حوار محافظ القدس الحسيني: مشاريع عدة قدمت للعرب لدعم المقدسيين ولم تجد آذاناً صاغية

الساعة 04:36 م|23 مارس 2016

فلسطين اليوم

محافظ القدس عدنان الحسيني:

مس المقدس من قبل الاحتلال الشرارة التي أدى لاندلاع الانتفاضة

مستشارو حكومة الاحتلال الأمنيين لديهم درجة عالية من الغباء

المقدسيون باقون في أرضهم مهما كبرت المؤامرة عليهم

مشاريع قدمت للعرب لدعم المقدسيين ولم تجد آذاناً صاغية

 

لأنها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ، وجوهر الصراع الفلسطيني « الإسرائيلي »، ولأنها الشرارة التي انطلقت منها الانتفاضة الثالثة ومن أجل مقدساتها، وما صاحبها من رد فعل « إسرائيلي » عنيف لا يرتقي لمستوى الحدث، من الإعدامات الميدانية والتهجير القسري والاغلاقات وغيرها، كان لنا هذا الحوار مع محافظ مدينة القدس المحتلة، عدنان الحسيني.

وأوضح الحسيني أن الوضع في مدينة القدس المحتلة شهدت تغيرات منذ فترة طويلة من قبل الاحتلال « الإسرائيلي »، إلى أن مست تلك التغيرات المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب التصرفات والاجراءت القمعية بحق المقدسيين من خلال قمع التجار وفرض الضرائب الباهظة والتضييقات من مصادرة البيوت ومحاولة تغيير المناهج الدراسية ، الأمر الذي أدى إلى خنق المقدسيين، إلى أن جاءت الاعتداء الأخيرة على المسجد الأقصى ليهب المقدسيين في وجه الاحتلال رافضين لسياساته القمعية.

وعن الإجراءات التي اتخذها الاحتلال بعد اندلاع انتفاضة القدس، أوضح المحافظ الحسيني، أن ردود الفعل « الإسرائيلية » على غضب المقدسيين جاءت جنونية وعنيفة وأكبر من اللازم، وشهدت عمليات قتل جماعي وإعدام بدم بارد بشكل متعمد من قبل الشرطة « الإسرائيلية »، رغم إمكانهم الابتعاد عن ذلك. إضافة إلى الاستهتار بأرواح الفلسطينيين المقدسيين.

واوضح أن الاحتلال بإجراءاته التعسفية والاجرامية ضد المقدسيين يعتقد أنه سينجح في قمعهم، لكنه لا يدري أن إجراءاته تؤدي إلى تصاعد الأوضاع رداً على جرائمهم.

وعن تصويت الكنيست على قانون إبعاد أهالي منفذي العمليات من أماكن سكناهم، أكد المحافظ الحسيني، أن هذا القرار غير قانوني، وهي سياسي فيه كثير من الظلم لأهالي الشهداء، لأن أي شخص يقوم بتنفيذ عملية لا يشاور فيها أحداً سواء من أقاربه أو أهله أو أي أحد آخر، لذلك العقاب الجماعي مرفوض جملاً وتفصيلاً في كل العالم، مضيفاً أن الأصل هو محاسبة الشخص على عمله. لافتاً إلى أن هذا القانون من شأنه أن يشجع بقية أفراد الأسرة التي ستتضرر وسيتم إبعادها إلى القيام برد فعل على الاحتلال « الإسرائيلي ». مؤكداً أن هؤلاء المستشارين الأمنيين « الإسرائيليين » لديهم درجة عالية من الغباء.

وعن المخاطر التي تتهدد المدينة وسكانها، أكد على أن المقدسيين أهم شيء أنهم صامدون ويعون جيداً قضيتهم والمخاطر التي تهددهم ويعملون على مواجهتها بكل السبل وفي كل المواقع. وأوضح أن السياسية « الإسرائيلية » واضحة تجاه القدس وأهلها وقائمة على انتهاك القانون والمعايير الإنسانية، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفعل ما يشاء لانه يعلم يقيناً أنه لا يساءل من أحد، وهو ما يشكل قلقاً كبيراً للمقدسيين في حال عدم تشكيل قوة لمواجهة الإحتلال.

وقال:« إن المطلوب للمقدسي هو توفير مقومات الحياة الأساسية من حيث العمل والتعليم والعلاج لكي يساعده على الصمود والتحدي، مضيفاً أنه لا يوجد حل لمشكلة القدس والمقدسيين إلا بانتهاء الاحتلال.

ولفت إلى أن مشاريع كبيرة قدمت لدول عربية وإسلامية ودولية من أجل تمكين المقدسيين في أرضهم ، لكن بكل أسف لم تجد تلك المشاريع آذاناً صاغية من أحد. وأشار إلى أن الحكومة الفلسطينية والسلطة، يمكنها تقديم بعض الشيء لكن لا يمكنها تقديم كل شيء، أمام الإمكانيات الهائلة التي يتم توفيرها لليهود، ودعم عملية تهويد المدينة.

وشدد على أن المقدسيين بحاجة ماسة إلى الدعم العربي والإسلامي وأحرار العالم للوقوف في وجه مخططات الاحتلال »الإسرائيلي" للمدينة.

وبشأن تصريحات مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون التي وعدت في حال فوزها بنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، رأى محافظ مدينة القدس عدنان الحسيني، أن هذا الوعد يتكرر في كل دعاية انتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أنه لا توجد دولة في العالم تعترف حتى الآن بالقدس عاصمة لإسرائيل بما فيها أمريكا، لأن هذه القضية مفصلية وكبيرة وتمثل قضية توازن في المنطقة. مشيراً إلى أن عدم التعامل بتوازن في المنطقة ستكون له تبعات خطيرة جداً.

وأكد الحسيني على أن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل وخاصة قلبها القدس لن يكون هدوء وسلام في القدس، وأن كل ما يحصل من تفكيك للمنطقة سيطال المحيط في كل مكان.

وشدد، على أنه ورغم الظروف العصيبة التي يواجهها المقدسيين إلا أنهم باقون ولا يمكن أن يتركوها مهما حدث.

وطالب العالم بإيجاد الوسيلة الملائمة للجم هذه الدولة المستعمرة التي لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وتريد أن تفتته وتجعله مشتت في بقاع الأرض.

كلمات دلالية