خبر قائد سرايا القدس ثابت مرداوي ... نجا من معركة مخيم جنين ب20 مؤبدا و40 عاما

الساعة 05:01 م|04 ابريل 2016

فلسطين اليوم

في آخر يوم من أيام الاجتياح الصهيوني على مخيم جنين أعتقل أحد أهم قادتها وأحد قادة سرايا القدس في الضفة الغربية ثابت مرداوي 40 عاما، والذي كان أعتقاله أو قتله أحد أهم الأهداف التي وضعها قادة الإحتلال لهذا الاجتياح.

لم يكن إعتقال ثابت أمراً عاديا، فكان من أهم المطلوبين، حتى أن جنود الإحتلال كانوا خلال الإجتياح ثبتوا صورته على الدبابات ليعرفه الجنود ويعتقلوه أو يقتلوه، وهو ما جعلهم يعتبرون هذا الإعتقال إنجازا كبيرا لهم.

وفي الذكرى 14 لمعركة جنين وذكرى إعتقاله، التقت وكالة فلسطين اليوم شقيق الأسير القائد مرداوي « محمد » في حديث عنه وعن أيام الإجتياح الذي خرج منها ثابت حيا « بعناية آلهية ».

يقول محمد:« ثابت رغم صغر سنه في حينها لم يكن شخصا عاديا، فقد  كان من أهم قادة سرايا القدس في الضفة، وعمل على مدار سنوات على بناء مجموعات مقاومة في المخيم وكل الضفة، وشكل أحد ركائز معركة  المخيم، فكان توقيعه على عشرات العمليات التي نفذتها سرايا القدس وكان هو العقل المدبر لها ».

وبحسب محمد فإن الاحتلال حاول اعقتال ثابت أكثر من مرة وبقي مطاردا لسنوات قبل الإجتياح، وخلال حصار المخيم اعتقد جنود الإحتلال أن اعتقاله سيكون سهلا  ولكنه لم يكن يعلم أن ثابت والقائد محمود طوالبه قد أعدوا العدة لمواجهته في قلب المخيم وتلقينه درسا، وبالفعل خاض القائدان معارك وبطولات لا يزال أهالي المخيم يتحدثون عنها حتى الآن.

ثابت صمد طوال 11 يوماً من عمر الإجتياح، رغم إصابته، وقبل ذلك أكثر من ثلاث عمليات اغتيال فشلت، والسبب كما يقول شقيقه، هو الإرادة القتالية والجهادية في نفس ثابت، و قادة المخيم فكان انتصار المخيم هو إنتصار الإرادة وليست الجغرافيا.

ويروي محمد أحد المواقف التي تحدث بها أهالي المخيم بعد الاجتياح عن ثابت، ففي بداية الإجتياح كانت سياسة الإحتلال التنقل من بيت لبيت، حينها اقترح ثابت على المقاومين استباق الجنود وبدأ بحفر المنازل والسيطرة عليها، وخلال الهدم تواجه ثابت مع الجنود وجها لوجه واستطاع الانسحاب بعد إصابته.

وفي حادثة أخرى قال محمد أن ثابت كان من قام بقتل أول ضابط صهيوني خلال اجتياح المخيم، فكان ورفاقه المقاتلين عندما رصدوا فرقة جنود من المشاة كانت أول من دخلت المخيم، فصوب نحوهم وقتل الضابط المسؤول عن الوحدة.

ونجا مرداوي من الموت المحقق أكثر من مرة ، ففي  إحدى المرات حوصر مع ستة من رفاقه في بيت في المخيم وتم قصف المخيم بأكثر من 20 صاروخ وكل منهم يعتقد أنه لن ينجو من هذه الصواريخ، أصيب خلالها ثابت بشظايا في ظهره إلا أنه ورفاقه نجوا من الموت، يقول محمد:« كانت هناك رعاية الله ترعاهم هم الذين صدقوا الله وأخلصوا بجهادهم ».

وعن يوم إعتقاله يقول محمد:« كان ذلك يوما لا ينسى في 11 نيسان يوم الخميس الساعة السادسة مساءا، حيث انتشر في المخيم نبأ اشتهاد القائد محمود طوالبة، واعتقدنا أن ثابت سيكون من ضمن الشهداء أيضا، وبعد ساعات من البحث والسؤال عرفنا أنه تم إعتقاله وهو مصاب إصابات خطيرة بخاصرته وكتفه وظهره ».

وخلال إعتقاله كان الجنود يتفاخرون، ويلتقطون الصور له وخلال التحقيق كان ضباط الإحتلال يتفاجئون بأن ثابت الذي يطادرونه منذ سنوات وكان على رأس قائمة إغتيالاتهم هو شاب فتي لم يتجاوز من العمر 26 عاما فقط.

تعرض ثابت خلال فترة التحقيق في سجن الجلمة من تحقيق قاسي، وكان ضباط التحقيق كمن ينتقم منه، وحكم بعدها بالسجن المؤبد 20 عاما و40 عاما، لوقوفه خلف قتل 20 صهيونيا خلال العمليات التي قام بالتخطيط لها.

وثابت، وهو من بلدة عرابة القريبة من مدينة جنين، لم يكن بطلا لأجتياح المخيم الكبير فقط، فقد قاوم في المخيم خلال إجتياحه الأول في والثاني، ورزق بأبنه الوحيد خلال وجوده في السجن.