تقرير مصافحات تلفزيونية وتصريحات خادعة ...تشاؤم شعبي يتزامن مع حوارات الدوحة!

الساعة 05:50 م|05 ابريل 2016

فلسطين اليوم

تسببت التصريحات المتضاربة التي صدرت في الأيام القليلة الماضية حول محادثات المصالحة، في حالة من الاحباط في الشارع الفلسطيني، حيث أبدى المواطنون امتعاضهم من عدم وضوح ما يجري في هذه المباحثات.

و بعد انطلاق هذه الجولة الجديدة في « الدوحة » للمصالحة الفلسطينية، فقد سادت نزعة التشاؤم في أوساط المواطنين، حتى أن شريحة واسعة منهم أبدت عدم اكتراثها بما يجري هناك، بل ذهبت الى أكثر من ذلك، حيث اصبحت تتناول الموضوع بموجة من الانتقادات و السخرية، نظراً لفشل الحوارات السابقة في إحداث اختراق في المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، و لم تتجاوز حد المصافحات العلنية و التصريحات التي لا تغني و لا تسمن من جوع.

و قد رصدت مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية حالة الاحباط لدى الشباب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة الذي يمثل المنطقة الأكثر تأثراً سلبياً بسبب الانقسام من كافة النواحي، حيث يساهم استمرار الانقسام في معاناة مستمرة لأكثر من مليون و نصف في هذا القطاع جراء الحصار المفروض على القطاع بحراً و جواً و بحراً.

الطالبة الجامعية بقسم الصحافة و الاعلام بالجامعة الاسلامية، مريم عياد، 23 عاماً قالت « إنه لا يوجد حتى الآن شيئ واضح في مداولات الدوحة، مثلما كان يدور في اللقاءات السابقة بين الحركتين، فتح و حماس ».

و عبرت عن أملها في أن تنجح هذه اللقاءات في اتفاق مصالحة حقيقي، لا سيما و أن المصالحة هي مطلب رئيس لبقاء كل من الفصيلين المتخاصمين، و أن لكل منهما مصلحة في انهاء الانقسام، في ظل ازدياد معاناة المواطنين خصوصاً في قطاع غزة، و المواجهات اليومية مع الاحتلال في الضفة الغربية و القدس المحتلة.

و في السياق ذاته أشارت عياد الى أن هناك فرصة حقيقية لتنفيذ اتفاق مصالحة، لكنها عبرت عن تشاؤمها من امكانية تحقيق ذلك، لافتة الى أن الضغوطات و العقبات من قبل « اسرائيل » وامريكا كانت تعطل في كل مرة تنفيذ أي اتفاق بين فتح و حماس.

حالة الاحباط برزت أيضاً خلال الاحاديث التي يقوم بها بعض الشباب من فئات مختلفة في المجتمع الغزي فيما بينهم في هذه الأيام، حيث رصدت مراسلتنا بعضاً من أقوالهم التي بدوا فيها يأخذون موضوع المصالحة بشيئ من السخرية و التهكم نظراً لتجاربهم السابقة من جولات المباحثات السابقة.

الشاب وسام عطاونة، 24 عاماً في حديث بدت عليه لهجة التهكم و السخرية يقول متحدثاً لأحد رفاقه: « سيكون هناك  مصالحة ومطار ومينا و سيفتح معبر رفح، حتى ان الحكومة القادمة ستستوعب معظم الخريجين، حتى أن سعر اسطوانة الغاز سينخفض و ستحل أزمة الكهرباء، و سيتم تشغيل الاف العمال العاطلين ».

عطاونة أوضح لوكالة فلسطين اليوم الاخبارية أن الانقسام هو السبب الرئيسي في كل المصاعب و الشقاء الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة، مشيراً الى أن حوارات المصالحة السابقة أوجدت حالة من عدم الثقة لدى المواطن، و بالتالي أصبح لا يبالي بما يجري.

من ناحيته أكد الكاتب و المحلل السياسي، طلال عوكل بأن الحس الشعبي لا يخطئ الا نادراً، مشيراً الى أن الشعب الفلسطيني فقد الأمل بعد تعرضه لخيبات أمل متعددة.

و أشار عوكل في حديث لــ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية بأن المواطن بدأ يفقد الثقة بالتصريحات الايجابية حتى، لأن التجربة تقول ان هذه التصريحات تعكس حالة انقسام متواصلة، حيث أن كل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخر.

و قال:  « إن المجتمعين في الدوحة كالعادة في الجولات السابقة يخرجون و يقولون اتفقنا على أشياء و اختلفنا على أشياء، لكنه في النهاية لا يوجد أي تقدم ملموس على هذا الموضوع »، موضحاً بأن مخاوف و احباطات الشارع الفلسطيني مبررة و مبنية على تجارب سابقة.

و أكد بأن العوامل التي تفشل جهود المصالحة هي ذاتها، و اهمها هو تمسك كل طرف بموقفه، و أن أي طرف لم يقدم أي تنازلات حقيقية لاتمام ملف المصالحة.

و لفت عوكل الى أن المصالحة الفلسطينية مرتبطة بالدور المصري بالدرجة الأولى، و أن مصر هي ليست وسيط بل هي شريكة في ملف المصالحة، لذلك لن تحدث مصالحة في الدوحة و لا في تركيا أو أي مكان ما لم تكن مصر موجودة فيها.

يذكر بأن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، قال أمس « ان الحوارات بين حماس وفتح لا زالت مستمرة ولم تنته  بعد مبينا ان هنالك بعض القضايا العالقة التي ما زالت محط الخلافات بين الحركتين .

و حول موضوع دمج موظفي غزة قال: »إن الدمج سيكون حسب الحاجة".

القيادي بحركة حماس، د. صلاح البردويل رد على تصريحات محيسن بالقول: “هذا كلام غير صحيح، ولم نتفق عليه، نحن اتفقنا على أن يتم دمج جميع الموظفين دون استثناء، وما قاله يعبر عن وجهة نظره الشخصية”.

ودعا لتقليل التصريحات التي وصفها بـ “الموتورة” عن بعض قيادات فتح، مؤكدًا على ضرورة إيجاد إرادة سياسية حقيقية لإنجاز المصالحة، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية.