خبر شهداء مع وقف التنفيذ..

الساعة 07:58 ص|12 ابريل 2016

فلسطين اليوم

كانت في كل مرة تزوره لا تريد سوى أن يتوقف الزمن لبرهة لتقضي معه أكثر اللحظات التي تشعر أنها تمثل سعادتها رغم الغصة، إلا أن المرة الأخيرة لم تستطع قواها أن تتحمل فأغمي عليها أمام الشباك الذي يفصلها عن نجلها المعتقل المريض يسري المصري.

والدة الأسير المصري المريض بالسرطان من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لم تزره منذ 6 شهور، بسبب مرضها الذي أقعدها وجعلها غير قادرة على تحمل معاناة التنقل لزيارة نجلها خاصةً مع الانتهاكات التي تمارس بحقها قوات الاحتلال خلال الزيارة من تفتيش عاري وإذلال ومهانة، وقد بلغت من العمر 67 عاماً.

المصري (33 عاماً) شهيد مع وقف التنفيذ، كباقي إخوته الأسرى المرضى ضحايا الاهمال الطبي، والمماطلة المتواصلة في تقديم العلاج المناسب، رغم صعوبة الحالات الصحية وخطورته التي وصلوا إليها بسبب استمرار اعتقالهم بشكل لا يقبله شرع أو قانون.

شقيقه ياسر، كان يسمع بلهفة أخباره عند كل زيارة تقوم بها والدته، ولا تجول بخاطره سوى أمنية واحدة وهي أن يتمكن من زيارة شقيقه للاطمئنان عليه، أو تحسين ظروف معيشته، والاهتمام بحالته الصحية، والموافقة على طلب الإفراج المبكر عن شقيقه.

 يقول لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن شقيقه يعاني عدة أمراض في سجون الاحتلال أبرزها معاناته مع مرض السرطان في الغدد اللمفاوية، واكتشاف ثلاثة نقاط سوداء في منطقة الكبد يعتقد أنها سرطان، فضلاً عن الهزال في جسمه بشكل كامل، والدوخة، بالإضافة إلى معاناته من مشاكل الرؤية خاصةً في عينه اليسرى، وأخرى في الأمعاء.

وأضاف، أن إدارة سجون الاحتلال تماطل في تقديم العلاج لشقيقه، أو حتى تقديم نتائج الفحوصات التي يتم إجراءها له، حتى لا يتم أخذها في المحكمة، حيث أن العائلة قدمت طلبين للإفراج المبكر عنه نظراً لحالته الصحية، ولكن أطباء السجون تماطل في إجراء الفحوصات حتى لا يتم النظر فيها لصالح المحكمة.

وأشار المصري، إلى أنه في الثالث والعشرين من شهر أبريل الحالي، هناك محكمة لشقيقه، حيث سيتم النظر في تخفيف الحكم عنه حيث أمضى ثلثين المدة، بعد أن قضى 13 عاماً من أصل 20 عاماً مدة محكوميته.

وأوضح المصري، أن الطبيب الذي كان سبباً في التدهور الصحي لحالة شقيقه، هو ذاته الطبيب الذي يواصل الإهمال الطبي المتعمد لشقيقه، فبدلاً من معاقبته، يتم ترقية منصبه، ليمارس دوره الخبيث بشكل ممنهج لتصفية الأسرى.

1600 أسير مريض

ياسر صالح المتحدث باسم مؤسسة « مهجة القدس للأسرى والمحررين »، أوضح في تصريح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن أكثر من 1600 أسير مريض يقبعون في سجون الاحتلال، منهم  25 مريضاً بالسرطان، أخطرها « معتصم رداد، يسري المصري، عامر بحر، مراد أبو معيلق، حازم مقداد، كايد حسن هارون، علاء الهمص، فواز بعارة، نبيل النتشة، كمال نجيب أبو عمر »، فضلاً عن 70 آخرين يعانون إعاقة نفسية حسية وسمعية.

كما أشار صالح، إلى وجود عشرات الحالات من الأسرى المصابين بأمراض مزمنة، فضلاً عن 55 شهيداً استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.

وأكد على أن الاحتلال ينتهج ساسة القتل البطيء للأسرى في سجونه، ومنهم من ينجوا داخل السجن من المرض، ولكنه يحمل المرض معه خارج السجن ويلقى الله متأثراً به، كما حدث مع الشهيد الأسير جعفر عوض.

مراقبة ومتابعة دون الإفصاح عن الحالة

سهير زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، أوضحت لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن مسؤولية اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي التأكد من توفير الرعاية الطبية الكافية اللازمة للمعتقلين من قبل سلطات الاحتلال « الإسرائيلي »، من خلال زيارة طبيب الصليب لأماكن الاعتقال، حيث يتم زيارة كل سجون الاحتلال.

وأوضحت زقوت، أن طبيب الصليب الأحمر يقوم بمراقبة السجن من ناحية الرعاية الطبية، ويقوم بإعلام طبيب السجن بملاحظاته، وإذا لم يستجب لها عدة مرات، يقوم برفع تقاريره لجهات أعلى، حيث يُبلغ السلطات « الإسرائيلية »، بوجوب تقديم الرعاية الطبية للمرضى المعتقلين.

وأكدت على أن وجود طبيب الصليب الأحمر مهم لتقديم العلاج له، ومتابعة الرعاية الطبية له.

وفي سؤال حول عدم نشر تقارير طبيب الصليب حول حالة الأسرى المرضي، أوضحت زقوت أن الصليب الأحمر يرفض الإفصاح عن حالة المعتقل، أو الخروج بموقف علني، للحفاظ على خصوصية وسرية المريض، حيث أنها كجهة محايدة لا يمكنها الخروج بمعلومات شخصية طبية عن حالة المريض.

وفيما يتعلق بمطالبات الأهالي للصليب الأحمر بالتدخل، أشارت زقوت إلى أنه لدى الأهالي توقعات عالية من الصليب باعتبارها قد تكون الجهة الوحيدة التي يمكن اللجوء إليها، ويمكنها الوصول لحل لابنها.

وقالت زقوت: نطالب بزيارات خاصة في حالة المريض التي حالته حرجة، وهي مبادرة إنسانية من الصليب الأحمر تخضع لموافقة الاحتلال.

ونوهت إلى أن الصليب يراقب ويتابع حالات الأسرى المضربين عن الطعام، للتأكد من أن المريض لا يُجبر على إنهاء إضرابه عن الطعام، أو اجباره على الاستمرار في إضرابه، مشيرةً إلى أن الصليب الأحمر رفض التغذية القسرية، وطالب بسرعة وجود حل لتلافي حالات الوفا .

كلمات دلالية