تقرير 400 غزي فـي البحر.. « الاتصـال مفقـود »

الساعة 08:35 م|23 مارس 2016

فلسطين اليوم

على ما يبدو أنها ستكون ذكرى سنوية مؤلمة (6/9)، اعتاد عليها أهالي المفقودين في عرض البحر، والبالغ عددهم 400 مفقود أغلبهم من سكان القطاع، بالرغم من المناشدات والاستغاثات بالرئيس محمود عباس والصليب الأحمر الدولي والأنروا، والتي طالبت بمعرفة مصير أبناءهم إن كانوا أحياءً أو غرقى، إلا ان الجهات المسئولة لم تعلن حتى الآن عن مصير المفقودين.

الاتصال مفقود

حالُ عبد الحليم قديح، كـحال الكثير من أهالي المفقودين، لكنه لم يعرف للاستسلام طريقاً، مستنفذاً كل السبل لعله يجده أو يسمع عنه، لكن دون جدوى.

« الاتصال مفقود منذ أن ركب بالسفينة التى أبحرت من الإسكندرية »، هكذا بدأ والد المفقود ، بالحديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » عن ابنه « حمادة » خريج الجامعة الإسلامية، البالغ من العمر (26 عاماً).

يقول قديح :« بعد تدمير بيتنا في الحرب الأخيرة (2014) على غزة، وازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءا، بدأ حمادة بالتفكير في الهجرة للخارج، كغيره من الشباب الغزي، أملاً في حياة وعمل أفضل، مسخراً كل ماله للهجرة خارج القطاع.

وأشار قديح، إلى أنه »لم يبقى باباً إلا وطرقناه« ، وقمنا بالاعتصام أمام الصليب الأحمر ومجلس الوزراء، ولكننا لم نتلقى أي رد بما يتعلق بحياة أو موت أبناءنا، مطالباً عبر وكالة »فلسطين اليوم« الجهات المعنية والمختصة بكشف مصيرهم.

ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية آنذاك، أعلنت بعد غرق السفينة، أن قرابة 400 شخص، بينهم عشرات الفلسطينيين، من الساعين إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أنهم في عداد المفقودين، بعد قيام المهربين بإغراق السفينة التي كانت تقلهم، الأمر الذي يشكل »الحادث الأخطر« خلال السنوات الماضية، وسط تأكيدات بتورط مهربين مصريين في إغراقهم عمدًا.

وفي إطار البحث عن حمادة، أكمل قديح قوله: »سافر أخيه الذي يسكن في ألمانيا إلى إيطاليا، ليحاول أن يعرف شيئاً أو تفسيراً من السلطات الإيطالية، لكنه فشل في ذلك.«

جهود ووعود

ويضيف والد المفقود حمادة متفائلاً، » لدي أمل بأن ابنى حي يرزق، فقد أكد لنا بعض الشبان الناجين من حادثة الغرق والذين أُطلق سراحهم من داخل السجون ،أنهم شاهدوا آخرين ممن كانوا على نفس السفينة.

وفي وقت سابق، وعد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر « بيتر ماورير » أهالي المفقودين ببذل مزيد من الجهود من أجل معرفة مصير أبنائهم في أقرب وقت ممكن«

وأكد قديح، في تواصله مع المهرب( الشخص المنسق للسفر) أن حمادة قد ركب السفينة بسلام، وانطلق في رحلته إلى إيطاليا، مبدياً حزنه أنه لم يسمع أي خبر يتعلق بابنه.

بارقة أمل

هذا وعثرت عائلة المفقود منذ سبتمبر 2014، »صدام البيوك" من محافظة خان يونس جنوب القطاع على اسمه في كشوفات سجن (الحضرة) بمدينة الاسكندرية، من دون أن تتمكن من مقابلته، بعد محاولات بالبحث عنه في السجون المصرية، حسب مصادر محلية.

ويبقى مصير المفقودين لغز يولد أحلاما لذويهم، ليحاكي الأيام والساعات والدقائق، علها تفصح عن غياهب المجهول الذي مضوا فيه ، لتشفي غليل أهلهم إما بالموت أو الحياة.