تحليل حول الانتخابات الرئاسية واستطلاع الرأي !!

الساعة 04:16 م|26 ابريل 2016

فلسطين اليوم

بقلم/ د. سيف الدين اسلام

قرأت في الأمس في المواقع الإخبارية موضوعا يحمل عنوان( « استطلاع رأي » في حال جرت انتخابات الرئاسة : من سيفوز ؟ ) وعدت لقراءة الموضوع مرة ثانية ، لاعتقادي بأهمية موضوع الرئاسة الفلسطينية ومن سيكون على رأس الهرم السياسي الفلسطيني في ظل هذه التعقيدات المحلية والإقليمية والدولية. وكانت لي عدة ملاحظات أردت أن أضعها بين يدي القارئ وبين يدي أهل الاختصاص...وتمثلت في النقاط التالية :-

1- كان يفترض من مركز القدس للإعلام والاتصال ، الذي قام بعمل الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة (فريدريش إيبرت الألمانية ) !!! أن يكون – حسب وجهة نظري – أكثر مهنية ، وأكثر دقة في الموضوع ، خاصة أن الموضوع الذي يخضع للقياس يمس أعلى سلطة سياسة في الجسم السياسي الفلسطيني...، وهذا يعني ، كان يفترض من مركز القدس ، أن يضع بيانات أولية عن العينة التي تم إجراء الاستطلاع عليها ، ونسبة هذه العينة ، والأماكن الجغرافية التي تم الانتقاء منها أفراد العينة ، والدقة في التمثيل النسبي بين حجم العينة وبين مجتمع الدراسة ، لأنه لا يصح أن نقرأ نتائج استطلاع لعينة الدراسة دون أن نعرف شيئا عن هذه العينة المستطلعة!!!

2- هل يمكن لمركز القدس أن يعطينا المقياس الذي قام بالعمل عليه ، لاستطلاع أراء العينة ، وهل يمكن أن نفترض أن المقياس كان شاملاً ووافياً ، أم انه مقياس موجه ، لعينة موجهة ، للحصول على نتائج مطلوبة ومحسومة مسبقا !!!

3- هل عرفت العينة البرامج السياسية للشخصيات التي يتم الاستطلاع حولها ، هل عرفت العينة مشروع الرئيس أبو مازن السياسي ، ومشروع إسماعيل هنية ، ومشروع مروان البرغوثي ، أم انه يجوز في السياسة والاستطلاع ما لا يجوز في غيره !!؟

4- قرأت بين سطور النتائج أن النسبة الأكثر من الشباب ، والسؤال هنا ما هي الفئة العمرية للشباب التي تم توصيف الشباب من خلالها ؟ هل هي اقل من 20 أو اقل من 30 أو اقل من 40 سنة ؟؟؟ أو أية فئة المقصودة.

5- تقول فقرة من الاستطلاع ، حول موضوع الثقة بالفصائل أن الأكثرية من المستخلصة آراءهم تثق بفتح ، ثم حماس ، ثم الجبهة الشعبية على التوالي ، وهو ما مجموعه 56.3% يثقوا بتلك الفصائل ، وان 32.5% لا يثقوا بأي من التنظيمات ، وهناك يصبح مجموع من يثق ومن لا يثق هو 88.3% ؛ والسؤال أين البقية يا ترى وهي 11.7% ؟ هل سقطت في التحليل الإحصائي؟؟ هذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى ،أنا استغرب جدا أن فصيل مناضل مثل الجهاد الإسلامي غائب عن الثقة لدى أفراد العينة ، مع انه فصيل حاضر ويشهد له العدو قبل الصديق...يكفي انه لم يقاتل من اجل السلطة والمناصب...استغرب من هذه النقطة التي وصلت إليها النتيجة ، حيث أن هناك أرقام عشرية مدونة ومسجلة في النتائج ، هل ممكن للعقل أن يصدق أن الجهاد الإسلامي مثلاً لم يحصل عل أية كسور أو أرقام في التحليل ، أم أن الجهاد كان خارج دائرة الاستطلاع في هذا العنوان ؟.

