لم يعد قطاع غزة بحاجة لشراء مجسمات تعليمية من الخارج، فمجسمات الكرة الأرضية والذرات الفيزيائية والأدوات المساعدة في مختبرات المدارس أو المجسمات الطبية يتم صناعتها بأيدٍ فلسطينية غزية وأدوات محليةٍ بشكل تقنيٍ جميل.
فعلى مدار سنوات عدة حاول الشاب محمد أبو مطر برفقة زملائه من إنتاج « طابعة ثلاثية الأبعاد » للمساهمة في توفير الأجزاء الميكانيكية الخاصة في المجال التعليمي والطبي، حيث فشل في صناعتها على مدار سنوات عدة ورغم ذلك لم يفقد الشاب أبو مطر عزيمته وحاول مجدداً حتى تمكن من إنتاج أول طابعة في قطاع غزة.
وتعتبر « طابعة ثلاثية الأبعاد » أحد أشكال تكنولوجيا التصنيع , حيث يتم تكوين جسم ثلاثي الأبعاد بوضع طبقات رقيقة متتالية من مادة ما فوق بعضها البعض، وتتيح الطابعة للمطورين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب، كما يمكن صناعة أجزاء من مواد مختلفة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة ثم تركيبها مع بعضها البعض، كما أنها تنتج نماذج تشابه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج.
وتكمن أهمية الطابعة بأنها أول تجربة ناجحة لها في قطاع غزة وبأدوات متوفرة محلية، حيث قال الشاب أبو مطر في العشرينات من العمر: « أنهيت دراستي الجامعية في مجال »الاتصالات والإلكترونيات« وحاولت برفقة زملائي أن أقدم شيء لمجتمعي الفلسطيني حتى جاءت الفكرة بضرورة إنتاج »طابعة ثلاثية الأبعاد« لإضفاء طابع التميز والإبداع الذي يتمتع به الشاب الفلسطيني في عمل الأجزاء الميكانيكية الخاصة بالمجسمات سواء التعليمية أو الطبية ».
وأضاف أبو مطر لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: « الفكرة تقوم على إنتاج طابعة تُنتج لنا ما نرسمه من نماذج ثلاثية الأبعاد على جهاز الحاسوب بكافة المقاييس وهي ذات شكل وظيفي محدد ».
وتابع قوله: « ساعدني في إنتاجها زملائي في فريق العمل ونموذج لطابعة على الانترنت منتشرة عالمياً وهي من تصميم شركة (Rebrab) وتم توفير الأدوات اللازمة والمتوفرة في القطاع ».
وبين أن الأجزاء الميكانيكية التي يتم صناعتها من الطابعة عبارة عن بلاستيك مقوى لا يؤثر في البيئة، قائلاً: « طابعة ثلاثية الأبعاد صديقة للبيئة ».
وأشار إلى أنه منذ نجاح التجربة عرضنا الفكرة على مختصين حيث تم احتضان المشروع من فريق مبادرون الذي وظف الطابعة في مجالات أكثر أهمية في المجال التعليمي والطبي.
ولفت إلى أن الطابعة التي تم إنتاجها تستطيع أن تنتج أجزاء ميكانيكية لمجسمات تعليمية وطبية ونماذج صناعية في المجوهرات والأزياء، وأدوات مساعدة في مختبرات المدارس وصنع نماذج لوسائل تعليمية وغيرها الكثير.
وعن مشاريعه المستقبلية برفقة فريق عمله قال: « هناك الكثير من المشاريع التي سنسعى لإنتاجها منها مشاريع بيئية وزراعية ».
من جهته أشاد نادر عبد النبي من مشروع مبادرون في الجامعة الإسلامية، بتصنيع الشاب أبو مطر « طابعة ثلاثية الأبعاد » مؤكداً أن الطابعة سيكون لها مستقبل باهر في القطاع خاصة وأن لها الكثير من التطبيقات والمميزات".