خبر ثلاثة تكفي يا وزارة التعليم! ..بقلم: عماد زقوت

الساعة 08:26 ص|24 مارس 2016

تجد تلميذ الصف الأول الابتدائي محملًا بحقيبة فيها سبعة كتب مدرسية، ومعها ما لا يقل عن سبعة دفاتر، وكأنه ذاهب إلى جامعة للدراسات العليا، سؤالي موجه للذين وضعوا هذا المنهاج: "هل درستم مدى تأثير هذا على صحة التلميذ المسكين الذي لم يتجاوز عمره الستة أعوام؟

هل درستم أن مثل هكذا منهاج يغرق ذلك التلميذ في علوم لا قبل له بها؟

 وأن قدراته العقلية لا يمكن أن تستوعب كل هذا الحشو في عقله الصغير؟

والأهم من هذا، لماذا هذا التشتيت في المنهاج؟

ولماذا هذا العبء القهري على الأهل، خاصة الأم التي لم يعد وقتها ولا مجهودها يكفيان الاستمرار في تدريس أبنائها في ظل مهامها المتعددة كربة منزل، فما بالكم بامرأة عاملة؟

 لماذا هذه الشدة؟ ألم يكن بوسع من وضع المنهاج أن يتدرج في تعليم أبنائنا؟

أليس التدرج من سنن الحياة؟

فالتلميذ يحمل على ظهره أعباء سبع مواد تدريسية في الصف الأول الابتدائي، ومع وصوله الصف الثالث تصل المواد إلى تسع! فلماذا لا تكن المواد التعليمية محصورة بعدد مدروس جيدًا، ليقتصر التدريس في المراحل الأولى على المناهج الأساسية، كاللغة العربية، والرياضيات، وكتاب ثالث يشتمل على معلومات عامة، حتى تكون له القدرة على مواصلة التعلم بروية وتدرج.

لماذا لا يتم تمكين الطالب -أو الطفل كي أكون أكثر دقة- من القراءة والكتابة، والمقدرة على إجراء عمليات حسابية بسيطة، كالجمع والطرح والضرب، هذا سيساعده -في رأيي المتواضع- على أن يصل للصف الثاني، وقد تأسس جيدًا، ومن ثم التعمق أكثر، حتى يصل لدرجة معقولة من الفهم والحفظ، تساعده على الاستمرارية بخطوات واثقة، وتلبي رغبة المعلمين في التعليم، وتعطي مساحة فيها شيء من الاريحية للعائلة، في متابعة أبنائهم ومراجعة دروسهم في البيت.

أناشد وزارة التربية والتعليم، ضرورة مراجعة المنهاج الفلسطيني، وتقنينه بما يتناسب وقدرات التلاميذ، ومراعاة للبيئة التي نعيش فيها من أوضاع سياسية واقتصادية غير مستقرة، ومراعاة أيضًا للظروف النفسية للتلاميذ، بسبب الاحتلال، لكم أن تتخيلوا أن تلميذ الصف الأول الابتدائي لهذا العام 2015 -2016 قد عايش حربين متتاليتين، فهل يحتمل هؤلاء عبئًا دراسيًا ثقيلًا كهذا، في ظل أن بعض الأطفال، لم تعمر بيوتهم بعد، وفي ظل انقطاع الكهرباء المستمر ، هذا في غزة، أما الضفة، فحدث ولا حرج، فالحواجز الإسرائيلية، والجدار والاستيطان، والمستوطنين، وكل هذا، أنتم تعلمونها يا وازرة التربية والتعليم، ففي النهاية، لستم غريبين عن هذا الوطن الذي يعاني الويلات نرجوكم أن تراعوا هذه الظروف، وتدرسوا الأمر جيدًا مراعاة لأبناء شعبنا، حتى تصلوا إلى منهاج سهل ممتنع، يناسب الظروف التي نحياها، فمن غير المقبول أن نقارن منهاج دولة مستقرة بأخرى غير مستقرة، تكثر فيها الاضطرابات. إن رسالة التعليم الأساسية، هي الأمانة، وأبناؤنا أمانة في أعناقكم، فخففوا الحمل عنهم وعنا، خفف الله عنكم !