تحقيق خاص

بالصور هل يحتوي عسل المورينجا على مواد سامة؟

الساعة 10:57 ص|21 ابريل 2016

فلسطين اليوم

بعد صرف آلاف الدولارات على حملةٍ لترويج عسل « المورينجا » والتأكيد من خلال تلك الإعلانات على أن ذلك العسل صافي بنسبة 100% وأنه يشفي ويقي من مئات الأمراض، كشفت « فلسطين اليوم » من خلال وثائق مخبرية دقيقة أن العسل المزعوم غير صالح للاستخدام الآدمي، وأنه مصنوع عبر عملية « طبخٍ كيميائية ».

« فلسطين اليوم » استطاعت الحصول من جهاتٍ مختصة، على وثائق مخبرية موثقة تثبت بالأدلة الدامغة بما لا يدع مجالاً للشك، أن العسل المزعوم غير صالح بالمطلق، وعلى الرغم من دقة المصادر وصحة الوثائق، إلا أن معد التحقيق تريث في بحثه، واعتمد في نتائجه على العديد من المصادر والجهات.

مُعد التحقيق تابع عن كثب الوثائق المخبرية مع الجهات التي عمدت إلى فحص العينات، فثبت من خلال الفحص المخبري وجود نسبٍ عالية في العينات من مادة هيدروكسي ميثايل فيرفور (HMF) وهي مادة تنتج من تكسر السكريات البسيطة وخاصة جزيء الفركتوز.

الفحوصات المخبرية أثبتت وجود نسب عالية من مادة (HMF) في عسل المورينجا

ويلاحظ بعد الفحوصات المخبرية الدقيقة أن نسبة مادة (HMF) السامة وصلت لـ 146.34ملم/كم وهي نسبة عالية مقارنة بالنسب المحددة في المواصفات والمقاييس العالمية، وطبقاً لوكالة « كودكس » للمواصفات الأوروبية فإن الحد الأقصى المسموح به لتواجد هذه المادة هو 40 ملغ/كغ بالنسبة للأعسال المستوردة من ألمانيا وسويسرا، أما فيما يختص بالأعسال المنتجة في المناطق شبه الاستوائية (درجات الحرارة بين 30-50ْم بدون تسخين زائد أو غش العسل) فإن كودكس قررت في المواصفات الجديدة زيادة الحد الأعلى لـ (HMF) إلى 80 ملغ/كغ.

النسب العالية من مادة (HMF) الظاهرة في الفحص المخبري لعينات عسل « المورينجا » تدل أن هذا العسل تعرض لعمية تسخينٍ عالية.

وفي طريقها لكشف الحقائق، لم تكتفِ « فلسطين اليوم » من التحقق من الوثائق التي حصلت عليها، بل تواصلت مع جهات عديدة، وعلمت من مصادر مسؤولة في وزارة الاقتصاد، أن لجنة خاصة شُكلت من قِبل وزارتي الصحة والاقتصاد لأخذ عينات من عسل « المورينجا »، وخضعت تلك العينات للفحص المخبري الموسع في مختبرات وزارة الصحة والإقتصاد.

وزارة الإقتصاد: الفحوصات المخبرية في وزارتي الاقتصاد والصحة اثبتت أن « عسل المورينجا » غير صالح للاستخدام الآدمي

وأثبت الفحوصات الوزارية أن عسل « المورينجا » غير صالح للاستخدام الآدمي، وأن نسبة مادة « الفور فورال » كانت عالية بشكلٍ يتنافى مع المواصفات والمقاييس العالمية.

مدير مكتب محافظة غزة في وزارة الاقتصاد والناطق الرسمي باسم دائرة حماية المستهلك م. عبدالفتاح أبو موسى اكد أن الفحوصات المخبرية في وزارتي الاقتصاد والصحة اثبتت بما لا يدعُ مجالاً للشك أن « عسل المورينجا » غير صالح للاستخدام الآدمي وأنه مجرد عسل مزعوم قائم على السكريات.

