خبر الانتخابات التمهيدية: لا يوجد حسم بعد- اسرائيل اليوم

الساعة 10:27 ص|07 ابريل 2016

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي

          (المضمون: اقوال ترامب الاستفزازية وخصوصا دعوته لمعاقبة النساء اللواتي يقمن بالاجهاض ألحقت به الضرر في ولاية وسكنسون. فهل سينجح في الوصول الى الحد الادنى من الاصوات في الانتخابات التمهيدية؟ - المصدر).

          بعد اسبوع مشتعل وغني بالاحداث حيث تميز بسلسلة من الاخطاء من قبل المرشح الجمهوري المتقدم دونالد ترامب، يصعب القول إن هزيمته في الانتخابات التمهيدية في ولاية وسكنسون أول أمس تسببت بمفاجأة كبيرة في اوساط المراقبين والمحللين من كل اطياف الساحة السياسية (مع أن حجم هزيمته كان أكبر من المتوقع حيث حصل على 13 في المئة أقل من كروز).

          ورغم أنه في جولات انتخابية سابقة لم يتضرر ترامب، بل زادت قوته. بسبب اقواله الاستفزازية والفظة تجاه النساء والاقليات العرقية، فان الامور كانت مختلفة في هذه المرة. لأنه خلافا للسابق، الحديث يدور عن مجموعة كاملة ومركزة من الاقوال والافعال التي لا يمكن تسويقها على أنها تمرد ضد المؤسسة والصلاحيات. أو حربه ضد النزاهة السياسية. المقصود هنا قوله أو دعوته الى فرض العقوبة على النساء اللواتي يقمن بالاجهاض. الامر الذي كشف عن عدم معرفته الكافية بالجانب القانوني الذي بنيت عليه القيم والانظمة المتبعة في هذا الوقت في الولايات المتحدة بهذا الشأن.

          هذا الفشل اضطر ترامب الى  أن يشذ عن عادته حيث نشر توضيحا وتراجع عن اقواله (لقد اعتذر فيما بعد على نشر صورة لهايدي كروز، زوجة خصمه في المنافسة). ولو كان الحديث يدور عن كبوة لمرة واحدة أو عدد من الخطوات البائسة، لكان يمكنه الادعاء بأنه سيحظى بالتعيين الجمهوري – مثلما في حالات مشابهة خلال الانتخابات – وتوجيه سهامه بشكل فوري وناجع نحو اهداف اخرى، وبذلك يتجنب ضررا انتخابيا معينا. ولكن عشية الحسم في ولاية وسكنسون تبين أن موضوع الاجهاض كان لبنة واحدة فقط في داخل كم مكتظ من الفشل الاستراتيجي والتصريحات والافعال الغير حكيمة، الامر الذي انشأ الشك لدى النواة الصلبة في اوساط مؤيديه في هذه الولاية حول مستوى ملاءمته في قيادة حزبه للمعركة الاكبر على البيت الابيض.

          إن تراكم الاخطاء اثناء اسبوع فقط أدى الى انتصار تيد كروز المقنع في المعركة على اصوات الجمهوريين في ولاية وسكنسون، لا سيما في الساحة التي كان يفترض أن تكون الساحة البيتية لترامب، حيث يوجد هناك ممثلو طبقة الياقات الزرقاء المهددة والغاضبة، لم يستطع ترامب أن يحول وسكنسون الى محطة مركزية اخرى في المسار المتقدم الى الهدف المرجو والحصول على 1237 صوت (شرط انتخابه في مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند كمرشح للرئاسة).

          ورغم أنه ما زال متقدما بفجوة 200 صوت على كروز، فان علامات السؤال تزداد حول قدرة ترامب على الحصول على الحد الأدنى في الانتخابات التمهيدية. وبهذا منع الحرب الاهلية داخل الحزب الجمهوري. والامر الواضح هو أن ازدهار ترامب قد تم كبحه، وأن الصراع على التعيين الجمهوري لم يتم حسمه بعد. وواضح ايضا أن قيادة الحزب على المستوى القطري، التي تعمل مؤخرا بشكل علني على افشال ترشيح ترامب (حسب استطلاعات الرأي الاخيرة التي اشارت الى معارضة واسعة لترشحه في اوساط النساء والشباب والاقليات العرقية). وقد تأكد ذلك أول أمس في وسكنسون حيث ستسعى قيادة الحزب الى استغلال هذه الخسارة من اجل الاثبات لجمهور الحزب أن هناك خيارات افضل من ترامب من اجل التعيين الحزبي (بما في ذلك كروز الذي كان منذ البداية غير محبب على المؤسسة، لكن بالتدريج تحول الى أحد الخيارات).

          امكانية أن تؤدي هذه الاستراتيجية الى الانقسام في صفوف الحزب الجمهوري ومنح الحزب الديمقراطي الانتصار في 8 تشرين الثاني على طبق من فضة، هي امكانية اخرى تستحق النقاش المنفصل.