خبر أردوغان يلاقي نتنياهو: معاً ضد الإرهاب

الساعة 07:23 ص|22 مارس 2016

فلسطين اليوم

بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة تعزية حارة إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أعرب خلالها عن رغبته في «التوحد في النضال ضد الإرهاب».

ويتلاقى أردوغان في دعوته هذه مع دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى وجوب الاتحاد في مواجهة الإرهاب، والتي أطلقها في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي بعد التفجير في اسطنبول. ويتحدث معلقون عن «ديبلوماسية الكوارث» التي تقرب بين الحكومتين التركية والإسرائيلية بعد فترة توتر طويلة في العلاقات بينهما.

وفي رسالة التعزية التركية لإسرائيل، كتب أردوغان إن «هذا الهجوم الوحشي أثبت مرة أخرى أن على الأسرة الدولية الاتحاد في النضال ضد الإرهاب، الذي يهدد البشرية بأسرها والقيم الأساسية لنا، ويشكل جريمة ضد الإنسانية».

وأضاف اردوغان أن «الشجاعة والرغبة اللتين يبديهما شعبانا ضد أعمال الإرهاب الساعية إلى زرع الخوف تمنحانا القوة في كفاحنا». وطلب الرئيس التركي من نظيره الإسرائيلي إيصال تعازيه العميقة لـ «شعب إسرائيل» وللعائلات التي فقدت أعزاءها في تفجير اسطنبول، «بينما كانوا يزورون المدينة ساعين للتعرف أكثر على ثقافتنا». وهذه هي رسالة التعزية التركية الثانية، والتي أتت بعد يوم واحد من التعزية التي بعث بها رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو إلى نتنياهو.

ولم تقتصر الاتصالات بين تركيا وإسرائيل في أعقاب التفجير على رسائل التعزية، فقد وصل إلى اسطنبول المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، والتقى على الفور بنظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو، الذي يرأس الجانب التركي في محادثات المصالحة مع إسرائيل. وبحسب متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية فإن غولد شكر مضيفه على المساعدة التي قدمتها السلطات التركية للإسرائيليين في أعقاب التفجير. وأضاف أن «الجانبين قالا أنه ليس ثمة مبرر لاستخدام العنف كأداة لتحقيق أغراض سياسية. وأن تركيا وإسرائيل تقفان في جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب ولمواجهة تحديات إقليمية مشتركة».

ورغم أنه ليس معلوما إن كان غولد قد بحث مع سينيرلي أوغلو أمر المفاوضات بين الدولتين من أجل إنهاء أزمة العلاقات، فإن زيارة غولد لتركيا تشير إلى تراجع التوتر بين الحكومتين. لكن القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أكدت أن الوفد الذي رأسه غولد اتفق مع الأتراك على تحديد موعد لاجتماع لاحق يعقد في الأسابيع القريبة بين ممثلي الدولتين للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما. وهذه هي المرة الأولى منذ خمس سنوات التي يزور فيها مدير عام الخارجية الإسرائيلية تركيا. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن رسالة أردوغان وزيارة المدير العام للخارجية الإسرائيلية إلى اسطنبول لا تتركان مجالاً للشك بأن العلاقات بين الدولتين آخذة في التحسن.

ويبدو أن إسرائيل حسمت الجدل بشأن ما إذا كانت العملية التي نفذها انتحاري من «داعش» استهدفت الإسرائيليين قصداً أم لا. وخلافاً للتقديرات الأولية التي كانت تشير إلى أن الإسرائيليين وقعوا في مفترق اشتبكت فيه قوى تركية وكردية و «داعشية»، يجري الحديث حالياً عن استهداف مقصود للإسرائيليين. وقد عزز هذا الحديث ما نشر في صحيفة «زمان» التركية وصحف أخرى عن أن الانتحاري الذي نفذ العملية قام برصد مجموعة الإسرائيليين المستهدفة منذ خروجها من الفندق الذي أقامت فيه. وأشارت الصحيفة إلى أن الانتحاري كمن للإسرائيليين عند خروجهم من المطعم الذي تناولوا فيه الطعام، واقترب منهم وفجر نفسه. ومعروف أن ثلاثة بين القتلى الأربعة في التفجير كانوا إسرائيليين، وأن 11 من بين 36 جريحاً كانوا إسرائيليين.

وفي «يديعوت» اعتبر الدكتور نمرود غورن، في مقالة بعنوان «ديبلوماسية الكوارث»، أن التفجير في اسطنبول سمح للجهات الديبلوماسية والأمنية في إسرائيل وتركيا بالعمل سوياً وعلى نطاق واسع. ولاحظ مع ذلك أن العلاقات بين الدولتين لن تعود قريباً إلى ما كانت عليه في التسعينيات، ولكن من الجائز جداً أن يتم التوصل إلى اتفاق لتسوية الأزمة بينهما وترك قضية سفينة «مرمرة» خلفهما. وكتب أنه رغم تعذر العثور على بقع ضوء في أحداث مأساوية كالتفجير الأخير في اسطنبول إلا أن ميزة الديبلوماسية هي البحث عن سبل تحقيق وترميم العلاقات الدولية، حتى في لحظات الحزن والثكل.

ولاحظ غورن أن إسرائيل وتركيا أجرتا في الشهور الأخيرة مفاوضات لترميم العلاقات بينهما، وجرى الحديث عن تقدم ومشاكل وعدم رضى من جانب مصر وقبرص واليونان وروسيا. لكن أنقرة وتل أبيب تعملان على خلق أجواء تقرب المصالحة. وأشار إلى تصريحات مسؤولين من الدولتين، وآخرها رسالة التعزية من أردوغان بوصفها خطوات على طريق المصالحة.

في كل حال، اعتبر الخبير في الشؤون العربية البروفيسور إيال زيسر، في صحيفة «إسرائيل اليوم» تحت عنوان «درس مؤلم لأردوغان»، أن «تنظيم داعش لا يحفظ الجميل لأردوغان. وقد اكتشف رئيس تركيا أنه خلافا لتصريحاته العالية في السابق، فانه يوجد إرهاب إسلامي. وأنه في نظر إرهابيي داعش ليس مسلماً جيداً بما يكفي. لذلك من الواجب الإضرار به وبدولته».

وأوضح أن «اردوغان يواجه الطبخة التي صنعها بيديه. التركيز على (الرئيس السوري) بشار الأسد والأكراد لم يمنحه الحصانة أمام داعش. وليس غريباً أنه في داخل تركيا تسمع مؤخراً انتقادات على التدخل الزائد في الأزمة السورية، الأمر الذي لم يغرق تركيا باللاجئين فقط، بل أيضاً بالإرهابيين. وفي نفس الموضوع، صحيح أن حكومة تركيا سارعت إلى التنديد بعضو البرلمان التركية التي تمنت الموت للسياح الإسرائيليين المصابين في العملية، ولكن لا شك أن التحريض الفظ ضد إسرائيل، من رؤساء النظام في تركيا وعلى رأسهم اردوغان، ساهم في نشوء الأجواء التي سمحت بتعليقات كهذه».

كلمات دلالية