تقرير رواتب الموظفين تتهاوى والسبب..؟

الساعة 08:35 م|27 ابريل 2016

فلسطين اليوم

يشتكي الكثير من الموظفين في الأراضي الفلسطينية من عدم قدرة رواتبهم الشهرية التي يتقاضونها على الصمود حتى نهاية الشهر التالي، و من تقلص للقوة الشرائية لديهم، ما دفعهم في بعض الأحيان للبحث عن مصادر دخل أخرى، كي يتغلبوا على كثرة الاحتياجات الاساسية، و تغطية نفقات الحياة.

 

و يعزو مراقبون أسباب الأزمة المالية التي يمر بها هؤلاء الموظفين الى ارتفاع الأسعار في الأراضي الفلسطينية مقارنة مع الرواتب التي يتلقونها من الحكومة، معتبرين أن انخفاض نسبة الرواتب هو أحد أهم العوامل التي تؤثر سلباً على قدرة الموظف على ادارة حياته الأسرية و تحقيق متطلباتها، و اضافت عبئاً على أرباب الأسر، بالاضافة الى عدم قيام الحكومة بصرف بدل غلاء معيشة لموظفيها.

 

الموظف « منير قطايف » يقول: « إنه في ظل غلاء المعيشة وغلاء الاسعار وازدياد متطلبات الحياة، فإن مايتقاضاه الموظفون الحكوميون، والذين هم غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود لايتناسب مع هذه المتطلبات ».

 

 و أشار في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى أن الانقسام السياسي بين الضفة وغزة جعل من الموظف والمواطن الضحية، حيث اوقفت الحكومة الزيادات لموظفيها في غزة، كما أن تحديد حكومة غزة لموظفيها ٤٠٪من الرواتب أثقل كاهل الموظفين بالديون، و بالتالي لم يتمكنوا من تلبية الكثير من احتياجاتهم، حتى أن بعضهم لجأ الى  توقيف ابناءهم عن الدراسة الجامعية بسبب كثرة متطلباتهم و عدم قدرة الموظف على تلبيتها

 

 اما على الصعيد الاسري، فقال: « إن ازمة الراتب و عدم قدرته على تلبية احتياجات الأسرة تسببت في كثير من الأحيان في خلق مشاكل أسرية، بسبب عدم قدرة الموظف على تلبية احتياجات اسرته من المواد الأساسية »

 

الموظف الثلاثيني أسامة أكرم من تفريغات 2005، يقول: « اتقاضى راتباً قيمته 1500 شيكلاً، و لا يكفي حتى نصف الشهر »

 

و يتابع قائلاً: « بعد خصم الكهرباء، و فاتورة الهاتف، و المياه و شراء المواد الأساسية لايبقى شيئاً نكمل به باقي الشهر حتى موعد صرف الراتب التالي، و يدفعني قلة الدخل الى الدين لكي اتمكن من توفير ما تحتاجه أسرتي المكونة من 5 أفراد ».

 

و أضاف بأنه يلجأ الى البحث عن مصدر دخل آخر بين الحين و الآخر من خلال اعمال حرة يقوم بها لكي يوفر ما تحتاجه اسرته بعد أن ينفذ الراتب، مشيراً الى أن الازدواجية في العمل ممنوعة لذلك تبقى عملية البحث عن فرصة لزيادة الدخل صعبة و مقيدة.

 

المحلل الاقتصادي، و استاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر، د. معين رجب رأى أن هناك مجموعة اسباب لأزمات الموظفين المالية، لافتاً الى انه في الأوضاع العادية بالكاد يستطيع الموظف تغطية احتياجاته.

 

و أوضح رجب في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن الراتب بالأساس منخفض في المناطق الفلسطينية بالنسبة لشريحة كبيرة من الموظفين، حيث أن غالبيتهم يضطرون للارتباط بالقروض البنكية التي ترتفع قيمتها عند التسديد للبنوك، هذا بالاضافة الى زيادة أعباء الحياة لديهم.

 

و أشار الى أن ارتفاع الأسعار عامل مهم من هذه العوامل، لكن في الفترة الحالية فإن الأسعار مستقرة نسبياً، الا أن زيادة الطلب يجعل الإنفاق أكثر لأن متطلبات الحياة زادت و تغيرت و تنوعت تجاه أمور فرضت نفسها على الموظف و فرضت عليه اعباء جديدة.

 

و حول عدم صرف بدل غلاء المعيشة للموظفين من قبل الحكومة، قال د. رجب بأن الحكومة تؤجل تنفيذ صرف بدل غلاء المعيشة لموظفيها بسبب العجز المالي الذي تواجهه و الالتزامات المتراكمة عليها، لذلك فهي ترى بأن لا يوجد أي مبرر للاستعجال به، مشيراً الى أنه على الحكومة أن ترتب أوضاعها لتسديد هذا الحق لموظفيها.

 

 

 

 

 

كلمات دلالية