خبر سبب للقلق -معاريف

الساعة 10:19 ص|14 ابريل 2016

فلسطين اليوم

بقلم: شموئيل روزنر - نيويورك

          (المضمون: أقوال ساندرس حول اسرائيل تعكس موقفا ايديولوجيا ومصالح سياسية ايضا، الامر الذي يجب أن يقلق اسرائيل - المصدر).

          في الوقت الحالي حلت الدقائق الخمس للمجد عند المصوتين في الولايات المتحدة. الآن بالضبط قبل الذهاب بلحظة الى الصناديق في نيويورك وقبل ميريلاند وبنسلفانيا. الولايتان التي يوجد فيهما مصوتون يهود، والولايتان اللتان يستطيع فيهما اليهود التأثير على نتائج الانتخابات التمهيدية.

          لا حاجة الى المبالغة في ذلك. في 2008 كانت نسبة المصوتين اليهود في الانتخابات التمهيدية في نيويورك، 16 في المئة. الثلثين صوتوا لكلينتون. وفي ميريلاند فقط 4 في المئة من المصوتين كانوا من اليهود. وفي كونتيكت كانت النسبة 10 في المئة. وفي بنسلفانيا 8 في المئة.

          يوجد لليهود صوت. وعند وجود منافسة شديدة قد يكون هذا الصوت هو الصوت الذي يحسم. ولكن حتى في نيويورك هم ليسوا من يحسم. 37 في المئة من المصوتين في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في نيويورك في 2008 كانوا من الكاثوليك. و15 في المئة كانوا من السود. و22 في المئة اعتبروا أنفسهم ليبراليين و36 في المئة ليبراليين جدا.

          في الاسبوعين الاخيرين تصاعد بروفايل اسرائيل في الانتخابات الامريكية بسبب هذه الانتخابات التمهيدية. ليس معركة بين الديمقراطيين والجمهوريين – دول هذه المعركة سيأتي، لا سيما اذا كان المرشح الجمهوري في الانتخابات هو تيد كروز – بل هي معركة بين المرشحين الديمقراطيين.

          بارني ساندرس هو المرشح الذي اضطر الى القول أكثر من مرة إنه يتفاخر بكونه يهوديا، قال أمورا غير جيدة عن دولة اليهود. هيلاري كلينتون المرشحة في مقابله، انتقدت سياسة اسرائيل في المناطق – خصوصا فيما يتعلق بالمستوطنات.

          لا يمكن المقارنة بين انتقادات ساندرس وانتقادات كلينتون. ساندرس اتهم اسرائيل بارتكاب المذابح ضد الابرياء في غزة دون مبرر. وبالغ في الارقام. يمكن القول إن هذا مجرد جهل، لكن هذا الجهل زاد الارقام ولم ينقصها. بعد ذلك، عندما اضطر للاعتراف بالخطأ، استمر في الهجوم على اسرائيل بسبب ردها المبالغ فيه على تحرشات حماس. وبهذا انضم، بقصد أو بدون قصد، الى من يقومون بتجريم افعال اسرائيل.

          قد لا يقول ساندرس إنه يؤيد مقاطعة اسرائيل، لكن ما يقوله يعطي دفعة لذلك. وليس غريبا إذا أن حلقة الوصل التي قام بتعيينها بينه وبين الجالية اليهودية، هي شابة مقاتلة تظاهرت ضد اسرائيل في زمن عملية الجرف الصامد، وهي تعتقد أن العنصرية تنمو في اسرائيل.

 

          الخيارات التي اختارها ساندرس وكلينتون في اقوالهما عن اسرائيل تعكس الفجوة الايديولوجية. ولكن في حملة انتخابية لا يمكن تجاهل البُعد السياسي. المرشحون للرئاسة يقومون بحسابات سياسية ويتخذون مواقف تساعدهم مع الناخبين. لهذا يمكن القول – هذه نظرية يجب أن تقلق اسرائيل – إن بارني ساندرس يؤمن أن الهجوم على اسرائيل سيخدمه سياسيا. لأنه يعتقد كما يبدو أن المصوتين الليبراليين جدا والليبراليون الأقل على استعداد لسماع هذه الرسائل. وقد يكون اعتقد أنه سيربح في اوساط جماهير اخرى – السود. ومن سيخسر في المعركة هم مؤيدو اسرائيل. لأنه يعتقد أن من يؤيدون اسرائيل، التقليديين، لا يؤدونه في الأصل. لهذا لا يوجد شيء ليخسره.

          وقد يكون ساندرس يعول على اليهود. فهناك الكثير من اليهود في نيويورك غاضبون من اسرائيل وينتقدونها بشدة ولا يفهمونها. وهناك الكثيرين في نيويورك ممن يعتقدون أنه حان الوقت للطم اسرائيل شيئا ما. هؤلاء ناخبون محتملون لساندرس، وهم يختارونه ليس بسبب مواقفه بشكل عام، ولن يرتدعوا عن انتخابه لأنه شديد الانتقاد لاسرائيل أكثر مما هو متعارف عليه في السياسة الامريكية.

          صحيح أن ساندرس سيخسر في الانتخابات التمهيدية كما يبدو وأن كلينتون ستكون المرشحة. ويمكن ايضا أن تكون الرئيسة القادمة للولايات المتحدة. ولكن لا يجب تجاهل ما يقوله ساندرس. ولا يجب تجاهل مرشح له ملايين الناخبين المتحمسين. ولا يجب تجاهله أبدا. فساندرس سيعود الى مجلس الشيوخ بعد هزيمته في الانتخابات التمهيدية. ولا يجب تجاهل حقيقة أنه حينما يصف ساندرس اسرائيل على أنها مجرمة، فان لديه ميزان.