تقرير اقتناء الأجهزة الذكية الحديثة.. ضرورة ملحة أم زيادة للبريستيج؟

الساعة 07:05 م|13 ابريل 2016

فلسطين اليوم

أصبح الناس في الآونة الأخيرة يعتمدون على استخدام الأجهزة الذكية، و يتابعون تطوراتها و تحديثاتها، ولم يعد استخدام الأجهزة الذكية، بمختلف أنواعها يتوقف على جيل الشباب فقط، بل أصبح أطفال و كبار في السن يميلون الى استخدامها، حيث يعزو البعض مواكبة كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا الى حالة الهوس بالأجهزة النقالة الذكية، فيما يعزو البعض الآخر الى أنها أصبحت ضرورة من ضروريات التواصل الاجتماعي، وضرورة من ضروريات إنجاز المهام الوظيفية، وذلك بما توفره من مميزات غير موجودة في الهواتف التقليدية.

 

سامر، 26 عاماً و الذي يعمل في إحدى المؤسسات -فضل عدم ذكر اسمها- أكد أنه يشعر بالسلاسة في أداء مهامه بعد شراء جهازاً نقالاً حديثاً، مما جعله أكثر اعتماداً عليه لأوقات كثيرة لا تقارن بأوقات استخدام الهاتف التقليدي.

 

ويقول لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « في بداية الأمر لم اقتنع به لا شكلاً و لا مضموناً، لكن ما جعلني أشتريه هو طبيعة عملنا التي تتطلب منا استخداما دائما للإنترنت، وبالفعل بعد استخدامي له سهل علي كثيراً »

 

و برر إدمانه على استخدام الجهاز الجديد و تجديده و استبداله بالحديث هو أنه يقضي وقتا مفيدا في استخدامه، و أن أكثر استخداماته له تصب في مصلحة العمل.

 

و تابع يقول: « أصبحنا في العمل نشكل مجموعات خاصة بنا، وذلك لتسهيل أعمالنا ومعرفة آخر المستجدات من خلال مجموعتنا المشتركة، و أصبح اعتمادنا على البريد الإلكتروني في العمل مقتصراً على المسائل الرسمية، أما بقية المهام الفرعية فغالباً نتبادلها على الأجهزة و بالخصوص خارج ساعات الدوام الرسمي ».

 

و اعتبر أن من لا يستخدم الأجهزة الذكية فهو معزول عن العالم.

 

لكن  الظاهرة الأغرب اليوم،هي انتشار جهازين بدل الواحد لدى الكثيرين، فلم يعد جهازاً واحداً يكفي، بل لابد من حمل اثنين، لزيادة البرستيج الاجتماعي.

 

أمل اسليم، 30 عاماً توضح أهمية الأجهزة الذكية بالنسبة لها قائلة: « إن أكثر ما يشغلني هو التواصل الاجتماعي مع بقية صديقاتي، فيمكن لحاملي الأجهزة الحديثة تحميل برنامج للمحادثات، هذا عدا البرامج الكثيرة التي يمكن تحميلها على الجهاز للاستفادة منها، فمن يستخدم جهازاً حديثاً سيشعر أنه لم يكن يحمل جهازا نقالا من قبل في حياته، فالجوالات القديمة لا تقارن به ».

 

« قد لا يهتم الذكور فقط في اقتناء أكثر من جهاز محمول بقدر اهتمام الإناث لأسباب أخرى »، وفقاً لاسليم، اذ توضح أن وجود رقمين عند بعض السيدات حاجة ملحة لا للمظاهر لا سيما بالنسبة للسيدة العاملة.

 

 وتقول: « بالنسبة لي عندي جهازين أكيد، و كامرأة عاملة لا أستطيع أن أعطي رقمي الخاص لأي شخص، لذلك خصصت هاتفاً للعمل أغلقه بمجرد انتهائي من الدوام أو أضعه على الصامت، والثاني للاستخدامات الشخصية والتواصل مع صديقاتي والعائلة والمقربين فقط ».

