسان/ أبريل المنقضي، ما لم تشهده الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 2016، من حيث اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى الذي خضع لسلسلة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت إفراغه من رواده، من خلال سياسة الاعتقال والإبعاد.

 

ورصد تقرير إحصائي أنه على الرغم من ازدياد أعداد المستوطنين المُقتحمين للمسجد الأقصى منذ بداية العام، شهراً تلو الآخر، إلّا أنّ نيسان كان الأبرز من حيث أعدادهم التي تجاوزت الألف مستوطن، وسط إبعاد المُصلّين عن الأقصى والمُدافعين عنه خلال « عيد الفصح » العبري وقبيله.

 

ورصدت وكالة « قدس برس » فإن 1868 مستوطناً وطالباً ومرشداً يهودياً اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية نيسان وحتى نهايته، حيث تكثّفت تلك الاقتحامات خلال « عيد الفصح » الذي صادف الأيام من 22 - 29 نيسان الجاري، وذلك خلال فترتيْ الاقتحامات الصباحية والمسائية؛ حيث تجاوزت ألف مستوطنٍ في ذلك الأسبوع وحده.

 

كما أن أكثر من 67 عنصراً شُرَطيّاً وضابط مخابرات إسرائيلي اقتحموا باحات المسجد ضمن جولات استكشافية شملت اقتحام المصلّيات المسقوفة، إضافة إلى اقتحامات عناصر شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التي تؤمّن الحماية للمستوطنين اليهود بشكل يومي أثناء الاقتحام منذ لحظة دخولهم من « باب المغاربة » حتى خروجهم من « باب السلسلة »، حيث تعلو أصواتهم بالغناء إضافة للرقص وأداء الصلوات التلمودية.

 

ولفتت إلى أن أكثر من 46 مستوطناً تمادوا في تدنيسهم للمسجد الأقصى، حيث حاول عشرة منهم تقديم قرابين « الفصح » العبري في المسجد الأقصى، كما قام آخرون بأداء طقوسٍ تلمودية (سريّة وعلنية) في الباحات وخاصة قرب « باب الرحمة »، إلّا أنّ حرّاس المسجد تصدّوا لهم وأجبروا شرطة الاحتلال على طردهم من الباحات واعتقال من حاول تقديم القرابين حول أبواب الأقصى.

 

وخلال الشهر المنقضي، اعتدت عناصر الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة على حرّاس المسجد الأقصى وموظّفي الأوقاف، كما قامت بملاحقتهم وإبعاد ثلاثة منهم عن المسجد لمدة 15 يوماً بسبب تصدّيهم للمستوطنين، حيث شهد المسجد توتّراً كبيراً خلال أسبوع « الفصح ».

 

وفي تصعيد خطير من قبل سلطات الاحتلال على المُصلّين والمرابطين بشكل يومي في المسجد الأقصى، تم تقديم لوائح اتّهام بحق عشرة منهم، معظمهم من المسنّين، تتضمّن انتماءهم لـ « منظمة محظورة » إلى جانب ما أسموه بـ « تمويل الإرهاب » من خلال دفع مبالغ مالية لنشطاء من المرابطين والمرابطات في الحرم القدسي لإبعاد الزوار اليهود، والقيام بـ « أعمال تخريبية ».

 

وأوضحت مراسلة « قدس برس » أن السلطات الإسرائيلية شنّت حملة اعتقالات وتسليم قرارات إبعاد لعشرات الفلسطينيين سواء من أهلنا في مدينة القدس أو من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، منذ بداية نيسان وحتى يوم الخميس الموافق 28 نيسان/ أبريل.

 

وأضافت أن قرارات الإبعاد سواءً عن القدس أو المسجد الأقصى أو البلدة القديمة، تجاوزت السبعين قراراً خلال الشهر ذاته، وهي نسبة كبيرة مقارنة بشهر آذار/ مارس الماضي الذي لم تتجاوز قرارات الإبعاد فيه الثلاثين قراراً، مشيرة إلى أن من ضمن مُبعدي نيسان شبّان البلدة القديمة، والنساء المرابطات في الأقصى، والمسنّين الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً.

 

وشهد المسجد الأقصى يوم أمس الجمعة مواجهات محدودة عقب رشق الشبّان الفلسطينيين الحجارة باتجاه عناصر الاحتلال أمام « باب المغاربة » تأكيداً على رفضهم لتدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى (كون الاقتحامات تتم بقوّة السلاح)، حيث اقتحمت القوات باحات المسجد في محاولة لإفراغه من المصلّين واعتقال من تشتبه بهم في رشق الحجارة، حيث اعتقلت واحتجزت نحو 40 شاباً من داخل المسجد وأبوابه، وتم تحويلهم إلى مركزيْ شرطة الاحتلال “بيت إلياهو” في باب السلسلة، و”القشلة” غرب القدس، حيث جرى التحقيق معهم، ثم أخلت الشرطة سبيل عدد منهم في حين مددت اعتقال سبعة.

 

وما كان لافتاً أيضاً خلال شهر نيسان إعلان ما يسمى بـ« معهد الهيكل » عن حدث هو الأول من نوعه منذ خراب الهيكل قبل 2000 عام - بحسب المعتقدات اليهودية - تمثّل بإقامة عقد قران سريّ قرب باب الرحمة في المسجد الأقصى، رغم التشديد الذي يفرضه الحرّاس عليهم، إلى جانب اعتقال خطيب المسجد الأقصى محمد سليم واحتجازه بحجة « خطبة تحريضية ألقاها يوم الجمعة الموافق تاريخه 8 نيسان/ أبريل 2016 »، وفق لائحة الاتهام الإسرائيلية.