أكد قائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي، اليوم الأربعاء، تأييده للحوار السياسي على صعيد القضايا الدولية و« لكن ليس مع الجميع »، منتقداً بشدة الرؤية المبنية على أن عالم الغد هو عالم الحوار وليس الصواريخ، قائلا « إن عصرنا هذا هو عصر كل شيء، والا فسيتم هضم حقوق الشعوب بسهولة ».
ورأى القائد الخامنئي أن عرض الصواريخ المتطورة والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية « يثلج قلوب الشعوب المضطهدة من قبل اميركا والكيان الصهيوني والتي لا تستطيع القيام بأي شيء حيال ذلك »، مضيفاً أن « العدو يقوم بتعزيز قدراته العسكرية والصاروخية بشكل مستمر، فكيف نقول في مثل هذه الظروف ان العصر الحاضر ليس عصر الصواريخ؟! ».
وخلال استقباله مجموعة من منشدي مدائح ومراثي اهل البيت ، أشار القائد الى أن مثل هذه التصريحات تشبه الى حد ما تصريحات بعض أعضاء الحكومة المؤقتة إبان الثورة الاسلامية، « حيث كانوا يقولون بضرورة اعادة طائرات الـ أف 14 الى أميركا لأننا لسنا بحاجة اليها »، مضيفا « لقد صمدنا في ذلك الوقت وكشفنا المستور، وبعد فترة حين هاجم صدام ايران تبين مدى حاجتنا لهذه الوسائل الدفاعية ».
من جهة ثانية، أعلن القائد الخامنئي تأييده « الحوار السياسي على مستوى القضايا الدولية ولكن ليس مع الجميع، فاليوم هو عهد الصواريخ وكذلك الحوار »، مشيراً الى أن « استغلال الأعداء لكافة الأدوات من أجل عرقلة الشعب الايراني والنظام الاسلامي ».
كما أكد السيد الخامنئي على ضرورة « استثمار كافة الأدوات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية لتعزيز مكانة ايران »، لأن « الاستكبار ومن خلال استغلال كافة آلياته السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية يسعى للنيل من الجمهورية الإسلامية والشعب الايراني، وهذه حقيقة لا يجب الغفلة عنها ».
وتساءل القائد الخامنئي « في مثل هذا العهد حيث يسود قانون الغاب، إن اعتمدت ايران فقط على الحوار والتبادل الاقتصادي وحتى حصول العلم والتقنية وغفلت عن تعزيز قدراتها الدفاعية، الن تفتح المجال امام أي دولة لتوجيه التهديدات اليها؟ ». وأكد القائد الخامنئي أن « النظام الاسلامي المنتخب من قبل الشعب تحول اليوم من غرسة في بداية الثورة الى شجرة عملاقة ومزدهرة، وهذه الحقيقة تكشف عن مدى موهبة النمو الكامنة في طبيعة النظام الاسلامي ».