بينما كانت تحفر بيدها الأرض لزراعة شجرة الزيتون باسم أبنها الشهيد، كانت والدة أياد سجدية من مخيم قلنديا شمال القدس تتمتم « يا رب تطلع يا رب تطلع »، والدة سجدية حملة شتله الزيتون وحفرت مكانها بيدها دون أن تسمح لأحد بمساعدتها عدى شقيقه عبد الحفيظ 4 سنوات الذي كان يرافقها.
ووالدة سجدية كانت ضمن عشرات أهالي الأسرى الذين حضروا فعالية زراعة أشجار زيتون باسماء أبناءهم شهداء إنتفاضة الأقصى الأخيرة، وأسرى ما قبل أوسلوا في السجون، والتي نظمتها لجان العمل الزراعي على أراضي منطقة سيدي شيبان المحاذية لمستوطنة بشغوت المقامة على أراضي المواطنين في جبل الطويل بمدينة البيرة.
تقول والدة سجدية لفلسطين اليوم:« أتمنى أن تكبر هذه الشجرة ويطول عمرها وتحمل أسم أيام دائما، فنحن هنا لنحي يوم الأرض التي استشهد أبنائنا من أجلها ».
وكان سجدية 21 عاما، استشهد في الأول من أذار الحالي بعد إطلاق النار عليه من قبل قناصة خلال أقتحام واسع لقوات الإحتلال لمخيم قلنديا في ذلك الحين، حيث أصيب برصاصة في رأسه أستشهد على الفور.
وفي حين حمل كل عائلة للشهداء أسماء أبنائهم وشجرة الزيتون المخصصة له، رفض والد الشهيدة أشرقت، طه قطناني أن يزرع لأبنته شجرة قبل أن يزرع للشهيد علاء الحشاش 14 عاما، من مخيمه عسكر شرقي نابلس، قال قطناني :« في البداية سأزرع للشهيد علاء الحشاش والشهيدة مرام حسونة والشهيد صلاح بسيم، والذين لم يتمكن ذويهم من حضور الفعالية ».وقال قطناني لفلسطين اليوم:« أبنتي سيزرع لها غيري ولكن هناك شهداء مغيبون ولعل هذه الأشجار بأسمائهم تسلط الضوء عليهم بما يستحقوا ».
والشهيد علاء الحشاش كان قد أستشهد بعد يوم فقط من أستشهاد أشرقت قطناني في 23 من نوفمبر الفائت، وفي نفس المكان الذي استشهدت فيه بالقرب من حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس، خلال محاولته طعن أحد الجنود هناك.
وقالت المنسقة الإعلامية للفعالية أغصان البرغوثي إن هذه الفعالية تأتي أحياءا ليوم الأرض في أرض مهدده بالمصادرة بالمامل لصالح مستوطنة جبل الطويل « بسغوت »، بأحياء أسماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل هذه الأرض والحفاظ عليها.
وتابعت البرغوثي لفلسطين اليوم:« الهدف من الفعالية هو زراعة أشجار زيتون بعدد شهداء الانتفاضة الحالية وعددهم 209 بالإضافة إلى ستة شهداء ارتقوا يوم الأرض عام 1976 وكذلك بأسماء ثلاثين أسيرا من الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم حتى الأن ».