خبر كلينتون تهاجم « حيادية » ترامب حيال « إسرائيل »

الساعة 07:18 ص|22 مارس 2016

فلسطين اليوم

تحوّل المؤتمر السنوي الذي تنظمه لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) إلى حلبة انتخابية مع انتقادات لاذعة وجهتها مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، لمنافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي يسعى جاهداً للدفاع عن دعمه إسرائيل.

ولأول مرة سيقرأ ترامب خطابه من نص مكتوب وتحدث الأسبوع الماضي إلى قيادات يهودية أميركية نافذة لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الخطاب. ويريد ترامب أن يبرهن أنه مرشح جدي ومؤتمر « أيباك » فرصة استثنائية، فهو بدأ بالفعل التصرف كمرشح تقليدي، إذ أمضى يومه بالأمس يجتمع بقيادات بارزة في الحزب الجمهوري من الكونغرس، ومن مجموعات الضغط المقربة من إسرائيل.

وقد أعلن 300 حاخام أميركي، يحضرون مؤتمر « أيباك »، أنهم سينسحبون من قاعة المؤتمرات خلال خطاب المرشح الجمهوري، لقراءة مقاطع من التوراة حول معنى التسامح، كما سيرتدون زر « حاخامات ضد ترامب » على ثيابهم.

لكن أحد المقربين اليهود الأميركيين من ترامب، مايكل كوهين، انتقد هذه الخطوة، مشيراً إلى أن ابنة المرشح الجمهوري يهودية، كما الكثير من المسؤولين التنفيذيين في شركاته، داعياً إلى عدم التشكيك بالتزامه بـ« إسرائيل والشعب اليهودي ».

ترامب أعطى لمحة عن خطابه أمام « أيباك » خلال مقابلة تلفزيونية على شبكة « أي بي سي » الإخبارية، إذ أعاد التأكيد أن السلام مع الفلسطينيين يصب في مصلحة إسرائيل وأنه سيسعى لهذه التسوية في حال انتخابه رئيساً.

لكن التحدي أمامه هو تجاوز التحركات الليبرالية من يهود أميركيين ضد حملته، خلال مؤتمر « أيباك »، كما الدفاع عن التزامه بدعم إسرائيل بوجه الحملات المشككة من منافسيه الجمهوريين والديمقراطيين.

ولعل أبرز هذه الانتقادات أتت من كلينتون، التي جددت أوراق اعتمادها من ناحية الالتزام المطلق بإسرائيل، والتأكد من « تفوقها العسكري » في الشرق الأوسط ورفض مقاطعة إسرائيل الدولية، وإدانة الممارسات الفلسطينية وتجديد مذكرة التفاهم لتمديد المساعدات العسكرية، والإيحاء المبطن أنها ستحسن العلاقات مع إسرائيل، على عكس ما يحصل مع الرئيس الحالي باراك أوباما.

كما هاجمت « حيادية »ترامب حيال إسرائيل وكلامه عن التفاوض وتغيير مواقفه، في هذا السياق، حيث أكدت أن أميركا لا يمكنها أن تكون « حيادية » وأن « أمن إسرائيل لا يمكن التفاوض عليه » وختمت بالقول أمام تصفيق الحاضرين « من لا يفهم ذلك ليس له مكان في أن يكون رئيساً ». كذلك، جددت دعمها للتسوية النووية مع إيران، مع التلميح أنها ستكون أكثر تشدداً من أوباما حيال إيران، وأنها ستضع استراتيجية إقليمية لمجابهتها.

وذكرت كلينتون أنها المرشحة الرئاسية الوحيدة التي عملت فعلياً على تشديد العقوبات على إيران، وأن النظام في طهران سيعلم في حال انتخابها أنها ستنفذ العقوبات، في حال خرقت إيران الاتفاقية، وأنها كرئيسة محتملة « ستستخدم القوة إذا دعت الحاجة ».

هجوم كلينتون على ترامب يمكن تطبيقه، أيضاً، على « حيادية » كلام نائب الرئيس جو بايدن الذي عبّر خلال خطابه أمام « أيباك » عن أسفه أنه ليس للفلسطينيين والإسرائيليين الإرادة لتحقيق السلام وشدد على حل الدولتين، مشيراً إلى أن « الواقع السياسي والديمغرافي » الذي تواجهه إسرائيل.

كما انتقد الإجراءات الأحادية التي يتخذها الفلسطينيون والإسرائيليون « التي تقوّض الثقة وتبعدنا عن طريق السلام » واعتبر أن خطوات مثل بناء المستوطنات في الضفة الغربية تدفع إسرائيل « نحو واقع الدولة الواحدة، وهذا واقع خطير »، لافتاً إلى أن كلامه هذا قد لا يعجب بعضهم، مثل السفير الإسرائيلي في واشنطن، لكن لا بد من قوله.

كما أعاد تأكيد أهمية التسوية النووية مع إيران، معتبراً أنه « سيكون مستحيلاً على الرئيس المقبل » عدم الالتزام بتنفيذ هذه الاتفاقية.

اللافت، أيضاً، أنّ كل مرشحي الرئاسة الأميركيين سيكون لهم كلمة في مؤتمر « أيباك »، باستثناء المرشح اليهودي الأميركي، السيناتور بيرني ساندرز، الذي اعتذر لأن جدوله لا يسمح بحضور المؤتمر.

كلمات دلالية