خبر تهجير 19 يهوديا من اليمن الى اسرائيل في عملية سرية

الساعة 07:27 م|21 مارس 2016

فلسطين اليوم

تم مؤخرا تهجير 19 يهوديا من اليمن ونقلهم الى اسرائيل في « عملية سرية ومعقدة » بحسب ما اعلن مسؤولون اسرائيليون الاثنين.

وقالت الوكالة اليهودية شبه الحكومية المسؤولة عن هجرة اليهود الى اسرائيل، في بيان « وصل 19 فردا الى اسرائيل في الايام الاخيرة، بما في ذلك 14 شخصا من مدينة ريدة، وعائلة مؤلفة من خمسة اشخاص من صنعاء ».

ووصل 17 من هؤلاء اليهود ليل الاحد الاثنين الى الدولة العبرية بعدما سبقهما اثنان. وتم نقل اليهود بالحافلة من مطار « بن غوريون » الى مركز استقبال المهاجرين في بئر السبع.

وتقع العاصمة اليمنية ومدينة ريدة تحت سيطرة المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وبحسب البيان فان المجموعة التي قدمت من مدينة ريدة « تضمنت حاخام الجالية هناك الذي احضر مخطوطة للتوراة يعتقد بان عمرها ما بين 500 و 600 عام ».

واكد بيان الوكالة انه « تم تهجير حوالي 200 يهودي بشكل سري من اليمن من خلال الوكالة اليهودية في السنوات الاخيرة، بما في ذلك العشرات في الاشهر الاخيرة ».

وقال الحاخام سلمان يحيى يعقوب دهاري واصفا رحلته من اليمن الى اسرائيل التي وصلها ليلة الاحد الاثنين ،« تعبنا كثيرا والرحلة لم تكن سهلة ».

واكد الحاخام دهاري الذي وضع العمامة اليمنية واطلق لحيته وسوالفه لوكالة فرانس برس في مركز استيعاب المهاجرين الجدد في مدينة بئر السبع « نحن من منطقة خالف في مدينة ريدة (...) تعبنا كثيرا لقد مررنا بثلاث دول واستغرقت رحلتنا يوما واحدا ».

وقال مدير الوكالة اليهودية ناتان شرانسكي ان العملية التي انتهت ليل الاحد الاثنين، اختتمت « المهمة التاريخية المستمرة منذ عام 1949 لاحضار يهود اليمن الذين ارسلوا الى الصحراء العربية قبل 2500 عام على يد الملك سليمان » بحسب الرواية اليهودية السائدة.

ولا يزال هناك وفق الوكالة قرابة 50 يهوديا في اليمن حيث اختاروا المكوث، وهم اخر المتبقين من مجموعة كانت تعد في ما مضى حوالى ستين الف شخص.

وشبه مدير الاتصالات في الوكالة اليهودية يغال بالمور عملية تهجير يهود اليمن الى اسرائيل بافلام الحركة الهوليودية، قائلا لوكالة فرانس برس « قد يخرجون فيلما عن ذلك. نحن نتحدث عن عملية سرية في وسط معاد. ليس من السهل ان تخرج اشخاصا معروف انهم يهود ».

ورفض بالمور كشف المزيد من التفاصيل، حرصا على حماية الاشخاص الذين نفذوا العملية على مدى « عدة اشهر ».

وقال ان اربعين من اليهود الخمسين تقريبا المتبقين في اليمن، يقيمون في العاصمة صنعاء. واضاف ان « هؤلاء افراد معزولون قليلا » مؤكدا انهم « لم يرغبوا بالاستفادة من هذه العملية » التي وصفها بانها « الفرصة الاخيرة ».

وقال الحاخام سلمان « نحن 17 شخصا بينهم زوجتي مازال يهودا. لم نكن في خطر كبير، كان هناك خوف، وانا حضرت من اجل اولادي الذين جاؤوا قبل ستة اشهر الى اسرائيل ».

واضاف « احضرت معي نسخة من التوراه عمرها 600 سنة، اخذتها من والدي الذي كان هو ايضا حاخاما وورثها عن جدي الحاخام الذي ورثها بدوره عن اجداده ».

وعما ينوي فعله قال « لا نعرف حتى الان. انا مرتاح لانني رايت اولادي الحمد الله ».

وللحاخام سلمان تسعة أبناء هم خمس بنات واربعة اولاد، وكان يقوم بتدريس الدين اليهودي ويعقد القران ويهتم بالشؤون الدينية لأبناء طائفته.

وقال يحي وضبي الموظف في الوكالة اليهودية المسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود الى اسرائيل والذي وصل قبل عشر سنوات من اليمن ان عملية اخراج آخر من تبقى من اليهود من اليمن « كات معقدة جدا » رافضا الكشف عن الجهات التي ساعدتهم ووصف ذلك بانه « سر ».

كما رفض يحيى الكشف عن « التكلفة المالية لهذه العملية ».

واضاف ان المركز « يساعد المهاجرين بتوفير السكن والطعام لسنة ونصف سنة االى ان يجدوا شقة ويقرروا ما يريدون عمله ».

وتابع « انهم مرهقون لم ياكلوا منذ الصباح ولم يناموا ».

واشار الى « وصول 400 يهودي من اليمن خلال الاربع سنوات الماضية ».

ولم يسمح للصحافيين بالدخول الى مركز الاستيعاب وبقوا عند المدخل في الممر.

وقال تصيون دهاري (19 عاما) اليمني الاصل الذي خرج من المركز مع شقيقاته اللواتي وصلن مع والديه ليلة الاحد الى الاثنين « انها اول مرة التقي مع اخواتي منذ اربع سنوات. أريد ان أشتري السكاكر والحلوى لهن ».

وارتدت شقيقاته ذوات الشعر الأسود والعينين الداكنتين استر (11عاما) وهداية (9 سنوات) ومالكه (7 سنوات) فساتين سوداء طويلة ومزركشه بالخرز البراق.

وقالت استر بلهجة يمنية خالصة « جئنا من صنعاء. نحن نخاف القباىل ». وفسر اخوها ذلك قائلا « القباىل هم العرب ».

اما هداية فقالت « أنا في الصف الثاني. لي صديقات كثيرات في اليمن وانا أحبهن ».

وكانت الدولة العبرية اقدمت على هجرت نحو 50 الف يهوديا من اليمن في الفترة ما بين 1949 و1950 في اطار عملية سميت بعملية « البساط السحري ». واكدت الوكالة اليهودية ان 51 الف يهودي من اصول يمنية هاجروا الى اسرائيل منذ قيامها عام 1948.

وتناقص عدد اليهود في اليمن بشكل تدريجي في العقود الاخيرة. ولا يوجد حاليا يهود في اليمن سوى في صنعاء، وقد نقل عشرات منهم في طائرات مروحية للعيش هناك تحت حماية مشددة، وفي ريدة في الصحراء التي تبعد 80 كيلومترا شمال العاصمة.

ومن بين القادمين الجدد الى الدولة العبرية، ابن اهارون زنداني وزوجته و اطفالهما الثلاثة الذين قدموا من صنعاء.