حماية المستهلك: ضبطنا عدداً من الباعة وحولناهم للنيابة

بالصور خطيرة على الصحة.. « أسماك » مثلجة تباع على أنها طازجة في غزة!

الساعة 10:09 ص|22 مارس 2016

فلسطين اليوم

« غشنا ابن الـ.. » تلك الجملة انطلقت مدوية على لسان المواطن (أبو علاء) من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، لدى وقوعه في « فخ » أحد بائعي الأسماك في غزة، والذي استدرجه بحلاوة لسانه لشراء السمك عن مركبته « التوكتوك » على أساس أنه سمك « طازج » و« صيد اليوم » غير أنه تفاجأ عند قليه أنه سمك مجمد أزيل الثلج عنه.

الحادثة السابقة لم تكن الأولى في قطاع غزة، بل أن مواطنين كُثر اشتكوا من أن عدداً من بائعي الأسماك يبيعون المثلج منه على أساس أنه طازج بعد إجراء تغيرات لغش عيون المشترين كإزالة الثلج عنه، وإضافة كميات من رمال البحر عليه وبيعه بسعر الطازج؛ لإقناعهم بجودة السمك وأن « كل شيء سعره معه ».

المواطن أبو سامي (45 عاماً) اشتري 4 كيلوات من السمك من أمام إحدى المساجد في مدينة غزة على أساس أنها طازجة، غير انه تفاجأ عند تحضيرها أنه متهالك من ناحية البنية، ويذوب في المقلاة، وان رائحته الكريهة تنبعث منه، والتي توحي أن السمك فاسد.

ويقول أبو سامي لـ« فلسطين اليوم »: أغراني المنظر الخارجي للسمك وسعره، لكن تبين لي فيما بعد ان البائع غشاش، وانه معروف ومعهود عليه بيع المثلج عن انه طازج، مضيفاً « يجب حماية المشتري من الغشاشين لاسيما ان الغش في الأسماك يطال الصحة والمال ».

مواطنون: وقعنا في فخ الغشاشين

وأشار أبو سامي إلى أن غش السمك يكون مع إصرار وترصد البائع بالمشترين، داعياً لتعزيز الرقابة على الأغذية وتشديد العقوبات بحق الـ« الغشاشين ».

تاجر الأسماك واللحوم المجمدة في أحد الأسواق الشعبية غرب مدينة غزة « أبو حسن » يوضح أن بعض التجار يستوردون كميات من السردين المجمد، ويبيعونه لأصحاب العربات المتجولة وأصحاب البسطات والذين بدورهم يخلطون الأسماك برمل البحر، بعد إذابة الثلج عنه.

وبين أبو حسن الذي رفض نشر اسم عائلته: أن سمك السردين القادم من الصومال وايطاليا والمغرب العربي عبر الاحتلال من أكثر الأسماك المجمدة عرضة للبيع على أنها طازجة، وذلك لان المشترين يرغبون في شراء السمك الطازج من تلك النوعية، ولقرب أسعار السمك السردين الطازج من المجمد.

تاجر مجمدات: سمك السردين من أكثر الأسماك المجمدة عرضة للبيع على أنها طازجة

وعلى مقربة من « أبو حسن » انتقل مراسلنا لتاجر الطيبة الأسماك الطازجة « ابو أيمن » المعروف بسمعته الحسن في كار بيع الأسماك والذي قال: بيع السردين المجمد على انه طازج لا يضر بالمشتري فقط، بل يضر بتجار الأسماك الطازجة ويؤثر على المحصول الاقتصاد الوطني الغزي.

ويوضح أبو أيمن بيع السردين المجمد على أنه طازج يؤثر عليه كتاجر من ناحية أن « الغشاشين » يضاربونه بالأسعار التي هي بمتناولهم نظراً لشرائهم المجمد بأسعار رخيصة، بينما لا يستطيع هو كتاجر سمك طازج النزول لأسعارهم.

ويحارب أبو أيمن الباعة الفاسدين عن طريق إقناع وتثقيف المشترين في السوق عبر النصح بالتمييز السمك المغشوش عن غيره.

تاجر اسماك: الضرر لا يعود على جيب وصحة المواطن فقط بل على تجار السمك الطازج

ومن الممكن تمييز الأسماك المجمدة بعد إذابتها عن طريق العين المجردة حيث غالباً ما تكون متهالكة وذات رائحة كريهة، كما ذكر تاجر الأسماك.

