خبر « مجد عويضة ».. انجاز لـ« الشاباك » أم وهم في ظل الهزائم..؟!

الساعة 09:58 ص|24 مارس 2016

فلسطين اليوم

ليست المرة الأولى، التي تعلن فيها « إسرائيل » عن اعتقالها فلسطينيين تتهمهم بتمكنهم من اختراق أجهزة أمنية، فتحاول تسويق انجازاتها الوهمية على جمهورها، بعد فشلها في إخماد « انتفاضة القدس »، وكان آخر المعتقلين الشاب « مجد جواد محمد عويضة »، والذي تتهمه حكومة الاحتلال بتمكنه من اختراق نظام الطائرات بدون طيار التابع لقوات الاحتلال.

عويضة يبلغ من العمر (23 عاماً) من سكان حي الرمال في مدينة غزة، ويعمل مديرًا لنادي المواهب الفلسطينية (TALENT)، والذي شارك بفريق فلسطيني فيما سبق وأحدث ضجة عالمية بموهبة الأطفال المشاركين في البرنامج.

فقد خرجت « إسرائيل » بالأمس لتعلن أن جهاز المخابرات « الشاباك » تمكن يوم 23 فبراير الماضي من اعتقال مهندس برمجيات فلسطيني ومختص في تنظيم الهجمات على أجهزة الحاسوب « هكر » استطاع اختراق نظام طائرات الاستطلاع بدون طيار التابعة لسلاح الجو الصهيوني، أثناء مغادرة قطاع غزة للمشاركة في برامج « مواهب فلسطينية ».

هذا الإعلان كان صادماً للفلسطينيين خاصةً التهم الموجهة للشاب عويضة، والذي شاهده الملايين أمام شاشات التلفاز وكان مديراً للمواهب التي شاركت في برنامج عربي شهير، فوضع العديد من التساؤلات المستهجنة حول أهداف « إسرائيل » من تدبير التهم والتي لا تهدف سوى لتسويق الوهم على « الإسرائيليين ».

تهم باطلة

شقيقه أمجد أوضح في تصريحٍ لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أنه كان يرافق « مجد » خلال خروجه من قطاع غزة متوجهاً للضفة المحتلة، للمناقشة في تحضير برنامج تلفزيوني، لكن قوات الاحتلال اعتقلت مجد في 23/2/2016، وتركت الباقين.

ويشير أمجد إلى أن عائلته تلقت نبأ التهم التي وجهت لشقيقه « مجد » بالصدمة، نافياً هذه التهم مؤكداً: هذه التهم باطلة، ولا علاقة بأخي « مجد » بها بأي شكل من الأشكال، وليس له أي علاقة بالتنظيمات، أو الاختراقات، على الرغم من قدراته العقلية وذكائه المعروف به.

واعتبر أمجد هذه التهم محاولة من « إسرائيل » لإظهار انجاز تتحدث به أمام « الإسرائيليين ».

وأضاف أمجد، أن الاحتلال مدد التحقيق مع شقيقه لثلاثة مرات، فيما منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمحامين من زيارته، حيث يرد الصليب بأنه لا يمكن زيارته خلال فترة التحقيق، مشيراً إلى وجود تكتم على القضية من قبل « الإسرائيليين » ويمنعون أحداً من زيارته.

انزلاق لسان المقاومة

عبد الرحمن شهاب مدير مركز أطلس للدراسات « الإسرائيلية »، يرى أن الشاباك يريد أن يقدم انجازاً ضد الفلسطينيين ويتوقع أن يكون هناك قدرات وابداعات لدى المقاومة الفلسطينية، وبكشفه عن هذا الشاب يحاول تحريك بعض العاملين في هذا المجال من المقاومة الفلسطينية، بأن يكشفوا عن إمكانياتهم وإن كان بعض التصريحات من المتحدثين باسم المقاومة والأذرع العسكرية.

وأضاف شهاب في تصريحٍ لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن هذا الإعلان يأتي في إطار ملاحقة الشاباك للفلسطينيين في إطار الحرب الالكترونية، فهو يظن أن الفلسطينيين يتقدمون بمسافات ولديهم تحدي حقيقي في الحرب الالكترونية، وهي تحاول محاربة ذلك، وهو مايفسر طلب « إسرائيل » من أمريكا خلال اللقاء الأخير مساعدتها في الحرب الالكترونية رغم تقدم الأولى وقدراتها في هذا المجال.

وحسب شهاب، فإذا كان هذا الشاب فعلاً يعمل في أجهزة المقاومة كما تتهمه « إسرائيل » لما خاطرت به « حركة الجهاد الإسلامي » وخرج من قطاع غزة، وهو ما ينفي
أنه يعمل بشكل مباشر ومجند حقيقي.

ورأى شهاب أن ابداعات الشاب وموهبته، قد ترى « إسرائيل » أنها لو استمرت فإنه قد وضع قدمه على سلم الكشف عن القدرات التي تخشى « إسرائيل » اكتشافها، وأن تقفه أيدي رجال المقاومة بغزة، فأراد اعتقاله وتغييبه لسنوات حتى ينسى العديد من مواهبه.

وأشار، إلى أن الفلسطينيين العاملين في هذا المجال يدركون ما يمكن أن يصل إليه هذا الشاب، وأنها محاولة لجر لسان العاملين في هذا المجال، وأن تنزلق ألسنتهم وتكشف بعض ما وصلت له الفصائل من ابداعات والتي تريد « إسرائيل » أن تطلع عليها.   

الميزان: عويضة تعرض للتعذيب

من جانبه استنكر مركز الميزان لحقوق الأنسان استمرار اعتقال مجد جواد عويضة واستمرار قرار منع النشر الصادر بتاريخ 8/3/2016 بخصوص اعتقاله، مما حال دون حصول ذويه ومركز الميزان على أي معلومات حول ظروف وأسباب اعتقاله ومجريات التحقيق معه، معبراً عن خشيته من أن يكون عويضة تعرض للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية والمهينة.

وتابع محامو مركز الميزان لحقوق الإنسان قضية اعتقال عويضة منذ اللحظات الأول غير أن محامي المركز منع من زيارة المعتقل لمدة (19 يوما) متواصلة .

 وقال الميزان أنه يخشى أن يكون عويضة تعرض للتعذيب الجسدي و/أو النفسي، خلال هذه الفترة وأن اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب، ولاسيما بأن سلطات الاحتلال أبلغت محامي مركز الميزان بأن عويضة سوف تصدر بحقه لائحة اتهام بتاريخ 24/3/2016.

واستنكر الميزان استمرار وتصاعد الاعتقالات التعسفية وممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة. كما استنكر استمرار استغلال المعابر كمصيدة للإيقاع بالفلسطينيين في ظل استمرار الحصار والإغلاق المشدد المفروض على قطاع غزة، والذي يحرم سكانه من أبسط حقوقهم الإنسانية وفي مقدمتها الحق في حرية التنقل والحركة. وأكد على ان محاكم قوات الاحتلال تفتقر لأبسط معايير المحاكمة العادلة (..) مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المعتقلين الفلسطينيين.