 

و اعتبرت أن تعدد الأجهزة الذكية قد ينم عن ضعف شخصية البعض ممن يحاولون لفت الانتباه بما يملكونه من أرقام أو أجهزة محمولة، فقد أصبحت مسألة اقتناء جهازين حديثين –على الأقل- شبه ظاهرة منتشرة بين شريحة واسعة من الناس على الرغم من عدم حاجة البعض لهذا التعدد الرقمي، فإن كان بعضهم يبرر حاجته لأكثر من رقم بضرورة تخصيص كل منهم لاستخدامٍ مختلف أو لأشخاص معينين، فقد يصب هذا في خانة المظاهر مثلاً.

 

محمد، صاحب أحد المحلات التي تبيع الاجهزة المحمولة قال: « إن ابتكارات التكنولوجيا لا تتوقف على مدار الساعة،فإن حمى تغيير الأجهزة أصبحت شديدة الانتشار بين الشباب بحجة مواكبة كل جديد.فهذا المجهاز كاميراته أكثر دقة،وذاك ذاكرته أوسع، و ظهور اكسسوارات ارقى لتلك الأجهزة.. الخ.

 

و يؤكد بأنه يحصل بشكل شهري على أنواع جديدة من الأجهزة الحديثة لتلبية رغبات الشباب الذي يرغب معظمه بتغيير جهازه بشكل شبه شهري وتجريب موديلات جديدة و أنواع مختلفة من الأجهزة.

 

و وفقاً له، فإن الملل من الجهاز والرغبة بتجريب الجديد هو من أهم أسباب تغيير الجهاز لدى الشباب، خاصة وأن معظم الشباب الآن يبحثون عن الأجهزة غريبة الشكل، و ييريدون أن يمتلكون أحدث و أغرب ممن يحمله غيرهم في البيئة المحيطة ».

 

الأخصائية الاجتماعية فلسطين عابد أكدت بأن التكنولوجيا الحديثة وملحقاتها دخلت بقوة في حياة الصغار والكبار وأوجدت لنفسها مساحات كبيرة في حياتنا، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، نظراً لما تمتلكه من إمكانات لاحدود لها في خلق التواصل.

 

و أضافت  في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: "إن لهذه الثورة التكنولوجية ايجابياتها و سلبياتها، أما عن الايجابيات فهي استطاعت أن تضع العالم الكبير بين ايدينا بكل سهولة، و حولته الى جزء صغير في حياتنا، و أنه من خلال هذه الاجهزة أصبح بالامكان التواصل بين البشر في كافة انحاء المعمورة دون عناء أو تكاليف.

 

و قالت إن الكثير من الأعمال أصبحت تنجز من خلال هذه الأجهزة، و اصبحت ضرورة ملحة في العمل و في البيت و الشارع و الجامعة و الكثير الكثير من مجالات الحياة.

 

و لفتت الى أنه وعلى الرغم من كون التواصل هو أساس الحياة الاجتماعية للإنسان إلا أن هناك تأثيرات سلبية على الحياة الاجتماعية للشباب من جراء إدمان استخدام هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة.

 

ووفقاً للأخصائية، فإن ثورة التكنولوجيا الحديثة وظهور الحاسوب والإنترنت والجوال والفيديو تفرز أمراضا نفسية عديدة منها الاكتئاب والقلق والاضطرابات العصبية وذلك لدورها في عزلة الإنسان وانطوائه وإنهاء علاقته وترابطه الأسري، اذا ما أفرط في استخدامها، ناهيك عن المشكلات الزوجية التي اصبحت تنشأ بين الأزواج بسبب استخدام هذه الأجهزة الحديثة.

 

و قالت إنه على الآباء مساعدة أبنائهم في التعرف على أهمية التكنولوجيا الحديثة، وكيفية استخدامها بشكل إيجابي.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية