خبر قواتنا تطلق النار على نفسها -هآرتس

الساعة 11:26 ص|21 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

          (المضمون: يقول الكاتب إنه عندما يسمع التصريحات القومية في اوساط العرب وفي اوساط اليهود يصيبه القلق على مصير الناس البسطاء - المصدر).

          بعد افعال اعضاء الكنيست من « بلد »، يجب أن نوضح لهم بسرعة أين هي بوابة الخصم بالضبط. فالاهداف الذاتية التي أدخلوها في مرمى القائمة المشتركة أكثر من تلك التي أدخلها اليمين.

          الاحزاب في العادة تقام من اجل الدفاع عن مصالح الجمهور الذي تمثله. في « بلد » الامر معكوس وغير معروف لماذا. منذ اقامة الحزب فان جمهور ناخبيه والجمهور العربي واليهودي الديمقراطيين، يهتم بالدفاع عن اعماله وتصريحات منتخبيه، بدءً بزيارة سوريا وحتى الاحداث الاخيرة. واذا تجرأ أحد ما على قول ملاحظة فانه يتم توبيخه بسبب قلة وطنيته.

          في المقابل، البشرى الآن هي أنه ليس فقط اعضاء الكنيست من « بلد » هم الذين يلقون بالكرة الى مرماهم؛ بل ايضا قادة الحزبين، « بلد » و« حداش » متألقين في الساحة في التصريحات ضد السعودية التي قالت إن حزب الله هو منظمة ارهابية. إن من يسمع هذه التصريحات يعتقد أنه في المملكة السعودية وفي حلف الناتو يقضمون اظافرهم بانتظار هذه التصريحات. ألم يفكروا بالفعل بتأثير اعلانهم على الصعيد الداخلي الاسرائيلي؟.

          أريد من اعضاء الكنيست من القائمة المشتركة أن يقوموا بمكافحة التصريحات والافعال العنصرية، لا أن يقدموا لليمين مخرجا مريحا بسبب تصريحات غير مسؤولة. فها هو عضو الكنيست أحمد الطيبي يواجه ادعاءات اليمين بادعاءات ثقافية شديدة اللهجة ويتفوق في كل مواجهة كلامية. في المقابل، الكرة التي يطلقها نحو اليمين لا تعود بالفائدة على السكان العرب.

          محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا لعرب اسرائيل، قال في حينه: « نحن نريد الدفاع عن شعبنا لا الاختباء من ورائه ». كل وطني عربي (ويهودي أيضا) يجب عليه ترديد هذا القول قبل فتح فمه.

          في هذه الاثناء كل شخص في القائمة المشتركة يفعل ما يشاء. « الهدية » التي منحها افيغدور ليبرمان للعرب حينما فرض عليهم التوحد، آخذة في الضياع. في هذا الوضع قد ينهار أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة. لقد بث عودة الأمل الحقيقي حول قدرة العرب على وضع سياسة حكيمة تحرج المؤسسة العنصرية. وفي مركز طريقته توجد النظرية التي تقول إن مصلحة الاسرائيليين هي مصلحة العرب، والعكس صحيح.

          ومنذ ذلك الحين، قواتنا تطلق النار على نفسها. واحيانا اريد أن اقترح أن يدفعوا لاعضاء كنيست معينين الاموال بشرط أن يصمتوا. مقابل كل صمت أنا أعدهم بالتصفيق الحار. في الوقت الحالي يأتون من لا مكان ويقولون إن عودة يفضل النضال المدني على القومي. وكأنه يوجد تناقض. إن تحسين حياة العرب هو المساهمة القومية الاكبر والاهم.

          على الجميع أن يرددوا أن النضال المدني هو تلخيص للوطنية وأن اخراج المواطنين العرب من الخنق الاقتصادي الاجتماعي يعني اعطاء الأفق للتعليم ومصدر الرزق للشباب العرب من اجل أن يبقوا هنا وعدم البحث عن حياة افضل في الخارج.

          هل هناك شيء قومي أكثر من هذا؟ وطنية حقيقية تعني العيش والشعور بضائقة الانسان العادي. هناك اشخاص يطلقون الشعارات للتعبير عن غضبهم. لكن مهمة اعضاء الكنيست هي تغيير الواقع وعدم التعبير عن الغضب. ولم يسبق لي الالتقاء مع أحد شعر بالشبع بعد خطاب يؤجج اللهب. إن حزب البعث السوري هو أبو الشعارات القومية، لا سيما في موضوع الوحدة العربية. لقد كان مع الوحدة لدرجة أدت الى تقسيم سوريا. لا أعرف لماذا. ولكن عندما أسمع التصريحات القومية في اوساط العرب وفي اوساط اليهود يصيبني القلق على مصير الناس البسطاء.