وكشفت مصادر خاصة لـ« فلسطين اليوم » ان مباحث التموين وحماية المستهلك ضبطت في مراتٍ عديدة عمليات ضخمة  لغش السمك يتم من خلالها خلط السمك الطازج بالمجمد وبيعه بأسعار الطازج واستطاعت تحويل المتهمين إلى النيابة العامة.

بدوره، أكد الخبير في علم الأغذية الدكتور الصيدلاني محمود الشيخ علي ان إعادة الأسماك المجمدة بعد تذويبها، بإزالة الثلج عنها، إلى الثلاجة، لاستهلاكها مرة أخرى لاحقاً، سيساعد على نمو البكتيريا، لاسيما « السالمونيلا »، بصورة هائلة، في اللحوم والأسماك، وهو ما يشكل خطورة عالية على صحة الإنسان، ويتسبب بحالات التسمم الغذائي.

وأوضح الصيدلاني الشيخ علي لـ« فلسطين اليوم » أن درجة حرارة الجو بعد إذابة الثلج، تشكل بيئة مساعدة لنمو البكتيريا بنسبة عالية، مشددة على أهمية تجنب ظاهرة اللحوم المعاد تجميدها في المنازل والمطاعم و الأسواق،  مبيناً ان إعادة تجميد اللحوم لها ضوابط.

خبير أغذية: الأسماك المجمدة بعد تذويبها تكون معرضة لنمو البكتيريا لاسيما « السالمونيلا » بصورة هائلة وقد تسبب التسمم الغذائي

وأشار إلى أن حفظ الأغذية بغرض التجميد على درجة حرارة -١٨م يحافظ على الخواص الطبيعية للغذاء من حيث الطعم والرائحة والنكهة والقيمة الغذائية.

ولفت إلى أن التجميد يؤدي إلى وقف نشاط عوامل الفساد (الميكروبي والكيميائي) ولكن يستمر النشاط الإنزيمي وتفاعلات الأكـسدة ولكن ببطء شديد.

 ودعا المواطنين إلى ضرورة الحرص والتأكد ما إذا كان السمك طازج أم لا عند شراؤه؛ لان السمك من الأغذية سريعة الفساد وأنه من الممكن ان يؤدي إلى تسمم غذائي حال اشتراه المواطن على أساس انه طازج وهو أصلا مثلج.

ووجه الخبير في علم الاغذية نصائح عدة لمعرفة السمك الطازج عند شراءه وهي ضرورة شراء الأسماك من أماكن معروفة ومصدر ثقة، من أجل التأكد أنّ السمك تم اصطياده حديثاً، وان يكون لون خياشيم السمكة أحمر أو وردي غامق.

وأضاف في سلسلة نصائحه: أنه من الضروري تفقد عيون السمك حيث تكون صافية ولامعه إذا كان السمك طازجاً، أمّا إذا كانت عيون السمك داكنة فإنّ السمك غير طازج ويجب عدم شراؤه، وأن لا يكون جسم السمكة طرياً، وأنّها خالية من الضربات، وللتأكد من أنّ السمكة طازجة يجب الضغط عليها باستخدام أصبع اليد فإذا لم يبقى أثر للضغط فإنّ السمكة تكون طازجة.

وانه يجب أن تكون قشور السمكة لامعة وملتصقة بالجلد، وأن لا يكون للسمك رائحة قوية أو كريهة, فان رائحة السمك النظيف شبيهة برائحة المياه النظيفة. 

بدوره، أكد مدير دائرة حماية المستهلك م. زياد أبو شقرة وجود باعة يبيعون السمك المثلج على أساس أنه طازج، موضحاً ان دائرته ضبطت عدداً من الباعة، وحررت بحقهم محاضر ضبط وحولتهم للنيابة العامة.

حماية المستهلك: ضبطنا عدداً من الباعة يبيعون الأسماك المجمدة على أنها طازجة وحولناهم للنيابة

وأوضح أبو شقرة لـ« فلسطين اليوم » « حالات غش السمك في السوق الغزية موجودة ولكنها محدودة وخلال شهري يناير وفبراير حررنا 5 محاضر ضبط بحض باعة سمك كانوا يبيعون المثلج على انه طازج ».

وأضاف: من غير المقبول أن يباع السمك المجمد الذي يبلغ سعره 8 شواكل، بـ 25 شيكلاً، هذا غش بائن وواضح ونحارب الغشاشين ونراقب الأسواق بكل قوة، ولن نسمح لأحد بالتفرد بالمستهلك الفلسطيني في غزة.

وبين أبو شقرة ان النيابة العامة تعاقب على بيع السمك المغشوش بعقوبات كبيرة تصل حد التغريم.

كلمات دلالية