خبر جنوب القطاع: أسماك «9 أميال»، للأغنياء فقط!!

الساعة 06:36 م|08 ابريل 2016

فلسطين اليوم

شعر معظم الغزيين المتعطشين للأسماك البحرية الطازجة بفرحة كبيرة بعد سماح قوات الاحتلال للصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة بالصيد والإبحار حتى مسافة تسعة أميال بحرية، متمنين أن يسهم ذلك في اصطياد كميات كبيرة وأنواع عديدة من الأسماك، ما يسهم في انخفاض أسعارها. لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمن ناحية لم تحقق المسافة المطلوبة ما كان يرجوه الصيادون والمواطنون على حد سواء، بسبب فقر البحر، إضافة إلى أن الأسماك التي اصطيدت معظمها أصناف مميزة، وأسعارها عالية، ولا يمكن للفقراء أو حتى متوسطي الدخل شرائها.

أسماك للأغنياء

فـ اللكس والامتياس والدنيس والفريدي، وغيرها من الأنواع التي يمكن للصيادين اصطيادها على هذا العمق هي اسماك شهية وأسعارها تبدأ عند 50 شيكلا للكيلوغرام الواحد، وقد تصل إلى 100 شيكل وربما أكثر، كما أن أوزان بعض الأسماك يتخطى حاجة ستة وسبعة كيلو غرامات للواحدة.

وتوافد العديد من المواطنين إلى أسواق الأسماك، وكذلك "الحسبة" المقامة على الشاطئ، من أجل مشاهدة وشراء الأسماك التي نجح الصيادون في إخراجها من البحر، في الأيام الأولى من وصولهم للمسافة المذكورة.

ويقول المواطن أحمد صيام، واكتفى بشراء كمية من أسماك "السكمبلة"، إنه شاهد في حسبة السمك غرب رفح أسماكا كبيرة وأنواعا عديدة لم ير مثلها منذ سنوات طويلة، لكن أسعارها خيالية، فسمكة "لوكس" واحدة"، تعادل نصف راتبه عن شهر كامل، لذلك فهذه الأسماك بالنسبة للمواطنين العاديين للفرجة فقط.

وأكد صيام أن كل ما يرجوه هو وغيره من الفقراء والمستورين، صيد كميات وفيرة من اسماك السردين، فهي كما يقول سمكة شعبية شهية ورخيصة والمواطنون يفضلوها، لذلك حين تتوفر بكثرة في الأسواق تنخفض أسعارها، لتوفر وجبة شهية ورخيصة له ولأمثاله من الأسر.

أما المواطن محمود صالح، واشترى 2 كيلو غرام من أسماك الدنيس البحرية مقابل 50 شيكلا للكيلو الواحد، فأكد أنه يفضل الأسماك كوجبة رئيسية، وهو يبحث عن الجيد منها، لذلك قصد السوق واشترى الدنيس، وسيشتري في الأيام المقبلة أنواعا أخرى إن وجد.

وأقر صالح بارتفاع أسعار الأسماك الشهية والجيدة بصورة كبيرة، وهي تبقى في متناول شريحة قليلة جداً من المواطنين في قطاع غزة.

أسماك شحيحة

أما الصياد محمد عودة، فأكد أن الأسماك في بحر قطاع غزة بشكل عام شحيحة، نظرا لطبيعة رمال البحر الصفراء، وهي لا تجتذب الأسماك للتوالد فيها بعكس التربة الطينية، إضافة إلى قلة تجمعات الصخور، والصيادين يعتمدون على مواسم الهجرة، وحتى الصيادين ممن أبحروا حتى مسافة تسعة أميال لم يعودوا بالأسماك التي كانوا يأملونها.

وأكد أن بعضهم تمكن من اصطياد اسماك توصف بأنها "ثمينة"، لكن حتى مثل هذه الأسماك نادرة وقليلة وصيدها يعتمد على الحظ.

وأشار عودة إلى أن موسم أسماك السردين الذي بات يفصلنا عنه فترة  قصيرة، هو ما سيحدد إذا كانت الثلاثة أميال الجديدة ستعود بالفائدة على الصيادين أم لا. ورغم ذلك اشتكى عودة من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، فعمليات إطلاق النار الليلية مستمرة في أكثر من منطقة جنوب القطاع.

تسهيلات غير كافة

وكان نقيب الصيادين نزار عياش، قال في تصريحات صحافية، إن زيادة مساحة الصيد من (6 -9 أميال بحرية)، في قطاع غزة، لم تحقق أية فائدة للصيادين. وأوضح عياش أن المنطقة الجديدة التي سمح الصيد فيها، رملية خالية من الصخور ولا تتكاثر الأسماك فيها.

وأشار إلى أنه في حال زيادة مساحة الصيد على طول ساحل القطاع، وليس في منطقة محددة، يمكن أن يستفيد الصيادون فعلياً، خاصة إذا شملت مناطق تكاثر الأسماك.

وشملت التسهيلات الجديدة مناطق معينة من بحر قطاع غزة، بينما بقيت مناطق أخرى خاصة في الشمال، يحظر على الصيادين فيها الدخول لأكثر من ستة أميال بحرية.