تقرير الملازم الدراسية مع نهاية العام... تجارة رابحة

فلسطين اليوم

تفاجأ « محمد » صاحب إحدى مكتبات القرطاسية في قطاع غزة قلة أعداد الطلبة المشترين للملازم الدراسية خاصة في النصف الأخير من الفصل الثاني استعداداً للامتحانات النهائية على غير العادة في الأعوام السابقة.

وحاول « محمد » برفقة شريكه « بسام » حل اللغز، خاصة وأن مكتبتهم والملازم الدراسية التي اشتروها بعناية فائقة أصبحت مغبرة وتُشير إلى خسارتهم بعدما كانت تدُر عليهم الأموال في الأعوام السابقة، واكتشف الشريكان أن « المُدرسين » يبيعون ملازم دراسية للطلبة بضعف سعرها الطبيعي ويُجبرون الطلبة لشرائها، والأَمَرُ من ذلك أن « آذن » المدرسة أصبح سمساراً يبيع الملازم الدراسية باتفاق مع المدرسين.

وتلجأ المكتبات في قطاع غزة خاصة مع اقتراب الامتحانات النهائية لشراء أعداد كبيرة ومتنوعة من الملازم الدراسية التي تهدف لمساعدة الطلبة بالقراءة والمراجعة لدروسهم؛ لكن تلك الملازم ومن كثرتها أصبحت تشتت انتباه الطلبة في التركيز لبعض الدروس وإهمال الأخرى, وقد تدفع آخرين بالاكتفاء بحلها وترك المناهج الأساسية.

تفاجأت بعدم الإقبال نظراً لبيع بعض المدرسين وآذنة المدارس للملازم الدراسية

وقال « محمد » لمراسل « فلسطين اليوم »: « مع اقتراب نهاية كل عام أشتري كميات كبيرة من الملازم الدراسية استعداداً لبيعها للطلبة وأجد إقبال كبير وبخاصة بتوجيه من المدرسين لكن العام الحالي تفاجأت بعدم الإقبال نظراً لبيع بعض المدرسين وآذنة المدارس للملازم الدراسية ».

وأكد محمد، أن الأوضاع الاقتصادية دفعت بعض المدرسين لارتداء عباءة التجار وأصبحوا يُعدون ملازم دراسية وتصويرها في المكاتب ثم بيعها للطلبة وإجبارهم على شرائها بقول: « سيأتي منها في الامتحان وعلينا مراجعتها ».

وأشار إلى أنه قام بتصوير نحو 200 ملزمة دراسية بسعر شيقل وهي بسعر الجملة لكن المدرس يبيعها للطلبة بـ2 شيقل.

وبين « محمد » وهو خريج كلية التربية بمعدل جيد جداً لكن شبح البطالة دفعه لإنشاء مكتبة مع شريكه، أن الملازم مليئة بالمعلومات الثقافية وهي تُفيد الجميع حتى من يدرسها للطفل من أهل بيته« .

مواطنة الملازم الدراسية تُثقل كاهلنا الاقتصادي

من جهته أكدت »أم خالد« أنها تحسب ألف حساب لنهاية الأعوام الدراسية، خاصة وأن المدرسين يطلبون ملازم متعددة من الطلبة في تلك الفترة الأمر الذي يثقل كاهلها الاقتصادي والنفسي بسبب ضغط أبنائها لشرائها.

وقالت أم خالد لمراسلنا: »لدي 5 أبناء وكل واحد منهم يريد شراء عدة ملازم للمادة الواحدة ووضعنا الاقتصادي صعب جداً (ارحمونا يرحمكم الله)، مشيرة إلى أنها تضطر للاستدانة من أجل شراء الملازم لأبنائها.

بعض المدرسين يساعدون أبنائي ولا يطلبون منهم ملازم

من جهتها قال « محمد صلاح »: « المدرسون يُساعدون أبنائي ولا يطلبون منهم سوى ملزمة واحدة لمراجعتها، مضيفاً: »هذا لا يمنع استغلال بعض المدرسين للطلبة وهذا متمثل في أبناء أصدقائي الذين يتذمرون من كثرة طلب الملازم« .

يذكر أن الامتحانات النهائية للفصل الثاني لعام 2016 ستبدأ بتاريخ 12/5/2016 للصفوف (السابع والثامن والتاسع والعاشر) بينما امتحانات الفصول (الرابع والخامس والسادس) ستبدأ بتاريخ 14/5 بينما امتحان الثانوية العامة التوجيهي يبدأ يوم السبت بتاريخ 28/5 بامتحان التربية الإسلامية.

وتتحفظ »وكالة فلسطين اليوم" على اسم المدرسة والآذن الذي يبيع الملازم الدراسية للطلبة والطالبات.