خبر رياض بدير..ترك عائلته وباع بيته سعياً للشهادة في مخيم جنين

الساعة 10:03 ص|06 ابريل 2016

فلسطين اليوم

قبل اجتياح مخيم جنين بيومين خرج الشيخ رياض بدير من منزله في مدينة طولكرم بالضفة المحتلة،  دون أن تعلم عائلته وجهته وحينما وصل المخيم وأخذ موقعه مع رفاقه واتصل على زوجته وأخبرها أنه ذهب للقتال في المخيم، ورغم كبر سنه مقارنة مع المقاومين الآخرين إلا أن بدير (55عاما) قاتل حتى النفس الأخير ورفض تسليم نفسه.

يقول ابنه البكر عبد الفتاح، وكان في حينه يبلغ من العمر 24 عاماً:« كان أبي ومنذ الاجتياح الأول للمخيم في فبراير 2002 يعلن نيته التوجه للمخيم للقتال والشهادة فيه، لم يكن يوما يذكر خيارات أخرى سوى الشهادة ».

عبد الفتاح وخلال حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » يروي تفاصيل رحلة أبيه وتمسكه بفكره الجهاد والشهادة، والتي كانت بالنسبة له أهم من عائلته وماله وحياته، وآخر أسبوعين كانت فترة خروجه من البيت واجتياح المخيم واستشهاده في آخر يوم من الاجتياح 11 من نيسان.

يقول:« الاجتياح المخيم كان متوقعا وخاصة بعد اجتياح نابلس ورام الله، وكان يردد لنا أنه في حال تم اجتياح المخيم سيذهب للقتال هناك، فكنا أنا ووالدتي نحاول أن نضغط عليه للعدول عن فكرته، كنت أقول له أنه في حال خرج سأترك البيت أيضا وأترك أشقائي الأصغر، ولن أتحمل مسؤولية البيت بعده ».

تهديد عبد الفتاح وضغط والدته على الشهيد بدير لم يلق نتيجة، فكان أن خرج دون أن يعلمهم بذلك، كما يقول عبد الفتاح:« قبل الاجتياح بيومين خرج من البيت ولم يبلغنا إلى أين سيذهب، ولم يودعنا ولم نعلم شيئا إلا بعد ساعات طويلة أتصلت أمي به فقال لها أنه في المخيم ».

وكان الشهيد رياض بدير وخلال فترة انتفاضة الأقصى قد أعد العدة كاملة للقتال، فكان أن باع بيتا له وسيارة لشراء السلاح اللازم لمقارعة الاحتلال الذي طارده طوال هذه الفترة وإصابته برجله، وكانت بندقيته التي أشتراها حينها أهم ما يملك ولا ترافق يده، فكانت رفيقته خلال رحلته وشهادته في المخيم.

وخلال فترة الاجتياح كاملة بقي عبد الفتاح على تواصل مع والده، يستذكر حاله الفرح الشديد التي كانت تتملك والده وكانت واضحه في صوته كلما أتصل به، وأكثر ما علق بذهنه من حديث والده هو الحالة التي كان فيها المخيم:« كلما استطعت الحديث معه كان يحدثني عن أجواء الوحدة التي يعيشها المقاتلين من كل الفصائل، كان يردد في كل أتصال » هنا لا يوجد حماس وفتح وجهاد كلنا واحد ونعمل سوية« .

بحسب عبد الفتاح كانت مشاركة والده في القتال في مخيم جنين »حلما وتحقق« كانت فرحته كبيرة ولم يمنعه تقدمه في العمر ولا إصاباته المتعددة على القتال حتى النهاية: » كان أبي لديه هدفا واحد وهو الشهادة بعد معركة مع الاحتلال كالتي حدثت في المخيم« .

وفي آخر أتصال بينهم، قبل انتهاء الاجتياح بيومين، ولم يكمل هاتفه بسبب التشويش على الأجهزة، وما عرفته العائلة بعد ذلك أنه في اليوم العاشر للاجتياح تم محاصرة المجموعة الأخيرة من المقاتلين وكان بينهم، وفي اليوم الثاني كانت الأخبار تنقل أن هذه المجموعة سلمت نفسها بعد تدخل المؤسسات الدولية،  وفُك الحصار عن المخيم.

يقول عبد الفتاح: » كنا نعتقد أنه من بين المعتقلين وبقينا لأكثر من 11 يوما ونحن نسأل المؤسسات الأسرى لنعرف في أي سجن هو دون جدوى، وفي 22 من نيسان تم الإعلان عن انتشال جثمانه من أنقاض أحد البيوت المجاورة للمكان الذي حوصر فيه« .

فيما بعد وصل للعائلة تفاصيل انسحاب الشهيد رياض من البيت الذي حوصرت فيه مجموعة المقاتلين التي تم اعتقالها: » حينما قررت المجموعة تسليم أنفسهم رفض القرار وهرب إلى البيت المجاور بالرغم من إصابته البالغة في رجله، رافضا فكرة الاعتقال ومصرا على القتال والشهادة".

وكان خلال المعارك التي دارت بين المقاتلين والاحتلال في المخيم أصيب الشهيد رياض بدير في فخده إصابة بالغة، إلا إن هذه الإصابة لم توقفه وبقي يقاتل معهم حتى النهاية.

كلمات دلالية