خبر منذ 16 عاماً..حدث هام في حياة « الحروب » جعلها « أفضل معلم في العالم »

الساعة 08:53 ص|28 مارس 2016

فلسطين اليوم

من تجربتها الشخصية ولحل مشكلة تعرض لها أبناؤها عجز مدرسينهم عن التعامل معها في ذلك الحين، طورت المعلمة حنان الحروب من مخيم الدهيشة ببيت لحم، أسلوبها الخاص في التعامل مع الأطفال والتعليم من خلال اللعب، وبعد عملها في سلك التربية والتعليم طبقت هذا النظام على طلابها.

وفي حديث مع المعلمة الحروب (43عاما) والتي استطاعت بهذا الأسلوب وما تيسر لها من أدوات أن تصل لتكون المعلمة الأفضل على مستوى العالم، شرحت الحروب تجربتها والمعوقات التي واجهتها لتقنع المحيط بها من إدارة للمدارس وأولياء الأمور لهذه التجربة.

تقول الحروب خلال حديث خاص ل« فلسطين اليوم »:« نحن عانينا كأسرة من تجربة عنف وقع علينا  من قبل الإحتلال الإسرائيلي،  ففي بداية الإنتفاضة الثانية 2000، تعرض أبنائي الثلاثة ووالدهم لإطلاق نار بإتجاه سيارتهم من قبل جنود الإحتلال، في حينها شاهدوا الجنود يطلقون النار عليهم وهم يضحكون ».

أبناء الحروب الثلاثة، كانت ردة فعلهم قوية جدا، انعزلوا عن محيطهم وتغير سلوكهم نتيحه الخوف الدائم إلى جانب تراجع كبير في تحصيلهم الدراسي، وعندما حاولت الحروب حل المشكلة مع مدرسيهم اصطدمت بعدم قدرة هؤلاء المدرسين على التعامل مع حالتهم، بسبب عدم التدريب، فما كان منها إلا بدأت بنظامها التعليمي عن طريق الألعاب لتخرج أطفالها من هذه الصدمة.

 

الحروب في حينها كانت في عامها الأول في الجامعة، ولم تكن قد تخصصت بعد، وهو ما حفزها لدراسة « التربية الإبتدائية » لتعميق هذه التجربة أكاديميا، وبعد تخرجها في العام 2005 وحصولها على أول وظيفة « معلمة بديلة في العام 2007.

وخلال هذه السنوات طورت الحروب نظامها التعليمي، تقول عن بداية عملها في مدرسة طلاب للذكور في المرحلة الأساسية حيث كان الصف الذي يضم 38 طالبا، وكيف عانت من عدم القدرة على ضبط الأطفال في البداية، فكل منهم لديه قصة من العنف المحيط به بسبب الإحتلال.

وعن المعوقات التي واجهتها الحروب في بداية عملها، قالت الحروب هو عدم تقبل هذا الأسلوب، وتابعت: » من أكبر الصعوبات التي واجهتها هو عدم تقبل المدرسين والمدراء والأهم أولياء الأمور لهذا الأسلوب، فكان السؤال الدائم هل هذا تعلم أم لعب« .

كانت الحروب تضطر لتحمل هذه المعوقات حتى تظهر أثار أسلوبها على الطفل الذي يتغير سلوكه بالكامل ويلاحظ ولي الأمر هذا التغير، وبالتدريج أصبح من المعروف أن طلاب صف »حنان« مختلفين ». ويقوم نظام الحروب على دمج الألعاب بأسلوب التعليم، فالمنهاج واحد ولكن مع إدخال الألعاب في أي جزء ممكن بالمنهاج.

وهذه الألعاب كانت حنان تقوم بصناعتها في بعض الأحيان بنفسها لقله الأمكانيات المادية، ومن خلال إعادة تدوير كراتين البيض أو الدمى والملابس القديمة.

 

في ذلك الحين كانت الحروب انتقلت للعيش في مدينة رام الله من مدينتها الأم بيت لحم، وكانت تصور ما تقوم به بالصف وتنشره عبر وسائل التواصل الإجتماعي وهو ما أثار أعجاب التربية والتعليم بالمحافظة ونالت عليه التشجيع الكبير.

شيئا فشيئا انتشرت الفكرة من خلال زيارات للمدرسين لصف حنان لتعلم نظامها التدريسي، والذي يتميز بكونه منهاج متكامل بين السلوكيات والتحصيل الدراسي من خلال دراسة الألعاب التي تقوم بها بشكل شامل لتقديم ما يتناسب مع كل الطلبة بكافة مستوياتهم العالية والمتدنية و المتوسطة.

وعن الجائزة فوزها بالجائزة وخاصة مع التنافس الشديد الذي كان في المرحلة الأخيرة « مرحلة العشر معلمين، تقول الحروب: » المميز إن الإبداع كان وسط ظروف صعبه جدا، فنحن نتعرض لشتى أنواع المعوقات سواء من الإحتلال وعدم وجود إمكانيات مادية في المدارس ومع ذلك كان هناك قدرة على تطوير منهجية عالمية يمكن تطبيقها في كل مدارس العالم".

وفازت الحروب في 13 من آذار/مارس الجاري بجائزة أفضل معلم في العالم التي تنظمها مؤسسة جيمس فاركي العالمية، وقيمتها مليون دولار، من بين ثمانية آلاف معلم حول العالم.

 

 

 

كلمات دلالية