خبر نتنياهو « يكافئ » السلطة بالتصعيد ضد الفلسطينيين

الساعة 05:15 ص|13 ابريل 2016

فلسطين اليوم

تدل المعطيات التي عرضها جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي « الشاباك » على تراجع حدة عمليات المقاومة في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وداخل إسرائيل، خلال الشهرين الماضيين. وتنقل صحيفة « هآرتس » في عددها الصادر، أمس الأول الاثنين، عن رئيس قسم الأبحاث في « الشاباك »، لم يتم الكشف عن اسمه، قوله خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، الأحد الماضي، أنّ الفلسطينيين نفّذوا خلال شهر مارس/آذار الماضي 20 عملية مقارنة بـ 78 عملية نُفذت في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهو الشهر الذي تفجرت فيه موجة عمليات الطعن والدهس.

يعزو المسؤول الأمني الإسرائيلي هذا التراجع بشكل أساسي إلى تعاون « فعّال » من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، والذي كان له بالغ الأثر في تراجع هذه الموجة. ويتضح من إفادة المسؤول في « الشاباك »، أنّ كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية عملتا بشكل كبير ضد « البُنى التنظيمية » لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، متّهماً الحركة بالعمل على « تطوير » موجة العمليات الحالية، ونقلها إلى طور عمليات إطلاق النار.

وعلى الرغم من أن المسؤول الأمني الإسرائيلي عدّد أسباباً أخرى أفضت إلى تراجع موجة العمليات، مثل عامل الردع الذي تمثّل في تدمير منازل منفّذي العمليات، ومنظومة إجراءات في الفضاء الافتراضي ساعدت على التعرف على بعض من الخطط لتنفيذ عمليات، فهو يعود ويشدّد على أهمية الدور الذي قامت به الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في تحقيق هذه النتيجة.

وشهد مطلع الأسبوع الحالي حدثا يدلّ على دور التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية في محاصرة المقاومة. وتذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تعاوناً وتنسيقاً على مدار الساعة بين أمن السلطة والجيش الإسرائيلي أفضى إلى إلقاء « الشاباك » القبض على ثلاثة شباب فلسطينيين توجهوا لتنفيذ عملية داخل إسرائيل.

ويرى كثيرون أن الأمر بات لا يحتاج إلى شهادة جهاز « الشاباك »، إذ كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه عن حجم إسهام أجهزته الأمنية في تأمين العمق الإسرائيلي. وقال عباس، في مقابلة أجرتها معه الصحافية ياعيل ديان من قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، بُثّت الأسبوع الماضي، إنّ عناصر أمنه يعكفون على شنّ حملات تفتيش في المدارس الفلسطينية في محاولة للعثور على سكاكين لدى الطلاب خشية أن يستخدموها في تنفيذ عمليات ضد المستوطنين أو جنود الاحتلال. وبحسب الرئيس الفلسطيني، تم ضبط 70 سكيناً في مدرسة واحدة.

وعلى الرغم من الاعتراف بدور السلطة الفلسطينية الحاسم في تقليص وتيرة عمليات المقاومة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجاهل هذا الدور بشكل تظاهري. وعزا خلال جلسة الحكومة الأخيرة التراجع في عمليات المقاومة إلى « السياسة الحاسمة » التي تتخذها حكومته و« جملة الإجراءات الردعية » التي أمر بها. ليس هذا فحسب، بل إن نتنياهو تباهى خلال كلمة له في حفل نُظّم، يوم الأحد، لإحياء ذكرى رؤساء الوزراء الذين توفوا، بـ« إنجازه »، إذ شبّه نفسه بسلفه أرئيل شارون، الذي قال إنه تمكن من « تدمير البنى التحتية للإرهاب الفلسطيني في حملة السور الواقي التي شُنّت في أبريل/نيسان 2002، لمواجهة انتفاضة الأقصى ».

ويستهجن معلق الشؤون العسكرية في « هآرتس » عاموس هارئيل تجاهل نتنياهو دور السلطة الفلسطينية في تراجع عمليات المقاومة، مشيراً إلى أن « السلطة شنّت حملات اعتقالات منهجية في طول الضفة الغربية وعرضها ضد كل من تدور حول نواياه الشبهات ». وفي مقال نشره، أمس الثلاثاء، ينوّه هارئيل إلى أن عباس أمر بتنظيم « حملات توعية » داخل المدارس الفلسطينية لتحذير الطلاب من تنفيذ عمليات الطعن. ويصف هارئيل السلطة بأنها « مقاول أمني يعمل لصالح إسرائيل ». ويستدرك هارئيل قائلاً، إن استمرار التعاون الأمني سينتهي في الوقت الذي يغيب فيه عباس (83 عاماً) عن ساحة الأحداث بسبب وفاة أو نتيجة تدهور وضعه الصحي، على اعتبار أن كل من يحاول خلافته سيكون مضطراً لإبداء خط سياسي متشدد تجاه إسرائيل« ، وفقاً للكاتب.

لكن هناك في إسرائيل من يرى أن نتنياهو يحرص على القيام بخطوات ستفضي إلى تصعيد العمليات من جديد بغض النظر عن دور السلطة الفلسطينية الأمني. ويلفت الصحافي بن كاسبيت الأنظار إلى أن نتنياهو يرفض توصية قيادة الجيش بالتوصل لاتفاق مع السلطة يقضي بعدم مداهمة المدن الفلسطينية الكبرى لعدم التسبب في إحراج السلطة أمام شعبها من خلال هذه المداهمات.

وفي مقال نشرته صحيفة »معاريف« ، ينوّه كاسبيت إلى أن نتنياهو الذي يبدي حرصاً على استرضاء قواعد اليمين يسهم في الدفع نحو تهاوي ثقة الفلسطينيين بعباس وسلطته. ويشير الصحافي إلى خطوة أخرى أقدم عليها نتنياهو وتعكس لامبالاته بالسلطة، والمتمثلة في قرار قطع التيار الكهربائي عن مدن في الضفة الغربية بحجة تراكم ديون على شركة الكهرباء الفلسطينية. ويتساءل مستهجناً، »هل يعقل أنه في الوقت الذي يتراجع فيه مستوى العمليات نقدم على هذه الخطوة التي من شأنها صب الزيت على النار"؟.

كلمات دلالية