خبر دعوكم من تئير كمينار -هآرتس

الساعة 10:30 ص|12 ابريل 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          تئير كمينار ستتحرر غدا من السجن العسكري الذي مكثت فيه أكثر من تسعين يوما لرفضها الخدمة في الجيش الاسرائيلي لاعتبارات ضميرية. ومنذ أعلنت كمينار عن رفضها حوكمت أربع مرات، وفي كل مرة حبست 20 – 30 يوما، تحرر، وعندها تلقت على الفور أمر تجنيد، وحوكمت من جديد.

          كمينار، التي قبل ان ترفض التجند تطوعت في اطار حركة الكشافة لسنة خدمة في سديروت، أعربت عن رغبتها في استبدال الخدمة العسكرية بالخدمة الوطنية. وعللت رفضها للخدمة في الجيش الاسرائيلي بهذه الكلمات: لسنة كاملة تطوعت في سديروت، عملت مع اطفال يعيشون في منطقة حرب، وهناك قررت أن ارفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي. ينبع رفضي من الرغبة في المساهمة في مجتمعي وجعله مكانا أفضل. الاطفال الذين عملت معهم ترعرعوا في قلب النزاع وشهدوا تجارب قاسية من سن مبكرة، تجارب صممت لدى الكثيرين منهم كراهية كبرى، يمكن فهمها... مثلهم كثيرون جدا من الاطفال ممن ترعرعوا في غزة او في المناطق، في واقع أصعب بكثير، يتعلمون كيف يكرهوا الطرف الاخر... منذ سنين ولا يوجد تطلع لمسيرة سياسية، لا تجري محاولة لاحلال السلام لغزة ولسديروت، ولكن طالما كان الطريق العسكري والعنيف مستمرا، فاننا نخلق من جديد أجيال الكراهية ممن سيفاقموا الوضع فقط. نحن ملزمون بوقف هذا.

          كان يمكن لكمينار ان تختار الطريق السهل – ان تتملص من الخدمة، ان تتزوج او تعلن، مثل مئات الاف البنات، عن تدينها. وحسب أهلها، ألمحت لها حتى محافل في الجيش بان هناك « طرق للتسرح من الجيش »، من خلال التوجه الى ضابطة التجنيد مثلا. ولكن بالذات صدقها، ضميرها وقيمها المعلنة هي التي تخيف الجيش الاسرائيلي، وتدفع الجهاز العسكري لمواصلة التنكيل بها.

          كمينار، مثل الرافضين الضميريين الذين سبقوها، هم شبان احتجاجهم العلني يشهد بالذات على اهتمام وانتماء للمكان وللمجتمع اللذين يعيشون فيهما. فهم مطلعون، ذوو رأي، مصممون وضميريون. ويتعامل الجيش الاسرائيلي معهم بتشدد زائد اكثر من المتملصين لاعتبارات انانية، لا يترددون في غش الجيش ورواية قصص عابثة. يخيل أن الجيش يخاف ان يسير الشباب الاخرون في اعقاب رافضي الضمير، ولكن هذا الخوف ليس مبررا، بل انه يكشف ازدواجية الاخلاق في سلوك الجيش. ان معظم  المرشحين للخدمة الامنية يرغبون في التجند، فيما توجد الى جانبهم قطاعات كاملة ليست مطالبة على الاطلاق بان تتحمل عبء الخدمة. اما العقاب المتشدد لكمينار فليس عادلا.

          ان رافض الخدمة نتان بلانك قضى نصف سنة في السجن الى ان تفضل الجيش بتسريحه. يجدر بحملة كمينار العبثية ان تصل الى نهايتها، وان يحترم الجيش الاسرائيلي خيارها ويسمح لها بان تساهم في المجتمع بطريقة تنسجم وضميرها.