6- في موضوع الثقة بالرئيس 16% ، والثقة في هنية 13% ، اعتقد أن هناك مشكلة !!! ، حيث أن العينة نفسها هي التي أعطت سابقي الذكر النتائج التالية – الرئيس 37.9% ، وهنية 23.9% ، السؤال هنا : أليس الرئيس هو الرئيس ، وهنية هو هنية لم يتغيرا في السؤال الأول أو في سؤال الثقة ، فكيف لشخص مستطلع رأيه يقبل من أن يصل إلى نسبة 37.9% أن يكون رئيسا له ، ثم يعود ويقول انه يثق فيه بنسبة 16% !!! كيف يكون ذلك ؟ ونفس الأمر في حال انتخابات هنية تعطي العينة في الرئاسة 23.9% ، ثم في الثقة 13% أيضاً كيف جاءت هذه النتائج ، المنطق يقول أن الذي يختار فلان رئيسا له بنسبة معينة ، يجب أن يثق فيه بنفس النسبة إن لم يكن أعلى وإلا فلا ينتخبه ...

7- في موضوع بقاء السلطة والحفاظ عليها ، استغرب كيف يمكن أن نعتبر أن 24.6% من العينة قالت بضرورة حل السلطة ، كيف يمكن اعتبار هذه النسبة بأنها أقلية ؟؟؟؟ وهي تمثل أكثر من الربع في العينة في حال تم استثناء من لم يدل بصوته في هذه النقطة ، وفي ذات السياق ، وفي نفس النقطة ، نحن نعرف بأن أبجديات البحث العلمي تقول لايمكن مطلقا الجمع بين سؤالين في سؤال واحد ، أو بين إجابتين في إجابة واحدة ، وهنا خطأ في المنهجية في هذه الفقرة حيث أن 60.3% قالوا أن أداءها جيد أو جيد جدا، مقابل 39.5% قالوا سيئ أو سيئ جدا ، هنا يجب التمييز بين الدرجات الممنوحة حيث هناك فرق في العرف الأكاديمي بين جيد وجيد جدا ( حسب قانون ليكرت الخماسي ) ، فلا يصح أن يجمع بين التقديرين والدرجتين في عبارة واحدة.

8- وحول موضوع حل الدولتين في الاستطلاع ، هل يعرف أفراد العينة ما هو حل الدولتين ، حيث أن 42.8% يؤيدون ذلك ، هل عرفوا أن الاستيطان لم يبق شيء في مشروع حل الدولتين ؟ وبقي فتات من بقايا ارض مبعثرة هنا وهناك قطعتها ومزقتها مئات الحواجز ، وهل عرفوا معنى حل الدولة ثنائية القومية ، وماذا يعني ذلك في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ؟؟

9- في موضوع التعاون مع شباب إسرائيليين يحملون نفس الأفكار ، فقد أظهرت النتائج أن (العينة المستطلعة) - رغم تحفظي على عدم وجود معلومات عنها - أظهرت أن 64.3% يرفضون ويعارضون هذا التعاون ، بينما أيد ذلك 27.1% هذا التعاون ، وهذا يعني مؤشر سلبي جدا في ثقافة الشباب الفلسطيني ، حيث يمكن لجهات الاختصاص المعادية أن تعمل على الاستفادة و الاستثمار في هذه الشريحة بهدف الوصول إلى التطبيع والاعتراف بشرعية الجلاد ، ودفع الضحية للتعاون والقبول به رغم كل سنوات الذبح والقتل الطويلة ...

10- في أخر نتائج الاستطلاع الموجودة في الخبر ، حول « داعش » وما أدراك ما داعش !!! ، تقول النتائج أن 83.6% رأيهم سلبي ، وهذا جيد ، رغم تقديري أن هذا الرأي تشكل من خلال بعض المشاهدات وبعض المعلومات الخفيفة دون تعمق في قراءة الظاهرة وفهمها ، وان 50.1% يعتبرونها تضر بالقضية الفلسطينية ، وان 37.9% يعتبرونها لا تضر ولا تنفع !! إذا حاولنا أن نجمع بين من قال أنها تضر بالقضية وبين من قال لا تضر ولا تنفع ،يكون الإجمالي فيها 88% وهذه النسب