بالصور حَمَام في غزة 'أغلى من العرايس' وأعز من الأولاد!

فلسطين اليوم

يقضي الحاج عبد الحافظ حميد (65 عاما) كبير مربي الحمام في فلسطين وقته امام أَقْفَاص الحمام ينشدُ أهازيج شعبية توارثها عن اجداده والتي تتعلق بتربية الحمام والحنين للوطن، يقول في إحداها « راجع راجع ع بلادي ع بلاد الحب يا طير بالله تخبرها.. يا طير الطــاير مــن عنا من عــند الأهل كيف الزرع بموطنا كيف حال السهل –يقصد مرج بن عامر- خبرني يا طير كيف التلة والوادي كـــيف بــلادي ».

قصة تربية الحمام مع الحاج حميد تتخطى مجرد وضع طائر في قفص لينتج « الزغاليل » اللذيذة، إلى اعتبارها ركن أساسي من التراث والحق الفلسطيني، كما وتحمل تربية الطيورعنده خاصة الحمام أبعاد ودلائل وطنية.

كبير مربي الحمام في فلسطين: تربية الحمام إحدى ركائز التراث والحق الفلسطيني، والحمام الذي رباه اجدادنا لازال موجود على أسطح بيوتهم التي طُردوا منها حتى اللحظة

الحاج حميد الذي توارث تربية الحمام عن اجداده، يقول: تربية الحمام إحدى ركائز التراث والحق الفلسطيني، وسر كره اليهود الشديد للحمام لأنه يرمز لفلسطين وللسلام (..) كما أن الحمام يرمز للتشبث بالأرض، عندما هاجر أهلنا من المدن المحتلة عام 1948 لم يكن باستطاعتهم نقل الحمام إلى أماكن اللجوء فبقي الحمام.

ويضيف، الحاج حميد: ذهبتُ للقرية التي طُرد منها أجدادي فوجدت ذات الفصيلة التي كان يُربيها أبي موجودة على أسطح المنازل، وهذا دليل تشبث الطيور في اوطانها.

ويوضح حميد أن الإحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن استهداف الطيور خاصة الحمام، مشيراً إلى أن « إسرائيل » تقتل الطيور في المناطق الحدودية عبر رش مواد سامة للتخلص منها، وقنص الفصائل النادرة والثمينة.

ويستذكر الحاج حميد تربية الحمام « ايام البلاد »، مشيراً إلى أنه كان يوضع في اعشاش فخارية داخل غرفة متوسطة الحجم إلى جانب الدجاج.

وبين الحمام والإنسان قواسم مشتركة كبيرة منها الحزن، والفرح، والعطاء، والبذل، والخوف، والترقب وجميعها صفات توصل إليها حميد من خلال الملاحظة الدائمة للحمامات.

الحاج حميد: اولي الحمام محبة خاصة

وللحمام في قلب حميد معزة خاصة، لذلك يوليه اهتمام كبير، يقول: أفرح عندما يفرح الحمام لحظة ظهور الفُروخ-ولد الطائر-، وابكي عندما يتألم لفقده إحدى فروخه.

وللدلالة على محبته للحمام، يقول « وقت اشتداد الحروب في غزة كنتُ اذهب واخاطر بنفسي لإطعام الحمامات ».

ويمتلك حميد فصائل نادرة وثمينة من الحمام بينها أنواع يبلغ ثمنها (10 آلاف) شيكل من نوع (الاسكندراني)، وبعضها يباع بالعملة الصعبة بأكثر من (1500) دولار أمريكي من نوع الحمام الزاجل.

بعض أنواع حمام الزينة بيع بأكثر من 20 ألف شيكل وآخر 15 آلاف شيكل للفرد والواحد، بعضها يبلغ ثمنه 10 آلاف من نوع (الاسكندراني)، وبعضها بيع بالعملة الصعبة

ويوجد من الحمام أنواع كثيرة منها للأكل ومنها للزينة وأخرى للطيران والهواية ومن أنواع الحمام (الغزار، والشامي، والرميات، ومن الرميات الكرزلي والرمية والمراسلات، والزاجل، والزاز، والبدرنك، والارفلي، والزنكي، ومن الغزار الرحاني والقطقاطي، والعنبري كشك، ومن الشوام العبسي، والكركندي، والشقلباظ، وكل نوع من هؤلاء يتفرع منة أنواع أخرى كثيرة.

ومؤخراً كان يستورد قطاع غزة فصائل نادرة ويعمل على تربيتها وبعدها يصدرها للعالم الخارجي عبر الأنفاق.

وهناك عائلات كثيرة في غزة تعتاش من وراء شراء وبيع الحمام، وهناك من يربون الحمام لصالح الاكل لما يحويه من قيمة غذائية عالية.

فوائد كثيرة ومتنوعة منها أنه غني جداً بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على بناء جسم الإنسان

وللحمام فوائد كثيرة ومتنوعة منها أنه غني جداً بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على بناء جسم الإنسان، والفيتامينات والمعادن التي توجد في لحم الحمام هي فيتامين أ ، فيتامين ب1 (الثيامين) ، فيتامين ب2 ، فيتامين ب3 (النياسين) ، فيتامين ب5 (حمض البانتوثنيك)، فيتامين ب6 (البيروكسين) ، فيتامين ج ، البروتين ، الحديد ، الفوسفور ، الزنك ، السلينيوم، النحاس، الدهون الطبيعية، الكوليسترول، الماغنسيوم، المنجنيز ، البوتاسيوم، الصوديوم ، أوميجا3 الدهنية، أوميجا 6 الدهنية.

معرض لهواة تربية الحمام في غزة

وكان عدد من هواة تربية الطيور في قطاع غزة، افتتحوا المعرض الثاني لطيور حمام الزينة، الذي شمل أنواع مختلفة من الطيور.

وشهد المعرض الذي أُقيم في صالة سعد صايل الرياضية وسط مدينة غزة الخميس الماضي، إقبالاً كبيرًا من تجار الطيور، والمواطنين وهواة تربية الحمام.

وحسب القائمون، فإن المعرض سيُبنى عليه عدة أمور، منها تنظيم مسابقات للحمام بهدف تعزيز ثقة الهاوي والسعي وراء تطوير حمامه من أجل المشاركة.