وبين م. أبو موسى أن مادة « الفور فورال » فاقت المواصفات والمقاييس المحددة، كذلك دلت العديد من الفحوصات المخبرية أن العسل قائم على السكر، وليس صافي بنسبة 100% كما يُروحُ له.

الإقتصاد: كميات « المورينجا » سيتم إتلافها فور إنهاء الإجراءات اللازمة للإتلاف، وسيُعلن عنها في الإعلام بشكلٍ رسمي

واوضح أبو موسى لـ« فلسطين اليوم » أن تاجر « عسل المورينجا » أستورد حوالي 2.5 طن، وان ما بيع في السوق كمية ضئيلة جداً لا تقاس مقارنة بالكميات المستوردة، وان التاجر أُعطي مهلة لجمع الكميات الموزعة في الأسواق لإتلاف الكمية.

وأشار أبو موسى أن كميات « المورينجا » سيتم إتلافها فور إنهاء الإجراءات اللازمة للإتلاف، وسيُعلن عنها في الإعلام بشكلٍ رسمي، لافتاً إلى أن استغفال المشترين وبيع أية مستحضرات او منتجات لا تراعى المواصفات والمقاييس الوطنية ولا يقرها قانون حماية المستهلك رقم (21) لسنة 2005م تدخل في باب الغش والتدليس على المستهلكين، الأمر الذي يُعاقِبُ عليه القانون.

« فلسطين اليوم »، كشفت خلال تحقيق سابق، عمليات غش العسل الناتجة عن جشع النحالين وحذرت المواطنين من عمليات طبخ العسل في غزة

ولم يوجه م. أبو موسى اتهامات مباشرة لشخص مستورد « منتج المورينجا »، مشيراً إلى أن الوزارة ستسلمه تقرير إثبات حالة للعسل المضبوط موضح فيها الكمية المصادرة وسبب الإتلاف، حتى يتمكن التاجر من مراجعة الشركة او مصدر العسل المستورد.

ونصح م. موسى التجار والمستوردين بضرورة التأكد من المواد والاغذية المستوردة وإخضاعها للفحوصات للتأكد من سلامتها قبل عملية استيراد الكمية؛ خشية تكبدهم مبالغ طائلة نتيجة خلل في المستوردات.

الجدير بالذكر، أن النائب في المجلس التشريعي عاطف عدوان، نشر عن حقيقة عسل « المورينجا » وقرارات وزارة الاقتصاد بحق المستورد والكميات المتواجدة في قطاع غزة، الأمر الذي دفع مُعدِّ التحقيق إلى أخذ القرار بالنشر والتسريع من عملية صياغة الحقائق وترتيب الدلائل والملفات، لتعرض كاملة بشكل مفصل أمام الجمهور الفلسطيني.

وهناك مخاوف عدة من أن لا يتم إتلاف العسل بالطرق السليمة، وإستخدامه في صناعة الحلويات كمادة محلية، الأمر الذي يضر بصحة المواطنين في غزة.

وكانت « فلسطين اليوم »، كشفت خلال تحقيق سابق، عمليات غش العسل الناتجة عن جشع النحالين، والطمع في إدرار عوائد مالية كبيرة، من خلال التلاعب في العسل عبر « طبخه »، كما جرى شرحه خلال التحقيق.

مشروع لإنشاء مختبر لفحص العسل بعد تحقيق فلسطين اليوم المنشور بتاريخ 7  آذار/ مايو 2015

وهَدَف التجار كما وضّح التحقيق السابق، الذي كان بعنوان « ناكل زفت وليس عسل ».. رقابة ومختبرات غزة عاجزة!« ، تحقيق عائد مادي كبير دون النظر إلى حرمة تلك الأفعال الشنيعة من النواحي الشرعية والقانونية بل والأخلاقية.

وبعد التحقيق الذي نشرته »فلسطين اليوم"، قدمت وزارة الزراعة في قطاع غزة مشروعاً خاصة لإنشاء مختبرات خاصة في فحص العسل، وكشف الغش الذي يحدث له من قبل عدد قليل جداً من النحالين في القطاع. (حسب وصف الوزارة)

 

 



Untitled-2

كلمات دلالية